كشفت الصحف الغربية عن شخصية الطبيبين النفسيين اللذين استعانت بهما وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” في وضع أساليب التحقيق البشعة التي طبقتها الوكالة مع معتقلي جوانتانامو وصدمت العالم أجمع.
وكشف تقرير أخير أصدره الكونجرس الأمريكي، عن أن الطبيبين “جيم متشل” و”بروس جيسين” تقاضيا قرابة 1800 دولار في اليوم مقابل اشتراكهما في وضع أساليب التحقيق الجديدة، كما أنهما اتخذا المواطن السعودي ذي الأصول الفلسطينية أبو زبيدة زين العابدين محمد حسين فأرًا للتجارب للتأكد من مدى فعالية أساليبهم الوحشية في انتزاع الاعترافات التي يريدونها من المعتقلين.
وكشفت صحيفة “ديلي ميل” عن أن الطبيبين الأمريكيين كانا شريكين في شركة أطلقا عليها اسم “متشل وجيسين وشركائهما” وقد تعاقدت تلك الشركة مع “سي آي إيه” على أن يدرب الطبيبان الجنود الأمريكيين على كيفية الصمود أمام الأعداء حال إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم من قبل قوات معادية.
وقالت الصحيفة إنه مع حلول عام 2002 قررت المخابرات الأمريكية الاستعانة بالطبيبين -نظرًا إلى خبرتهما في مجال انتزاع الاعترافات من المعتقلين- في وضع أسلوب جديد للتحقيق مع معتقلي جوانتانامو؛ وذلك مقابل 81 مليون دولار أمريكي. واستمر الطبيبان في العمل مع الوكالة حتى عام 2009.
وأشار التقرير إلى أن الطبيب “متشل” هو الذي بدأ بالعمل مع محققي سي آي إيه؛ حيث نصحهم أثناء قيامهم بالتحقيق مع أبو زبيدة في أحد سجون الوكالة السرية في تايلاند بأن يعروه من ملابسه ثم نصحهم بحرمانه من النوم في زنزانته بتشغيل موسيقى صاخبة داخل الزنزانة.
وأضاف أن “متشل” قد يكون قد باشر التحقيق مع المعتقل السعودي بنفسه في بعض المراحل.
وسرعان ما التحق الطبيب “جيسين” بفريق المحققين مع المعتقل السعودي لينصحهم باستخدام طريقة الإيهام بالغرق.
ورغم استخدام المحققين طريقة الإيهام بالغرق مع المعتقل السعودي قرابة 83 مرة وفشلهم في الحصول على أي معلومة مهمة منه، أعلنوا أن هذه الأساليب أثبتت فاعليتها وأنهم سيطبقونها مع جميع معتقلي جوانتانامو.
وعلى الرغم من حالة الغضب والاستياء العالمي الذي أحدثه تقرير الكونجرس الأخير، فإن الطبيب “متشل” لم يجد غضاضة في أن يعلن بكل صراحة أن هذا التقرير مليء بالهراء ووصفه بـ”التقرير الحقير والمخزي”، مؤكدًا أنه لم يكتب إلا لإثارة غضب الشعب الأمريكي وغضب العالم.
وعندما سئل عن وحشية الأساليب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية مع المعتقلين رد الطبيب النفسي متسائلاً: “أليس هذا أقل وحشيةً مما ارتكبه هؤلاء المعتقلون من جرائم؟!”.
وأفادت الصحيفة بأن تعاون الطبيبين مع “سي آي إيه” تسبب في الحيلولة دون تمكن الطبيب “جيسين” من الاحتفاظ بمنصبة أسقفًا في واحدة من كنائس طائفة المرمون المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تسبب تاريخه في ثورة الناس عليه ومطالبتهم بإقالته.