نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالا مشتركًا للباحِثَيْن السعوديين “نواف عبيد” و”سعود السرحان”، فنَّدا فيه الأسباب الداعية لتصور بعض الغربيين أن الفكر الإرهابي الداعشي مستقى من المملكة. كما سلطا الضوء على ما تملكه المملكة من قدرات خاصة، تتعدى ما تملكه كل الدول المشاركة في الحرب ضد داعش، والتي تؤهلها لأن تكون الجهة الوحيدة القادرة على سحق داعش، وهو ما أثار حقد التنظيم بكافة عناصره على المملكة.
بدأ الكاتبان مقالهما بالتأكيد على أن المملكة هي عدو داعش اللدود، وأنها في مقدمة الدول التي يسعى ذلك التنظيم الإرهابي الوحشي لاستهدافها. وأوضح الكاتبان أن المملكة مهد الحضارة الإسلامية وخادم الحرمين الشريفين هما من أهم العقبات في طريق طموحات التنظيم في توسيع مساحة سيطرته، تحت ما يسميه دولة الخلافة الإسلامية.
وبحسب ما ورد في المقال فإن داعش لا تختلف كثيرًا عن القاعدة في سعيها الحثيث نحو تدمير ثروات المملكة؛ إذ إن كلا التنظيمين يحقدان على المملكة الساعية نحو استغلال عوائدها البترولية في تحديث البلاد، وتقوية اقتصادها، الأمر الذي دعا المملكة إلى وضع ذلك التنظيم ضمن قائمة التنظيمات المحظورة، والإعلان عن معاقبة كل من يثبت انتماؤه لهذا التنظيم أو محاولة تمويله.
ويرى الكاتبان أن ادعاء داعش بأنها تسعى لتطبيق منهج السلف، وأنها تتأسى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو من أهم الأسباب التي دعت البعض لاعتقاد أن فكر داعش هو نفسه الفكر السني الذي تحرص المملكة على تطبيقه على أرضها.
وعُنيَ الكاتبان بتوضيح الفرق الشاسع بين الفكر الخارجي التكفيري الإرهابي الذي تتبناه داعش، وبين المنهج السني الذي تطبقه المملكة. وأوضح الكاتبان أن المدرك لما يحويه مذهب الخوارج من تكفير وسفك للدماء ودعوة لامتحان الناس في دينهم، وما دعا إليه الإمام أحمد بن حنبل في مذهبه الحنبلي بضرورة اجتناب الفتن، وحقن دماء المسلمين، واجتناب الجدال في الدين؛ يؤكد أن فكر داعش مخالف تمامًا لما تتبناه المملكة.
وأفاد الكاتبان بأن نجاح المملكة في القضاء على أنشطة تنظيم القاعدة على أراضيها من خلال برنامجها المتطور والفعال لمكافحة الإرهاب، يجعلها الجهة الأكثر قدرة على مواجهة تنظيم داعش والقضاء عليه. والأهم من ذلك ما يتمتع به الملك من مكانة داخل قلوب المسلمين تمكنه من نزع الشرعية عن فكر داعش الإرهابي الوحشي، وهو الأمر الذي لا تستطيع الولايات المتحدة فعله بأي حال من الأحوال.