عاد فيروس “كورونا” مطلاً برأسه من جديد بعد انحساره خلال شهر رمضان، وسط توقعات كبيرة في حينه بتلاشي وانحسار هذا الوباء الفيروسي، فيما كانت “احد المصادر” قد نقلت عن مبتعث متخصص تحذيرات من عودته بعد انحساره، وذلك في تصريحات نقلتها منذ أكثر من 5 أشهر.
وسجّلت مناطق المملكة خلال شهر ذي الحجة الحالي قرابة 20 إصابة و11 حالة وفاة في مختلف مناطق المملكة، وفقاً للإحصائية المعلنة من قبل الوزارة، حيث كان أولها في بداية شهر ذي الحجة في الرياض لمواطن يبلغ من العمر 69 عاماً، بعدها الإعلان عن الحالات التي سُجّلت خلال شهر ذي الحجة؛ تزامناً مع توافد الحجاج لأداء مناسكهم لتسجل مدينة الطائف نصف عدد تلك الإصابات تقريبا.
الطائف معضلة جديدة
كانت مدينة الطائف من أكثر المدن في المملكة التي تعرضت لفيروس “كورونا” خلال الشهر الجاري، حيث سجّلت أول إصابة خلال شهر ذي الحجة لوافد يبلغ من العمر 40 عاماً، وبعدها تم الإعلان عن إصابة مواطن يبلغ من العمر 60 عاماً وهو مخالط للإبل.
وأعلنت “الصحة” بتاريخ 27 ذي الحجة عن إصابة مواطن يبلغ من العمر 70 عاماً وهو غير مخالط للحيوانات، وفي 26 من الشهر أصيبت امرأة في الطائف، وكذلك أعلنت “الصحة” إصابة مواطن يبلغ من العمر 56 عاماً، وفي 22 من شهر ذي الحجة تم الإعلان عن حالتين الأولى لأنثى وافدة تبلغ من العمر 42 عاماً، ومواطن -تغمده الله برحمته- وكذلك الإعلان عن حالة في 17 ذي الحجة عن مواطن، وكذلك في 13 من الشهر نفسه أعلن عن إصابة مواطن يبلغ من العمر 77، وكذلك في 12 من الشهر ذاته أعلنت الصحة عن إصابة مواطن يبلغ 69 عاماً.
ولعل أبرز حالات الطائف ما تابعته “احد المصادر” ونشرته أمس عن المواطن (٥٧ عاماً) الذي شُيّع جثمانه، وتمّت الصلاة عليه أمس في مسجد العباس، ودُفن في مقبرة النسيم بمحافظة الطائف؛ ليسجَّل اسمه ضمن ضحايا فيروس “كورونا” في محافظة الطائف، حيث كان قد أُدخل مستشفى الصحة النفسية بالطائف قبل أكثر من عام للعلاج، قبل أن يخرج جثمانه اليوم إلى المقبرة بعد وفاته من العدوى التي انتقلت إليه داخل المنشآت الصحية، حسب شكوى ذويه.
الاتصال مع الابل
وكانت وزارة الصحة قد أكدت أن السبب في عودة ظهور فيروس “كورونا” وتسجيل الإصابات يوماً بعد آخر يعود للاتصال المباشر بين المصابين وبين الإبل.
وقال نائب مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة الدكتور أنيس سندي إن تسجيل حالات فيروس “كورونا” سيستمر، كحالات متفرقة في بعض مناطق المملكة، وذلك حسب ما أشار في حديثه إلى بعض الوسائل الإعلامية.
تحذيرات المبتعث
لا تزال الدراسات والأبحاث والتوقعات التي يطلقها العلماء حول فترات نشاط وخمول هذا الفيروس محطّ أنظار العديد من المعنيين، حيث ركزت غالبية التوقعات البحثية التي نشرتها وسائل الإعلام المختلفة على فترة نشاط هذا الفيروس، والتي رأى فيها عدد من الباحثين أن أسباب زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” هو انخفاض نسبة الرطوبة.
وقال المبتعث بجامعة لينكولن البريطانية، تخصص علم الوبائيات والإحصاء الطبي الدكتور إبراهيم الغامدي منذ أكثر من 5 أشهر: إن من الأسباب التي قد تزيد عدد الإصابات بفيروس “كورونا” والوفيات في السعودية هو انخفاض الرطوبة النسبية في هذه الأوقات إلى أدنى حد لها، حيث تشير دراسة حديثة صادرة من مركز مكافحة الأمراض بأمريكا إلى أن الفيروس تزيد قوته في إحداث العدوى بنسبة 77% إذا قلّت الرطوبة النسبية عن 23%، وفي النظير الآخر تقل قدرته على إحداث العدوى حتى تصل إلى 14% إذا زادت الرطوبة النسبية عن 43%.
وأضاف “الغامدي”: التحكم في نسبة الرطوبة في المستشفيات والأماكن المغلقة فوق 43% يساعد على الحد من انتشار المرض بالمجتمع، ولا بد من مراعاة استخدام المكيفات الهوائية الباردة التي تنقص نسبة الرطوبة في الأماكن المغلقة.
وتابع: بدأت ملاحظة نشاط الفيروس وارتفاع الحالات المرضية في مارس 2014 وسجلت (15 حالة: 8.1%) و(3 وفيات: 7.1%)، منذ بداية شهر أبريل 2014 حتى نهايته وكان هناك زيادة مفاجئة وغير متوقعة للحالات والوفيات (163 حالة: 88.1%) و(35 وفيات: 83.3%). هذه الزيادة المفاجئة وغير المسبوقة يطلق عليها في علم الوبائيات بالأمراض المعدية بالوباء. ومن خلال تتبع نشاط الفيروس بعام 2013 يتضح لنا أن الفيروس ما زال في قمة نشاطه.
واستطرد “الغامدي”: من المتوقع -بأمر الله- انخفاض نشاط الفيروس من بداية شهر يوليو حتى نهاية أغسطس 2014، وقد يكون هناك موجة ارتفاع أخرى للفيروس من بداية سبتمبر 2014؛ حسب ما أفاد في حينه.