اعتقلت السلطات الأردنية أبو محمد المقدسي منظر الجماعات المتطرفة الارهابية الذي خرج من السجن قبل نحو 4 أشهر ، يمثل أمام المدعي العام في محكمة أمن الدولة ظهر الاثنين.عمان – قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن الأردنية ألقت القبض على المنظر المؤثر المؤيد للقاعدة ابو محمد المقدسي اليوم الاثنين للاشتباه في تحريضه على الإرهاب عبر الانترنت.
وأضافت المصادر أن الأوامر صدرت باحتجاز المقدسي 15 يوما بعدما استدعته نيابة أمن الدولة للاستجواب واتهم مبدئيا باستخدام الإنترنت للترويج لآراء منظمات إرهابية جهادية والتحريض على اعتناقها.
واعتبر هذا المفكر الذي علم نفسه بنفسه- مرشدا روحيا لزعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في هجوم شنته القوات الأمريكية عام 2006. ووصفت أكاديمية وست بوينت العسكرية الأمريكية المقدسي بأنه من أكثر المفكرين الإسلاميين الأحياء تأثيرا.
وقال مصدر أمني لرويترز إن المقدسي “اعتقل بعد وقت قصير من مثوله أمام مكتب النيابة ووجه إليه اتهام.”
وكان المقدسي قد جاهر في الآونة الأخيرة بانتقاد تنظيم الدولة الإسلامية قائلا إن وسائله الوحشية المتمثلة في قطع الرؤوس تشوه سمعة الجهاد العالمي. ولكنه خفف انتقاده في غمرة الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ضد الجماعة في العراق وفي سوريا.
وعلى الرغم من أن المقدسي لم يوجه انتقادات علنية للأردن ودول الخليج التي انضمت للتحالف الأمريكي ضد داعش الارهابية فقد وصف تلك الحملة بأنها حرب صليبية على الإسلام.
وتحدث المقدسي في رسالة في الآونة الأخيرة عن “عدم الشماتة بفصيل منهم أو الفرح بما يصيبه من نكبات وبما يطوله من عدوان الصليبيين الذين لا يفرح بقتل مسلم على أيديهم عاقل من المسلمين.”
وأفرج عن المقدسي من سجن في الأردن في يونيو حزيران الماضي بعدما قضى عقوبة بالسجن خمسة أعوام. ورأى بعض المسؤولين الأردنيين أن السلطات التي تخشى من دخول التشدد إلى أراضي الأردن قد وافقت على الإفراج عنه كي يجاهر بانتقاد الدولة الإسلامية.
وخرج تنظيم داعش الارهابي من عباءة القاعدة في العراق قبل أن يمتد نفوذه إلى سوريا بعد بدء انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل ثلاثة أعوام.
وأدى هذا التوسع لاندلاع معارك مع جماعات إسلامية منافسة منها جبهة النصرة الاهابية التابعة لتنظيم القاعدة. وقتل الآلاف جراء تلك المعارك.
وسخر المقدسي من إعلان الدولة الإسلامية قيام الخلافة قائلا : إن ذلك ليس من شأنه إلا تعميق الاقتتال الدامي بين الجهاديين -بحسب قوله – . وأضاف أن أفعال الدولة الإسلامية خروج عن صحيح الإسلام.
لكن مصدرا قريبا من العقلية الأمنية قال إن الأمن الأردني بدأت تنتابه المخاوف حينما سعى المقدسي وغيره مختلف أنحاء المنطقة للتوسط من أجل هدنة في وقت سابق هذا الشهر من أجل إنهاء الاقتتال الداخلي بين الجماعات الجهادية بعد الضربات.
وأخفقت جهود التوصل إلى هدنة بعدما لم تستجب داعش لمهلة وضعها المفكرون الجهاديون مدتها ثلاثة أيام.
ويأتي احتجاز المقدسي عقب موجة اعتقالات في الآونة الأخيرة في الأردن لعشرات من المتعاطفين مع داعش أعربوا عن تأييدهم للجماعة على الإنترنت.
وأحيل عدد من مؤيدي داعش إلى المحاكمة بتهم التحريض “والترويج لأنشطة التنظيمات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي.”
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون إنه في الشهرين الماضيين شددت أجهزة المخابرات الأردنية التدابير الأمنية حول المناطق الحكومية الحساسة وشددت مراقبة المتطرفين .
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 انضم مئات الأردنيين إلى الأعمال المسلحة التي يقوم بها المعارضون ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وتوجد مخاوف لدى السلطات من تنامي التأييد بين الأردنيين للدولة الإسلامية جراء التقدم الذي أحرزه التنظيم الارهابي في دولتين تحدان الأردن شرقا وشمالا.