تلقى الزيارة الحالية التي يقوم بها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز لفرنسا اهتمامًا إعلاميًّا غربيًّا خاصًّا، ليس فقط بسبب التوقيت بالغ الأهمية لتلك الزيارة، ولكن لما تعنيه من تطورات إقليمية تنبئ ببزوغ تحالفات عالمية جديدة للحفاظ على أمن المنطقة، والتي تأتي استجابةً لما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمام عددٍ من السفراء الأسبوع الماضي.
واهتم موقع “إنجليش آر إف آي” بالحديث عن جدول أعمال سمو ولي العهد، خلال زيارته الرسمية لفرنسا، والتي من المقرر أن تستغرق ثلاثة أيام. وذكر الموقع أن من المنتظر أن يلتقي سمو الأمير بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مساء اليوم الاثنين على مأدبة عشاء رسمية بقصر الإليزيه الرئاسي، ومن المتوقع أن يتناقش الطرفان في مسألة المساعدة العسكرية التي ستقدمها فرنسا للجيش اللبناني بتمويل سعودي بلغت قيمته 3 مليارات دولار أمريكي. وتقضي هذه الصفقة التي أعلن عنها الرئيس اللبناني ميشال سليمان، عن طريق رسالة وجهها إلى اللبنانيين، أن تقوم فرنسا بإمداد الجيش اللبناني بعتاد وأسلحة فرنسية من أجل مساعدتها على مواجهة خطر التنظيمات المسلحة.
وعلق موقع “المونتور” على الحدث قائلا إن هذا التمويل السعودي لصفقة الأسلحة الفرنسية للبنان يعد أكبر تمويل عسكري يتلقاه الجيش اللبناني من دولة أخرى. كما أشار الموقع كذلك إلى أن هذا التمويل جاء ليعضد شراكة سعودية فرنسية مستجدة من المتوقع أن تشكل تحولا أساسيًّا على ساحة الشرق الأوسط، خاصةً في ظل تراجع الدور الأمريكي، وعدم وجود رؤية استراتيجية أمريكية واضحة عن كيفية مواجهة الأوضاع المتفاقمة في المنطقة.
وأشار موقع “نيو سترايتس تايمز” الإخباري إلى أن هذه الزيارة أتت عقب قيام كل من سمو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالإدلاء بتصريحين منفصلين يُظهران توافقًا في موقف البلدين تجاه الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وصرح الرئيس الفرنسي يوم الخميس الماضي برفضه التام للتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وبرر هولاند سبب رفضه بقوله: “إن الأوضاع الراهنة تظهر لنا بوضوح أن بشار الأسد هو الحليف الحقيقي لتنظيم الدولة الإسلامية”.
كما أعلن الرئيس الفرنسي كذلك أنه على استعداد تام للدخول في أي تحالف دولي مع دول الخليج لمواجهة هؤلاء الجهاديين المتطرفين، الأمر الذي عده بعض المراقبين استجابةً للتحذيرات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم السبت الماضي أمام جمع من السفراء الأجانب بالمملكة.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد حذَّر خلال استقباله عددًا من السفراء المعتمدين في السعودية الجمعة الماضية من خطر الإرهاب، مشيرًا إلى أن خطره سيمتد إلى أوروبا وإلى أمريكا إذا لم تتحد الدول لمحاربته.