تشهد المملكة هذه الأيام، جدلا واسعا هو الأول من نوعه، حول علاقة السلفية بالحركات الإرهابية المنتشرة في العالم الإسلامي، وبالأخص حركة “داعش”، وذلك مع وجود صدمة بين بعض السعوديين بأن ما اعتبروه دائما ارتباطا بالإسلام المعتدل السمح من خلال اتباع “منهج السلف الصالح” تحول من خلال “الغلاة” إلى تطبيق عنيف وغير مقبول لتعاليم الإسلام، وهذا فتح التساؤل حول السبب في ذلك وكيفية معالجته.
وكان الجدال قد بدأ على الشبكات الاجتماعية ثم تفجر بشكل واضح بحوار الشيخ حاتم العوني عضو مجلس الشورى السابق مع الإعلامي عبدالله المديفر على قناة “روتانا خليجية”، والذي أكد خلاله أن القاسم المشترك بين أغلب هذه الجماعات هو أنها تنتسب إلى السلفية، وأن “سلفيتهم” مأخوذة من مقولات تراث الدعوة النجدية في “الدرر السنية”.
وجهة نظر “العوني” دفعت كتابا آخرين للإدلاء بآرائهم حول هذه النقطة الشائكة، مثل الكاتب خالد الدخيل الذي رحب في مقالة له عبر صحيفة “الحياة” بالمراجعات الفكرية للأدبيات السلفية، معتبرا أنها تأخرت كثيرا، وهي المقالة التي انتقدها الدكتور محمد بن يحيى النجيمي في رد خص به “عاجل”، معتبرا أن دعوة “الدخيل” بداية لمراجعة الدين ككل بدعوى التغيير.
وحاول “العوني” في حواره مع “المديفر” إثبات العلاقة بين “داعش” والدعوة النجدية، مؤكدا أن دعاة الدعوة النجدية، يتبنون تقديرات ووجهات نظر في العديد من المسائل هي ذات التقديرات التي يتبناها ويؤمن بها مقاتلو داعش في تكفير الآخرين، مثل مسائل الحاكمية والولاء والبراء والإعانة الظاهرة وحكمها وعدم الإعذار بالجهل وغيرها، معتبرا أن “الدرر السنية” تضمنت التكفيرات التي اعتمدت عليها “داعش” لاحقا.
من جانبه، اعتبر “الدخيل” في مقاله، أن كل الحركات والفرق الإسلامية عبر التاريخ أخذت بآلية التكفير في علاقتها مع الآخر، وأن السلفية لم تكن ابتداء حركة دينية محضة، وأنها ظهرت في إطار ظرف اجتماعي وسياسي فرض عليها السير في اتجاه معين، معتبرا أنها عبرت عن مواقفها من الآخر في صراعها السياسي بمفردات وأحكام دينية وليست سياسية.
فيما رد “النجيمي” على “الدخيل” بقوله إن السلفية ليست اختراع رجل ولا اكتشاف جماعة؛ بل اتباع لوحي الله تعالى للأرض، وأن السلفية ما هي إلا تحكيم النصوص الشرعية وكتاب الله تبارك وتعالى ووجه من أوجه احترام سلف الأمة وأتباعهم، مشددا على أن السلفية لم تزد عن الإسلام حرفا، مطالبا “الدخيل” بإثبات موقف تكون السلفية مخالفة فيه الإسلام.
وفيما يلي نص مقال خالد الدخيل المنشور على صحيفة “الحياة” بتاريخ 21 سبتمبر 2014، يليه رد الدكتور محمد بن يحيى النجيمي، والذي خص به “عاجل”، فيما يمكن مشاهدة حوار الشيخ حاتم العوني أدناه.
مقال خالد الدخيل (مراجعات لـ”الوهابية” تأخرت كثيرا)
أطلق ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وفرض نفسه بقوة السلاح والترهيب على مسرح الأحداث في العراق وسورية، دوائر عنيفة من ردود فعل سياسية وفكرية، وصل بعضها إلى مراكز القرار في العواصم الغربية، وأولاها العاصمة الأميركية. والحرب المتوقعة ضد هذا التنظيم هي أبرز النتائج التي أفرزتها هذه الدوائر، لكن من أهم ما تمخض عنه ظهور «داعش» على المستوى المحلي، هو ما يبدو أنه بداية مراجعة فكرية لأدبيات الحركة الوهابية، وهي مراجعة تأخرت كثيراً، وبما أن هذه المراجعة بدأت، فإنه يجب أن تستمر، وأن تتعمق.
هذا موضوع كبير في حجمه وفي أهميته، ولا يمكن إعطاؤه حقه في مقالة واحدة. ومع ذلك لا مندوحة من بداية ما. والبداية هو ما اتسمت به أغلب المراجعات من طغيان النفس الديني عليها، بحيث انحصرت على مستوى النص الديني، مع تجاهل يكاد يكون كاملاً للإطار التاريخي، والمعطيات الاجتماعية والسياسية لمواضيع المراجعة، من مثل الحدث والنص والجماعة والمؤسسة… إلخ. بهذا المعنى عادة ما تكون المقارنة بين مواقف وسلوكيات تنظيم الدولة الإسلامية، مع ما جاء في أدبيات الوهابية من رؤية دينية صرفة، أي مقارنة مواقف داعشية بمواقف وهابية في مرحلتها الأولى، أو مرجعية وهابية لمواقف داعشية. وتعتمد المقارنة هنا على إيراد نصوص وآراء علماء الدعوة، مع الإشارة إلى أن أدبيات تنظيم الدولة الإسلامية تستعيد بعض هذه النصوص، أو تستند إليها كمرجعية لها. ثم وضع كل ذلك أمام نصوص من القرآن والسنة، وآراء وفتاوى بعض أئمة وعلماء المذاهب الإسلامية، للخلوص إلى استنتاج مفاده أن الوهابية كانت حركة تكفيرية متطرفة، وأن داعش بتطرفه ووحشيته امتداد لهذا الإرث الوهابي.
يفرض هذا التناول للقضية إشكالات منهجية خطرة. هل أن تطرف داعش، واستناده إلى نصوص وهابية، يعني أن الأخيرة امتداد للأول، ومسؤولة عنه؟ ومن حيث أن الوهابية هي حركة إسلامية سلفية، مرجعيتها الأولى هي أحمد بن حنبل، ومرجعيتها المباشرة هي ابن تيمية، يعني أن داعش هو امتداد إسلامي في هذه الحال. هل هذا ممكن؟
إذا كان التكفير صفة لازمة من لوازم الفكر الديني في كل العصور، فيمكن القول إن كل الحركات والفرق الإسلامية عبر التاريخ أخذت بآلية التكفير في علاقتها مع الآخر المختلف، بهذه الدرجة أو تلك. وبالتالي فالفرق بين مختلف الحركات والفرق الإسلامية من هذه الناحية هو فرق في الدرجة، وليس فرقاً في النوع. كان ابن حنبل مثلاً يكفر من يقول بخلق القرآن. ومؤدى ذلك أن صفات الكفر تنطبق من هذه الزاوية على المعتزلة لأنهم يقولون بخلق القرآن. وهم في ذلك ينطلقون، وهذه قد تبدو مفارقة، من مبدأ التوحيد، أو الأصل الثاني من الأصول الخمسة التي يستند إليها المعتزلة في آرائهم ومواقفهم من كل المسائل المطروحة. من ناحية أخرى، مع أن المعتزلة من أكثر الفرق الإسلامية تغليباً للعقل على النقل، كما يقال، إلا أن موقفهم من مرتكب الكبيرة اعتمد على النص أكثر من العقل. فمرتكب الكبيرة بالنسبة لهم ليس بكافر، وليس بمؤمن، وليس بمنافق، وإنما هو فاسق فاجر، أو في منزلة بين منزلتي الكفر والإيمان. وأن ثوابه أو عقابه على هذه الحال يعود لمقادير لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وإن علم ذلك خارج نطاق العقل.
في المقابل، يرى المعتزلة وجوب الخروج على الحاكم الفاسق الفاجر، أي مرتكب الكبيرة، وذلك انطلاقاً من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لكنهم يضعون شروطاً وموانع لذلك على أساس من مبدأ درء المفسدة الشرعي، أي التخلي عن الخروج إذا كان هذا سيؤدي إلى مفسدة أكبر. وهم في هذا لا يختلفون كثيراً عن أصحاب الحديث الذين يقصرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ما يتعلق بالحاكم الفاسق على القلب واللسان، إلا في حال توافر القدرة، وضمان عدم ترتب مفسدة أكبر على ذلك.
هذا من حيث العموم. أما من حيث التفصيل، فالأمر قد لا يكون على هذه الصورة في كل الأحوال وفي كل الظروف. فالمعتزلة وقفوا مع الدولة أثناء ارتكابها للظلم والفجور أثناء المحنة التي تعرض لها أهل الحديث في زمن المأمون والمعتصم والواثق. وذلك لأن الدولة آنذاك كانت تميل في موقفها إلى المعتزلة في مسألة خلق القرآن. ثم اتخذ أهل الحديث الموقف نفسه من الدولة بعد انقلابها في عهد المتوكل الذي كان يميل إلى أهل الحديث، وبناء على ذلك أوقف المحنة تماماً، ومعه القول بخلق القرآن.
هذه صورة لمواقف وآراء نظرية قد يغري بعضها بالاتفاق معها والانتصار لها، أو الاختلاف مع مضامينها ومحاربتها. لكن قبل هذا وذاك، ما هو الإطار التاريخي لكل منها؟ وما هي المعطيات الاجتماعية والسياسية التي تقف خلفها؟ أفضل من تناول قضية المحنة تحديداً ودلالاتها السياسية هو الدكتور فهمي جدعان في كتابه المميز «المحنة… جدلية الديني والسياسي في الإسلام».
في هذا الإطار، يمكن تناول موضوع التكفير في حال الوهابية، وذلك باعتبارها حالاً إسلامية حصراً، وليست خارجة عنه. فأمثلة تكفير من أعان أو تعاون مع الحملة المصرية على الدولة السعودية الأولى، مثلاً، وقبل ذلك إطلاق صفة الردة على بعض البلدات النجدية وغيرها هي أمثلة تعود في أساسها إلى حال اجتماعية سياسية، ولا يجوز تناولها بمعزل عن هذا الإطار.
فالوهابية لم تكن ابتداء حركة دينية محض، وهي التي جاءت بفكرة الدولة المركزية كهدف استراتيجي لها. ثم إنها ظهرت في إطار ظرف اجتماعي وسياسي في وسط الجزيرة في القرن الـ12هـ/18م. وهذا الإطار تحديداً هو الذي فرض أن يأخذ الصراع المجرى الذي اتخذه، وانتهى إليه. وعليه فهي حركة دينية – سياسية. وبالتالي فإن جذرها الأول جذر اجتماعي وسياسي قبل أي شيء آخر. وذلك انطلاقاً من أن الدين ما هو، على أهميته ومركزيته، إلا مكون من مكونات الحال الاجتماعية والسياسية التي يظهر فيها.
عوداً إلى موضوع التكفير في الحال الوهابية الذي تناوله البعض يبرز هذا السؤال: هل أن إطلاق صفة الردة على بلدة بعينها يشير حصراً إلى المعنى الديني للردة، ويشمل في معناه هذا كل سكان البلدة؟ وكيف يستقيم أن تنتقل هذه البلدة من حال الردة إلى حال الإيمان، والعكس أيضاً، بين ليلة وضحاها؟ هذا في الواقع ما كان يحصل كثيراً. فمن الناحية العملية لم يكن من الممكن أن تتوجه صفة الردة هذه إلا إلى القيادات السياسية للبلدة التي كانت إما ترفض الانضمام للدولة في مرحلة تشكلها، أو أن قسماً من هذه القيادة كان يعمل على انفصال البلدة بعد انضمامها للدولة، وذلك نتيجة للانقسام السياسي بين أطراف هذه القيادة في حال بعض البلدات أو المدن. ويشير هذا إلى طبيعة الصراع، وأن سكان البلدة في مجملهم كانوا في الواقع خارج هذا الصراع الدائر، وذلك نتيجة لأن درجة التسييس كانت منخفضة في المجتمع النجدي حينها.
إذا كان الأمر على هذا النحو، وأن ما كان يحدث هو في أساسه صراع سياسي، فلماذا كان من الضروري التعبير عن هذه الحال بمفردات وأحكام دينية، وليست سياسية؟ قد ينطلق البعض في طرح مثل هذا السؤال من معطيات ورؤى المرحلة الحالية. وهو في هذه الحال يفرض معطيات مرحلة على معطيات مرحلة أخرى تختلف عنها في كل شيء تقريباً. من هنا لا بد أن تأخذ الإجابة عن مثل هذا السؤال في الاعتبار المرحلة التاريخية لما كان يحدث، وأن ذلك الصراع كان في القرنين الـ12هـ/18م والـ13هـ/19م. آنذاك كانت اللغة الدينية بمفرداتها ومصطلحاتها هي اللغة الوحيدة التي يعرفها المجتمع النجدي، بل المجتمع العربي كله. ومن ثم كان الخطاب الديني وحده هو المتاح للتعبير عن المواقف والرؤى، وعن المعارضة والاتفاق أو المناصرة. بعبارة أخرى، كان الموقف السياسي مضمراً خلف العبارات والمفردات الدينية. في هذه الحال كانت ردة البلدة هي في الأساس ردة سياسية، أو محاولة للانفصال عن الدولة. ولذلك لم تكن هذه الصفة تطلق على البلدة التي تنضم إلى الدولة، وإنما على تلك التي كانت تقاوم الانضمام، أو التي انفصلت عن الدولة بعد انضمامها نتيجة لتغلب طرف في قيادتها السياسية يعارض الانضمام على الطرف الذي يؤيد الانضمام.
نحن هنا أمام حال سياسية بامتياز كان يدور فيها صراع بين قيادات سياسية تنتمي لمرحلة ما قبل الوهابية وقبل الدولة، وترى أن قيام الدولة سيكون على حساب مواقعها ومصالحها السياسية. وفي الوقت نفسه صراع داخل البلدات أو المدن كان قبل ظهور الحركة وقيام الدولة، ثم استمر بعد بدء عملية تشكل الدولة وقيامها.
لعله من الواضح أن هذا لا يعني أن الحركة الوهابية لم تكن متشددة، أو أنها لم تستخدم آلية التكفير. لكن ما دلالة هذا التشدد، وكيف كانت تطبق تلك الآلية؟ كما ذكرت في بداية الحديث، الموضوع طويل ويحتاج لأكثر من مقالة.
رد الشيخ محمد بن يحيى النجيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في جريدة الحياة بتاريخ 21سبتمبر 2014 هـ مقالا لخالد الدخيل بعنوان:” مراجعات لـ«الوهابية» تأخرت كثيراً”!
أقول :الكاتب الدخيل ، ممن يحترمون لمواقفة المشرفة من بعض القضايا والأحداث المشهورة وأنه رجل يحتكم لبعض أدبيات المنطق أحيانا.
وقد تكلم بكلام عجيب عن الدعوة السلفية الوهابية منتقدا لها وأنها تأخرت في مراجعاتها الفكرية ، وكأن الدعوة الوهابية هي من أسست فكرها على مزاجها! وأنها تملك تغييره! ولعل الكتاب بعد قليل سيخاطب المسلمين كافة ليراجعوا أفكارهم! لأنهم يملكون دينهم ويؤلفون دينا لأنفسهم يتمشى مع دنياهم! وهذا هو حقيقة الفكر العلماني الخبيث أنه لا قداسة لشيء ، بل كل شيء يقبل التغيير حتى ديننا ، وبعد قليل ممكن نغير القرآن بقرآن أمريكي والسنة لا حاجة لنا فيها ، فيكفينا ما تبقى من القرآن والعقل العلماني الذي خلف الأمة سنيين في تعليمها وصحتها وفكرها ، ولم تستفد الأمة منه إلا التشكيك في الدين والثوابت.
فأقول: أيها الرجل الدعوة الوهابية ليست اختراع رجل ولا اكتشاف جماعة ؛ بل اتباع لوحي الله تعالى للأرض فهي السلفية التي هي تحكيم النصوص الشرعية ، وتحكيم كتاب الله تبارك وتعالى ،واحترام سلف الأمة واتباعهم ، فالوهابية لم تزد عن الإسلام حرفا !وإن كنت صادقا فائتنا بما خالفت فيه الوهابية الإسلام ، ولكن لعجزكم وفقركم في هذا الباب فلا تملكون غير شنشنة أخزم ، تتشدقون بها وتلقون التهم على هواهنها ، فنتحداك أنت ومن ينشر لك وينصرك أن تأتوا بما خالفت فيه الدعوة الوهابية الإسلام ، فهاهي كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب صغيرها وكبيرها التي كان يحفظها بعض العوام في كل مكان ، والتي درست بعضها وأشهرها في تعليمك الذي وليت له الأدبار ، وتنكرت له وعققت بعد كبر بأفكار جون وويليان الوثنيين؟ فأين أنت لماذا لا تذكر لنا بابا من أبواب كتاب التوحيد ، وتقول هذا غلط ويجب على الوهابية المراجعة الفكرية فيه؟ وعليك بكتاب كشف الشبهات خذ منه ما يحتاج
لمراجعة ، بل أنت متبع مقلد لأفكار لا تعرفها حظيرة الإسلام تهزي بما لا تدري كببغاء تكرر ما يقال لك عبر أمريكا الحبيبة والمرضعة العظيمة ،فبئست المرضعة.
ثم زعمت أن داعش خرجت من رحم الوهابية وتكررت نفس المواقف! ولو كنت شجاعا وكاتبا صدقا ؛أخرج لنا تلك المواقف التي تشابهت فيها داعش بالحركة الوهابية ، هيا وأمامك ما يكفيك من الوقت لتخرج لنا وجه الشبه.
ألئن اتفقت الشيوعية والرأسمالية في مسألة تكون باطلا؟فإذا وافقت داعش الدعوة السلفية فهل تكون السلفية باطلة ؟إن داعش -مع ما فيها والله أعلم بصدق ما يقال عنهم- فيها بعض الإسلام وتنادي ببعض الإسلام -وهو مغلوط -فهل علي رضي الله عنه رد على الخوارج لما طلبوا تحكيم القرآن وقال لهم :كذبه الإسلام منكم بريئ؟ أم جادلهم وأخذ رود عليهم وبين لهم وجه الصواب!فالصحابة كلهم نادوا بتحكيم القرآن والسنة فهل نتهم الصحابة بأن لهم مواقف متشابهو بالخوارج وكان يجب عليهم المراجعة الفكرية حتى لا يوافقوا داعش ؟ فهذا طريق المبتدعة لأن كثيرا من البدع نشأ كردة فعل لنشأة بدع أخرةى فالحرية نشأت نتيجة الجبر والقدرية نتيجة الجبرية والجهمية نشأ ضدها التجسم وهكذا! لكن العدل والحق ما يكون بين الطرفين كاللبن يخرج من فرث ودم لبنا خالصا! فلو افترضنا جدلا وجود تشابه داعش والدعوة السلفية في بعض المواقف ؛ فمعناها أن الدعوة السلفية باطلة فمن أي كوكب أنت؟ وأين العقل في كلامك؟ وأين الفكر الحر؟ فأنا أعلم أن بعض المرتدين صراحا والملحدين صراحا يقولون نفس قولك فهل نصفك بأنك مرتد لمجرد الموافقة؟!
ثم إنك بهذا عديم الولاء لبدك ؛ البلد التي احتضنتك وعلمتك ووفرت ما جعلك كاتبا وفتحت لك صحفا على أرضها ، فإن الإمام محمد بن سعود تبنى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فإذا –على حد زعمك ولازم قولك -أن آل سعود كلهم داعشيون في أفكارهم من أول الدولة الأولى حتى دولتنا هذه! لماذا لا تجهر بهذا؟ ولكن لازم المذهب ليس مذهبا!
ثم ذكرت أنهم يعتمدون على نصوص أئمة الدعوة! فأين هي؟ أبرزها لنا فأهل العلم لها! والجواب عنها موجود قبل أن تعلمها! وقبل أن تبرزها !فالدعوة الوهابية- كما تسميها أنت وأعداؤها ولم تستح وأنت من أهل البلاد أن تغمز دعوة -كانت سببا في توحيد بلدك وتوفير الأمن والأمان لك أولا ولأهل الإسلام من الحجيج والمعتمرين !فأنت ولد عاق آبق من
الرحم الذي احتضنك!وهكذا يظهر العقوق لمن لم يولد في زمن الفرقة لزمن التوحيد!كما قيل ! وهكذا العلمانيون والرافضة يلتقون في الولاء الخارجي لغير بلادهم ، ودين أهلها فمنكم من قبلته إيران ، ومنكم من قبلته البيت الوثني الأبيض ، وكلاكم على منهج واحد.
اين الاتفاق بين داعش وأدبيات الدعوة ؟أخرجها لنا !فهذه الدعوة اعترف أساتذتك في العلمنة والمنصفون من أهل الإسلام على أنها دعوة الإسلام الصافي والمعين الأول كطه حسين وغيره من المستشرقين ومن علماء الشيعة الكبار كذلك :
فعالم الشيعة الأكبر والمرجع الكبير آية الله العظمى البرقعي شهد لها وهو يقول عن حكومة الخميني:”ليعلم القارئ أن هذه الدولة جعلت الناس أعداءً لنا، فإن كل من جرى على لسانه كلمة لبيان العقائد الموافقة للقرآن ، فإن نظام الخميني يتهمه بأنه “وهابي” مع أنه لا يوجد في الدنيا مذهب اسمه “الوهابية”، وإنما هم لغرض استعداء الناس وتنفيرهم. نعم! من حيث العقيدة هم يسيرون على عقائد محمد بن عبد الوهاب، ولكنه لم يأت بمذهب جديد، وإنما هي آراء ابن تيمية وابن القيم، وهذان أيضا لم يفعلا شيئاً سوى محاربة الخرافات والبدع، ودعوة الناس إلى الرجوع إلى القرآن..”. و قال الأمير شكيب أرسلان في الجزء الرابع من كتاب حاضر العالم الإسلامي تحت عنوان( تاريخ نجد الحديث) ذكر ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:” طلب محمد بن عبد الوهاب العلم في دمشق ورحل إلى بغداد والبصرة ، وتشرب مبادئ الحافظ حجة الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، وابن عروة الحنبلي ، وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة ، وأخذ يفكر في إعادة الإسلام لنقاوته الأولى ،فلذلك،الوهابية يسمون مذهبهم عقيدة السلف ومن هناك أنكر الاعتقاد بالأولياء وزيارة القبور والاستغاثة بغير الله ، وغير ذلك مما جعله من باب الشرك واستشهد على صحة آرائه بالآيات القرآنية والأحاديث المصطفوية ، ولا أظنه أورد ثمة شيئاً غير ما أورده ابن تيمية”…
ومواقف العلماء من هذه الدعوة كثير مشهور أسوق منها ما تيسر لي كنموذج لعلماء الجزائر فظهر موقفهم من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية ، وها هي بعضها ،فقد كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس–رحمه الله– سلسلة مقالات بعنوان(من هم الوهابيون ؟ ما هي حكومتهم ؟ ما هي غايتهم السياسية ؟ ما هو مذهبهم؟) قال فيها –
كما في”آثاره” (5 / 23 – 24)وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة .وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين .
وقال( 5/ 32 – 33 ):( قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ :”الوهابيين”لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة ، وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين .لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل ، فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول ، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب الأجيال في العصور الطوال ؛ يشب عليها الصغير ، ويشيب عليها الكبير ، أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا ، وحراسا كبارا من زنادقة منافقين ، ومعمَّمين جامدين محرفين ، ومتصوفة جاهلين ، وخطباء وضَّاعين فما كانت – وهذا الرسوخ رسوخها ، وهذه المنعة منعتها – لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ”الوهابيين”في مدة قليلة ، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة ، وارتكبت ما استطاعت من الشدة) ، إلى أن قال:( إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد الوهاب ، وسعى إليها أتباعه ، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون ، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان.
ثم قال( ص 34 ):”بان بهذا أن الوهابيين ليسوا بمبتدعين لا في الفقه ولا في العقائد ، ولا فيما دعوا إليه من الإصلاح ، وإنما تنكر عليهم الشدة والتسرع في نشر الدعوة وما فعله جهالهم “.
وقال ابن باديس وهو يرد على بعض خصوم الدعوة الإصلاحية بالجزائر في ( العدد 3 ) من جريدة”الصراط السوي”( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933 م ، ص4) : ( ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي ، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون ! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون ، فنحن – إن شاء الله – فوق ما يظنون ، والله وراء ما يكيد الظالمون .
ثم يقول :”إننا مالكيون”ومن ينازع في هذا ؟ !! وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك ، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة ، فقد كان مالك – رحمه الله – كثيرا ما ينشد : وخير أمور الدين ما كان سنة * وشر الأمور المحدثات البدائع ) .
قال الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله – في كتابه”تاريخ الجزائر في القديم والحديث”(2 / 19 ط الأولى 1932 م ) : اشتد كلب الزارين على الإسلام والعرب في هذه الأيام لظهور دولة عربية إسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود .
قال الشيخ أبو يعلى الزواوي – رحمه الله – في مقال بعنوان ” الوهابيون سنيون ، وليسوا بمعتزلة كما يقولون هنا عندنا بالجزائر نشره في ( العدد 98 ) من في جريدة ” الشهاب ” ( 2 ذي القعدة 1345 هـ / 26 مايو 1927 م ، ص 2 ) : ( لما سئلت عن هذه الكلمة ” الوهابية ” وعن عقيدة الإخوان النجديين ، وسمعت أذناي ممن سألوني ومن غيرهم قولهم : إن الوهابيين معتزلة ، وإن الحجاج منقبضون بسبب هذه الكلمة – الوهابية أو المعتزلة – المخالفة على زعمهم ؛ أجبت بالاختصار أن الإخوان الوهابيين حنابلة يتعبدون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي هو أحد المذاهب الأربعة المشهورة .
وقال صاحب كتاب التاج المكلل : وبعض الناس يزعم أنه ( أي عبدالعزيز بن محمد بن سعود ) يعتقد اعتقاد الخوارج , وما أظن ذلك صحيحاً , فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما يعلمون من محمد بن عبدالوهاب , وكان حنبلياً , ثم طلب الحديث بالمدينة المنورة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة , كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما . وهم من أشد الناس على معتقدي الأموات ..
بل أثنى طه حسين على الدعوة الوهابية كما نقل وهذه مقتطفات من مقال طه حسين المذكور، يجمل فيها طه حسين رأيه في الوهابية، وقد نقلها أحمد عبد الغفور عطار في كتابه ص: 197 – 200، وعزاها إلى مجلة الهلال، الجزء الخامس، مارس سنة 1933م: (إن هذا المذهب الجديد قديم، والواقع أنه جديد بالنسبة إلى المعاصرين، ولكنه قديم في حقيقة الأمر، لأنه ليس إلا الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من شوائب الشرك والوثنية هو الدعوة إلى الإسلام كما جاء به النبي (!) خالصا لله وحده، ملغيا كل واسطة بين الله والناس، هو إحياء للإسلام العربي (!) وتطهير له مما أصابه من نتائج الجهل ومن نتائج الاختلاط بغير العرب!! ثم يقارن طه حسين بين ابن عبد الوهاب وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم! وكأنه يريد أن يجعل من ابن عبد الوهاب نبي العصر! يقول طه حسين: (ومن الغريب أن ظهور هذا المذهب الجديد في نجد قد أحاطت به ظروف تذكر بظهور الإسلام في الحجاز، فقد دعا صاحبه إليه باللين أول الأمر فتبعه بعض الناس، ثم أظهر دعوته فأصابه الاضطراب وتعرض للخطر، ثم أخذ يعرض نفسه على الأمراء ورؤساء العشائر كما عرض النبي (!) نفسه على القبائل، ثم هاجر إلى الدرعية وبايعه أهلها على النصر كما هاجر النبي (!) إلى المدينة. ولكن ابن عبد الوهاب لم يرد أن يشتغل بأمور الدنيا فترك السياسة لابن سعود واشتغل هو بالعلم والدين، واتخذ السياسة وأصحابها أداة لدعوته، فلما تم له هذا أخذ يدعو الناس إلى مذهبه، فمن أجاب منهم قبل منه، ومن امتنع عليه أغرى به السيف وشب عليه الحرب، وقد انقاد أهل نجد لهذا المذهب وأخلصوا له وضحوا بحياتهم في سبيله، على نحو ما انقاد العرب للنبي (!) وهاجروا معه.
ثم إنك ذكرت المعتزلة وأنها أقثرب للعقل فنقول العقل الذي اقتربت منه المعتزلة إنما هي الجهالة والبعد عن القرآن والسنة كجهالة العلمانية فكانوا أكثر تعصبا وأشد تكفيرا فقد كفروا الإمام أحمد وقتل ابن نصر الخزاعي وعلقوا رأسه سبع سنين في دهة وجسده في ججهة وقتلوا تلميذ الشافعي ورموه على مزبلة لمجرد مخالفتهم في الرأي فإذا هم لا يحتكمون للعقل بل لجهالات سموها عقلا وألزموا الناس بها بل استحلوا دم أحمد كما كان يحلف ابن أبي دؤاد في مجلس المعتصم ويقسمون على كفره فأين أنت أتجهل هذا أم أنك تدلس وتلبس.
كما أن الإمام أحمد لم يكفر المعتزلة وأنت لا تفهم الفرق بين تعميم الكفر وتعيينه فلم يقل أحمد إن المعتزلة كفار بل قال من قال القرآن مخلوق فهو كافر يعني حكما عاما كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه ولعن الله من غير منار الأرض فالرسول على قولك تكفيري ما رأيك؟
وأحمد رفض نزع الطاعة من المعتصم ومن بعده بل كان يناديه بأمير المؤمنين ويعتبر ولايته وطاعته ولما جاءه بعض العلماء رفض القول بالخروج مع أنهم معتزلة فأي الفريقين أحق بالغلو وتحكيم الجهلات والتكفير؟
ثم قلت :” فالوهابية لم تكن ابتداء حركة دينية محضة، وهي التي جاءت بفكرة الدولة المركزية كهدف استراتيجي لها. ….وعليه فهي حركة دينية – سياسية. وبالتالي فإن جذرها الأول جذر اجتماعي وسياسي قبل أي شيء آخر. وذلك انطلاقاً من أن الدين ما هو، على أهميته ومركزيته، إلا مكون من مكونات الحال الاجتماعية والسياسية التي يظهر فيها.”.
هذا الكلام فيه ضلال ومغالطة فالشيخ محمد لم يكمن يستخدم الدين كمحور مركزي مع أهميته –طبعا ليس عندك-وإنما الإمام محمد بن سعود هو الذي اختار أن ينصر دعوة الشيخ فالرغبة السياسية ليست من الشيخ بل قدر الله تعالى اللقاء فالشيخ محمد كانت غايته نصرة الدين والقضاء على الخرافة تكونت دولة أم لم تتكون لكن وأنت لا تعلم طبيعة نجد أنها لا تخضع بسهولة لأي أحد فاحتاج الشيخ لمن ينصره فوفق الله بعد ذلك له الإمام محمد ونفع الله الشيخ بالإمام ونصرته في بيان الحق كما انتفع الإمام محمد بن سعود بموقف الشيخ والدعوة إلى الدين الحق فنفعهما جميعا صلاح الدعوة التي يدعون إليها وكانت سببا في قيام
دولة عظيمة هي الدولة السعودية التي يحاول أعداؤها خارجا وداخلا هدمها ولكن الله سيبقيها.
ثم أختم بكلام الشيخ محمد تقي الدين الهلالي من كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة:”إن المتأخرين من رجال الدولة العثمانية حرضوا شرار العلماء في جميع البلاد الإسلامية على تشويه سمعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذبوا عليه، وأوهموا أتباعهم أنه جاء بدين جديد، وأنه يتنقص جانب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويكفر المسلمين، إلى غير ذلك من الأكاذيب. وقد تبين لأكثر الناس بطلان تلك الدعوى وعلموا علم اليقين أن محمد بن عبد الوهاب من كبار المصلحين الذين فتح الله بدعوتهم عيونا عميا وآذانا صما، وأنه أحيا العمل بكتاب الله وسنة رسوله في جزيرة العرب بعدما كاد يندثر. وإلى الآن لا يزال بعض الغربان ينعقون بسبه كالغراب الذي تقدم ذكره، وذلك لا يضره: إن كانوا مسلمين فإن سبهم له يجعل حسناتهم في صحيفته وإن كانوا مشركين فإن الله يزيدهم عذابا…”.
فيا أخي كن منصفا في كتابك وتحر الحق وأخرج المسائل التي تنتقد على الدعوة ولن تستطيع فعل ذلك ودونك سنين حتى تخرج لنا شيئا فتكلم بعلم أو اسكت هدانا الله وإياك للخير.
ثم إننا نجدك قد أظهرت عقيرتك وأخرت سمك على ادعوة الوهابية ولم نر كلمة عن الحوثيين ولا الرافضة الذي خربوا العراق وسفكوا دماء الشام نساء وأطفالا لم نر لك موقفا كأنك تقول التكفير خاص فقط بالوهابية فأين الرافضة الذين يكفرونك ودولتك ويتطلعون لاحتلال مكة والمدينة ،أليس هذا من البهتان فلم تخل فرقة من التكفير وأشدهم الرافضة فلم نرك تتكلم عن التكفير عندهم،فلماذا؟فيبدو أن الحوثية والرافضة أقرب إليكم من الوهابية والإخوان…