عاقبت لجنة التحقيق في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفراد الهيئة المتهمين بالاعتداء على بريطاني في أحد المولات التجارية بالنقل إلى خارج العاصمة والتحويل إلى العمل الإداري، وقدمت اعتذارًا للبريطاني وزوجته.
وقالت الهيئة في بيان لها، الثلاثاء (2 سبتمبر 2014) إنه تبين أن مقطع الفيديو الذي كشف الواقعة يعود لحادثة وقعت مساء الجمعة 3 ذي القعدة في مجمع تجاري بشمال الرياض، والفرقة المباشرة لها من أحد مراكز هيئة مدينة الرياض، وتم على الفور استدعاء جميع المعنيين بالقضية والتحقيق معهم؛ وتم أخذ جميع أقوالهم ومناقشتها مع ما ورد للجنة من شهادة شهود عيان كانوا حاضرين للحادثة.
وأضاف البيان أنه ” ثبت للجنة أن المقطع المصور والذي تم تداوله يعود للواقعة المشار إليها، وأن الأشخاص الذين ظهروا فيه هم أعضاء هيئة من أحد مراكز هيئة مدينة الرياض، وأن الشخص الذي ظهر في المقطع المصور وهو يقفز على الشخص الأجنبي هو رئيس الفرقة بناءً على إفادة رئيس مركز الهيئة ومشرف الفترة، وأن الفرقة قد باشرت ابتداءً مخالفة ليست من اختصاصها وهي الإنكار على الشخص الأجنبي لقيامه بالمحاسبة في المكان الخاصة بالعوائل رغم وجود زوجته بالقرب منه”.
وتابع أن “هذا التنظيم من اختصاص إدارة السوق ورجال أمن السوق المكلفين بذلك، وأن الفرقة اطلعت عند مباشرة المخالفة على طبيعة العلاقة التي تربط الشخص الأجنبي بالمرأة التي معه وأنها زوجته”.
وبحسب البيان فإنه ثبت للجنة أن الفرقة لم تتواصل مع مشرف الفترة، ولم تطلعه على الحادثة إلا بعد انتهاء المشاجرة واعتصام الشخص الأجنبي وزوجته بسيارتهما؛ وهذا مخالف للتعليمات التي تنص على أخذ التوجيه من رئيس المركز قبل اتخاذ أي إجراء في الميدان، وتحديد مكان الفرقة ورفع حالة الميدان أولاً بأول عبر الجهاز الاتصال اللاسلكي.
وكان بإمكان الفرقة معالجة الموقف بمهنية وتهدئة للأمر دون تصعيده لا سيما أن الشخص الأجنبي بصحبة زوجته، وسيارته معروفة، حيث كان بإمكانهم تدوين معلومات السيارة والاكتفاء برفع محضر واقعة بها، وأعضاء الفرقة قاموا بتصعيد الموقف وذلك باللحاق بالشخص الأجنبي وزوجته إلى سيارتهما ومحاولة استيقافهما، بحسب ذات البيان.
وأكد على ” معاقبة أعضاء الفرقة المباشرة للحادثة وهم أربعة أعضاء بنقلهم إلى خارج منطقة الرياض إلى مناطق أخرى، وتكليفهم بالعمل الإداري تحقيقًا للمصلحة، وصدر قرار لكل واحد منهم يحدد مكان تكليفه اعتبارًا من تاريخ صدور القرار.
كما اعتذرت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمقيم البريطاني وزوجته عما بدر تجاههما، وأكدت أن ما تعرضا له هو حادث فردي لا يمثلها ولا يمثل أعضاءها الذين يبذلون الجهد الكبير لخدمة المواطن والمقيم على السواء.
وكانت السيدة عبير، زوجة البريطاني “بيتر هاورث” المعتدى عليه، روت تفاصيل سبب الاعتداء على زوجها في الدانوب هايبر ماركت في حطين بلازا.
وقالت في برنامج تلفزيوني إنه بعد الانتهاء من تسوقهما، وتوجههما إلى المحاسبة، وجهتهما إدارة المركز التجاري إلى “كاشيرة” من السيدات السعوديات، وعندها تصدّر لهما ثلاثة أشخاص اعتراضًا على محاسبتهما من مكان به سيدة.
وأكدت الزوجة أن إدارة المركز التجاري أبلغت المعترضين بأنهم هم من وجهوهما إلى الـ”كاشيرة”، ولكن كان ذلك دون جدوى، مضيفة أن المعترضين توعدوا زوجها، وانتظروه خارج المركز التجاري، وحاولوا تصوير رقم سيارته، وضربوه بوحشية بعد أن حاول تصويرهم هو الآخر.
وأضافت الزوجة “عبير” من خلال مداخلة لها في برنامج “يا هلا” على قناة خليجية، مساء الاثنين (1 سبتمبر 2014)، أنها لم تكن توافق في البداية على الظهور في وسائل الإعلام، لا هي و لا زوجها، حرصًا منهما على صورة المملكة، وعلى ألا يتم استخدامهما أداة لتشويه بلادها.
من ناحيته قال المقيم البريطاني إن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ هاتفه واعتذر له عما بدر من رجال الهيئة، بحسب ما ذكرته صحيفة “تليجراف” البريطانية.
وقال هوارث للصحيفة إنه لا يلق باللوم على الحكومة أو النظام بالمملكة، حيث يفخر بالعيش فيها، وإنما ذكر أن هذا الأمر يحدث للناس ولكنه نادرًا، بحيث أن ما فعله رجال الهيئة أمر لا يقتصر على المملكة وإنما تقوم به عناصر مارقة في قوات الشرطة في كل مكان، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا أيضًا.
كما أوضح هوارث أنه لا يفاضل في حقه، خاصةً أن الهيئة اعترفت بأن رجالها أخطأوا في الاعتداء عليه.