كشف أحد ذوي ضحايا حادث الأحساء، الذي نتج عنه مصرع ستة شباب، عن تفاصيل الأحداث الأخيرة للأصدقاء الستة الذين فارقوا الحياة نتيجة اصطدام سيارتهم “الهايلوكس” بشاحنة تفريغ خرسانة، واعتذار صديقهم السابع عن مرافقتهم، مشيراً إلى أن آخر رسائلهم قبل الرحيل كانت: “وصرنا نزعجهم عقب ما كنا نسعدهم يا لطيييف”.
أصدقاء الطفولة
قال عم إبراهيم بن محمد الشنيفي وإبراهيم بن عبد الله الشنيفي، اللذين لقيا مصرعهما، يوم السبت 25 أكتوبر ” قضت مشيئة الله أن يلقى الاصدقاء الستة: فهد وفيصل وإبراهيم ونواف وإبراهيم وحسام” حتفهم في يومٍ واحدٍ جميعاً”.
وأضاف “حمد الشنيفي”: “كان الأصدقاء الخمسة منذ الطفولة يعيشون يومهم سوياً وأغلب أوقاتهم برفقة بعضهم بعضا يلتقون منذ ساعات الصباح الباكر حتى المبيت.. أما حسام فهو الآخر صديقهم (مصري الجنسية) فيرافقهم في عددٍ من رحلات الصيد”.
اعتذار السابع
وأشار “الشنيفي” إلى أن الأصدقاء كانوا متوجّهين إلى الأحساء لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في إحدى المزارع وممارسة هواية الصيد المحببة لديهم، وقبل مغادرتهم بلحظاتٍ وبعد تناول الطعام في الدرعية عند صديقهم سلطان الشهيل، شاء الله أن يعزل الحي من الميت؛ حيث اعتذر “سلطان” بشكلٍ مفاجئ عن السفر معهم، قائلاً لأصدقائه – رحمهم الله -: “ليس لديّ الرغبة في الذهاب”.
وأضاف: “إرادة الله وقدره شاءت أن تجعل سلطان يعتذر عن عدم الذهاب؛ ليتوجّهوا الى الأحساء لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في إحدى المزارع وممارسة هواية الصيد المحببة لديهم”.
آخر رسالة
ويروي “العم” قائلاً: “آخر العبارات التي كتبها الأصدقاء وصوّرها – رحمه الله – حسام محمود وأرسلها إلى شقيقه جاء فيها: (وصرنا نزعجهم عقب ما كنا نسعدهم يا لطيييييف)، وكانت قبل دقائق معدودة من قدرهم، ونتلقى بعدها في الساعة 6:50 مساءً نبأ الحادث الشنيع الذي حدث قبل وصولهم إلى الأحساء نتيجة ارتطامهم بشاحنة مضخة أسمنت كانت معترضةً في وسط الطريق في مخالفةٍ صريحة وواضحة لأنظمة المرور، والذي على أثره وافتهم المنية في الحال بعد احتراق السيارة بهم.
تعاون مشكور
ونوّه “الشنيفي”، بالتعاون الكبير الذي لمسوه فور وصول ذوي المتوفين إلى الأحساء من قِبل عددٍ كبيرٍ من الجهات الحكومية والأمنية ذات العلاقة التي استنفرت جهودها كافةً لإنهاء الترتيبات الخاصّة بمثل تلك الأمور.
وخصَّ بالشكر جميع مَن واساهم في عزائهم، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود نائب أمير المنطقة الشرقية والأمير بدر بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء الذين وجّهوا بإنهاء الإجراءات في أسرع وقتٍ ممكن.
وتقدَّمت أسر المتوفين بجزيل الشكر لمدير عام المرور اللواء عبد الرحمن المقبل، ومدير مرور الأحساء، ومستشفى الملك فهد بالأحساء على تفاعلهم وتدخلهم السريع لإنهاء إجراءات الحادث.
وأضاف: “تمّ نقل جثامين المتوفين إلى مجمع الملك سعود الطبي بالرياض لتحليل الـ DNA للتعرُّف على هوية جثث المتوفين”، مشيداً بجهود الإدارة العامة للأدلة الجنائية على سرعة تفاعلهم وعملهم بشكلٍ متواصلٍ ليل نهار لمتابعة ظهور نتائج التحليل.
وختم حديثه، قائلاً: “تتقدم أسرة الشنيفي لكل مَن واساهم وقام بواجب العزاء وتخص بذلك: “صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود (رئيس الاستخبارات)، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد (نائب أمير المنطقة الشرقية)، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن عبد الله الفيصل، والأمير عبد الرحمن بن عبد الله محافظ محافظة المجمعة، والأمير مشعل بن سعد بن تركي، وصاحب السمو خالد بن عبد العزيز بن عياف آل مقرن وكيل وزارة الحرس الوطني لشؤون الأفواج”.