يبدو أن الكلمة المقتضبة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال استقباله عددًا من السفراء المعتمدين في المملكة، الجمعة (29 أغسطس2014) في جدة، كانت بمثابة طوق النجاة الذي قرر عدد من الكتاب والمحللين السياسيين الأوروبيين التعلق بحبائله من أجل انقاذ العالم كله من مخاطر التطرف الذى غدا ظاهرة عالمية لا دين لها.
وفي مقال لمسؤول بلجيكي “كورت ديبوف”، والذي يعمل كممثل للبرلمان الأوروبي بالقاهرة، نشره موقع “يورو أوبزرفر” بتاريخ السبت (30 أغسطس 2014) قام بنصيحة ذويه بضرورة الالتفاف حول الملك ونبذ جميع الخلافات الدينية من أجل مجابهة تنظيم داعش أو ما أسماه المسؤول الأوروبي بـ”مغول العصر الحديث” وقائدهم أبو بكر البغدادي الذي أكد الكاتب أنه لا يختلف كثيرا عن جنكيس خان القائد المغولي الذي أراد من خلال حروبه في الشرق الأوسط أن يقضي على الحضارة الإنسانية بأكملها.
وبدأ المسؤول مقاله بتأكيد أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين، جاءت لتظهر الفرق بين سياسات المملكة الحكيمة التي تنم عن إدراك ما قد تؤول إليه الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط من وبال على أوروبا وأمريكا وسياسات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التي أصبحت تتسم بالتخبط وافتقار لاستراتيجية واضحة تضمن للجميع النجاة من خطر تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد “كورت ديبوف” في مقاله أن الملك عبد الله كان محقا عندما قال إن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لم يعودا بمنأى عن خطر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، ضاربا المثل بالاعتداء الذي شنه رجل فرنسي مسلم، من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية، على معبد من معابد اليهود في العاصمة البلجيكية بروكسل وذلك في (30 يوليو 2014). وحذر الكاتب- كذلك- من ذهاب عدد كبير من شباب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية للقتال مع هذا التنظيم.
وأفاد بأن التجربة العراقية السابقة أكدت أنه لم يعد ممكنا للناتو ولا للولايات المتحدة القيام بتزعم أي ضربة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، لذا سيكون من الأفضل أن تدخل القوات الأمريكية والأوروبية في تحالف مشترك مع عدد من دول المنطقة، مثل السعودية وتركيا والأردن، على أن تقوم المملكة بتزعم هذا التحالف نظرا لما تتمتع به المملكة من مكانة عريقة بين دول المنطقة.
وحذَّر من مغبة إغفال سوريا، التي أسهم رئيسها بشار الأسد بسياساته العنصرية في إخراج تنظيم الدولة الإسلامية في صورته الحالية، منبها على أن الوضع هناك لن يحتمل دخول أي قوات أجنبية ولكن من الأفضل الاستعانة بالمملكة في تحديد المعارضين المعتدلين ومن ثم تسليحهم وتدريبهم لمواجهة القوات الموالية لبشار الأسد.
نص كلمة خادم الحرمين الشريفين للسفراء