تلوح في الأفق بوادر أزمة قد تتجاوز حدود الرياضة لتلامس خطوطًا سياسية حساسة، بسبب مقال رياضي لشاب سعودي مبتعث لدراسة الإدارة الرياضية في أمريكا حول عقد الرعاية القطرية للنادي الأهلي بجدة.
المقال يطرح من خلاله كاتبه إبراهيم بكري رؤيته للعقد الخيالي الذي لم يحصل ناديا الهلال والنصر، وحتى الاتحاد، على مثله، فيقول إنه لا يستبعد أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مهندس السياسة القطرية الرياضية، هو صاحب فكرة رعاية أحد الأندية السعودية كـ “قوة ناعمة”، تعيد المياه إلى مجاريها بين البلدين. ما تفسده السياسة تصلحه الرياضة، خاصةً -حسب رأيه- أن القطريين يدركون أن رعايتهم للنادي الأهلي بهذا المبلغ الكبير لن يحقق لهم أي عوائد مادية، لكنهم لا يريدون الربح المادي. بل هناك أشياء أخرى يطمحون لها، ويفكرون فيها. وسيبقى “الأهلي” في يد “قطر” طوال ثلاث سنوات سلاحًا فعالًا بـ”القوة الناعمة”.
المقال عادي لا يحمل اتهامًا ولا تخوينًا لأحد، وكان يمكن أن يمر مرور الكرام مثل عشرات المقالات السابقة التي كتبها الشاب المبتعث ونشرتها جريدة الجزيرة، لولا أنه حظي بإعادة تغريد من الإعلامي المحسوب على الهلال سليمان الجعيلان، الذي أثنى على المقال بكلمة في مقدمة إعادة التغريد قال فيها إنه نيّر ومضيء، لا يكتبه إلا المثقف والأديب إبراهيم بكري، كما أعاد د. حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي تغريده، مثنيًا على الكاتب لأنه “مثقف وهذا القلم مختلف، مقالاته تستحق التوقف، شاب يستحق اهتمام القيادة”.
وتسببت إعادة التغريد في فتح عاصفة هجومية؛ لأن مناصري النادي الأهلي اعتبروا ثناء الجعيلان انعكاسًا لحرب على الصفقة من نادي الهلال الذي يُحسَب عليه الرجل، فيما كان المدلج قد كتب مقالاً في صحيفة الرياضية أمس تناول فيه صفقة الرعاية بكلمات يمكن أن تؤخذ على أنها تشكيك في الصفقة، مثلما يمكن أن يقرأها آخرون على أنها إشادة بها، فكتب الرجل يقول: “ولكنني أنتظر من مسيري النادي (الراقي) إرشادنا عن الخلطة السريّة التي أدت إلى توقيع هذا العقد العظيم، وربما أبالغ في طموحي فأطلب من الأشقاء في (الأهلي) تنوير الوسط الرياضي بالآلية التي انتهجوها لإقناع (القطرية) بدفع هذه المبالغ الضخمة مقابل حقوق الرعاية”.
العاصفة الأهلاوية على الكاتب وصلت إلى حد مطالبة البعض بمحاكمته؛ لأنه يسيء للقيادة في المملكة، لا للنادي الأهلي فقط. وكتب الإعلامي الرياضي منصور البدر تغريدة علق فيها على المقال فقال: “رد الأهلي على مقال الجزيرة يجب ألا يكون عبر الإعلام والرئاسة، بل بالرفع إلى جهات الاختصاص في الدولة.. الأمر تجاوز الرياضة إلى السياسة والقيادة”، وكان قبلها قد هاجم المدلج لترويجه للمقال، واصفًا إياه بأنه عدو نفسه، كما هاجم خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة لنشره رأيًا “يمس المملكة وقيادتها قبل قطر والأهلي والخطوط القطرية.. ولماذا لم يحذف من الموقع؟!”.
وقال البدر في تغريدة ثالثة: “سامي الجابر محلل دائم منذ سنوات في قناة الجزيرة، وبعد قرار الهلال إلغاء عقده حصل على عقد كبير في عربي قطر.. وفق فكرهم، الجابر سلاح قطري!!”.
وحفل تويتر بمئات التعليقات الغاضبة من مشجعي الأهلي، اخترنا منها ما كتبه النفيعي محمد منتقدًا المدلج: “هذا اتهام مباشر وصريح من الدكتور حافظ المدلج لرجال الأهلي بأنهم مجرد أدوات في يد قطر لخيانة الوطن”، وكذلك ما كتبه طارق القرني: “رعاية الخطوط القطرية للأهلي أخرجت حافظ المدلج عن مثاليته المزيفة، وظهر على حقيقته وتبين ما يخبيه من حقد على كيان الأهلي”.