أعرب عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين عن تفاجئهم بالقرار القطري الخاص بإبعادهم من الدوحة، وهي الخطوة التي تكشف التزام قطر بالقرارات التي توصل إليها اجتماع “جدة” الأخير الذي حضره ممثلو مجلس التعاون الخليجي، والذي أكد على اعتبار الإخوان “جماعة إرهابية” وشدد على ضرورة تنفيذ دول المنطقة لنصوص اتفاق “الرياض” تمهيدا لتصفية “الأجواء الخليجية” وإعادة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى الدوحة.
وتباينت ردود الأفعال الواسعة فور الكشف عن قرار القطري المفاجئ، ففي الوقت الذي التزمت فيه معظم صحف ووسائل الإعلام القطرية الصمت ولم تُشر للخبر على الإطلاق؛ تبارت الصحف المصرية في رصد تعليقات قيادات “الإخوان” داخل مصر وخارجها على القرار المفاجئ.
وحتى اللحظة، لم يصدر أي تأكيد رسمي من الدوحة بشأن منح 7 من قيادات الإخوان المتواجدين في قطر مهلة أسبوع لمغادرة البلاد، في الوقت الذي أكد فيه اثنان ممن تردد أن قرار الإبعاد شملهما هما عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للجماعة) عمرو دراج، والداعية وجدي غنيم، أنهما قررا الرحيل عن الدوحة “منعًا للإحراج”.
وفي أول رد فعل رسمي من قبل الجماعة؛ تقدم المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة سمير الوسيمي بالشكر إلى دولة قطر، وأميرها الشيخ تميم بن حمد على استضافة الإخوان طوال الفترة الماضية، مؤكدًا استمرار علاقة “الحب والتواصل” مع الدوحة، مرجحًا وجود “أبعاد دبلوماسية” وراء القرار المفاجئ لم يكشف عنها حتى الآن، بحسب صحيفة “المصري اليوم”.
فيما قال عمرو دراج في بيان له عقب القرار: “نثمن دور قطر في دعم الشعب المصري، ونتفهم موقفها ونستجيب لطلبها”، مؤكدًا امتثالهم لقرار الإبعاد “حتى نرفع الحرج عن دولة قطر، التي ما وجدنا فيها إلا كل تقدير وترحاب” حسب قوله.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر إخوانية -رفضت الكشف عنها- تأكيدها أن القرار القطري جاء مفاجئًا بالنسبة لها، مشيرة إلى إمكانية ارتفاع عدد من يُطلب منه مغادرة البلاد من قيادات الجماعة إلى أكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة.
من جانبها، انتقدت “عائشة” ابنة القيادي الأبرز بجماعة الإخوان خيرت الشاطر، القرار، قائلة عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “من تعلق يومًا بمكان أو بأشخاص فليراجع موقفه، يكفينا أن يشهد الله أنهم طُردوا في سبيل إعلاء كلمته، وحُوربوا لسعيهم لنصرة شريعته، فاشهد عليهم يا الله، وهم ما بين شهداء ومغيبين بغيابات السجون ومطاردين ومشردين ببقاع الأرض”.
وعن الوِجهة التي من المرجح أن ينتقل إليها قيادات الإخوان المبعدين عن الدوحة؛ رجح القيادي بتحالف دعم الشرعية الداعم لجماعة الإخوان المسلمين مصطفى البدري، أن تتجه قيادات الجماعة إلى تركيا وماليزيا خلال الفترة المقبلة، لافتًا في الوقت نفسه أن وجهتهم النهائية لم تتحدد بعد، بحسب صحيفة “اليوم السابع” المصرية.
وكانت مصادر إعلامية أكدت الجمعة (12 سبتمبر 2014) أن السلطات القطرية منحت 7 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين على أراضيها مهلة أسبوع لمغادرة البلاد، هم: محمود حسين العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعمرو دراج عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، وحمزة زوبع عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، وأشرف بدر الدين عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وجمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق قيادي بجماعة الإخوان، والداعيان الإسلاميان عصام تليمة ووجدي غنيم.