بدأ حجاج بيت الله الحرام في التصعيد الى جبل عرفة لأداء الركن الأعظم من الحج، ويأتي تصعيد الحجاج إلى عرفة بعد أن قضوا يوم التروية في مشعر منى.
وفي أول أيام الحج، نجحت السلطات السعودية في تأمين جميع الامور على الصُعد الأمنية والطبية والتنظيمية، حيث اتخذت وزارة الحج جميع التدابير اللازمة لخدمة حجاج بيت الله.
وجرت العادة أن لكل كتيبة أو مجموعة، عسكرية كانت أو مدنية، قائد يوجه دفة المسير لها، تارة صوب اليمين وأخرى للتوقف أو إكمال مشيهم.
وفي مشعر منى، وتحديداً في الحادية عشرة ليلاً، في اليوم الثامن من ذي الحجة، تتحرك كتلة بشرية على خطى قائدها، الذي يحمل راية لا ترمز لمعنى سياسي أو ديني، وإنما للدلالة على وجود مقدمة الركب، خاصة في حال احتدمت الحشود وتداخلت أطياف البشر في منطقة ما.
ورغم أن الوقت يبدو باكراً للتحرك والنفرة إلى صعيد عرفات، بيد أن بعض المجموعات من حجاج بيت الله الحرام قررت بداية عملية “إعادة انتشار”، رغبة في التواجد بمكان أقرب إلى عرفة، حتى يتمكنون من الوقوف على صعيده الطاهر منذ شروق يوم التاسع من ذي الحجة.
فيما يبدو أن المجموعات الأخرى، قررت تغيير تكتيكها كلياً، والتوجه إلى صعيد عرفات قبل شروق شمس اليوم التاسع، رغبة في حجز موقع “مميز” أو مساحة أكبرهناك، رغم اختلاف الفتاوى الشرعية حيال توقيت النفرة من مشعر منى إلى عرفات.
هذه هي الرحلة الأولى في مسيرة القائد وتابعيه من حجاج بيت الله الحرام، والتي ستستمر حتى انتهاء مناسك الحج، في اليوم الــ 12 لمن تعجل أو الــ 13 من شهر ذي الحجة، ولكل طريقته في اختيار “الراية” أو “العلامة” التي سيسير بها الحجاج المنظوين تحت لوائه.
هذا الوصف سابقاً ينطبق فقط على أولئك الذين فضلوا الرحيل إلى عرفات أو التنقل بين المشاعر المقدسة مشياً على الأقدام، وهو وصف ينطبق أيضاً على أولئك الحجاج الذين يتبعون مؤسسات للحج، بل أن معظم تلك المؤسسات تلجأ إلى عمل تلك الرايات، ليسهل عليها ضمان ضياع أحد أفراد البعثة، خاصة في أوقات ذروة الزحام.