واصل سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز حملة الدفاع عن المملكة العربية السعودية نظرًا لما تتعرض له المملكة من تجنٍ إعلامي يفتقد لأبسط قواعد المهنية في الإعلام البريطاني، حيث رفض الأمير المزاعم القائلة إن السعودية تقوم بتمويل الاتجاه غير المتسامح والأكثر تعصباً في الدين الإسلامي في مقالة كتبها في صحيفة الجارديان البريطانية رداً على الكاتب ريتشارد نورتن تايلور.
وقال محمد بن نواف في المقالة التي وجهها لإدارة التحرير في الصحيفة: “يرى ريتشارد تيلور أن المملكة العربية السعودية تقوم بتمويل الاتجاه غير المتسامح والأكثر تعصباً في الإسلام، وذلك في مدونته “السلاح البريطاني أهم من حقوق الإنسان في إسرائيل والمملكة العربية السعودية” والتي نشرت على موقع صحيفة الجارديان. ويقول أيضا في إشارة إلى الكاتب: “إن هذه هي النظرية الوهابية”، ورد الأمير محمد قائلاً: “وقطعاً إن هذه الشائعات والأقاويل مع ما فيها من النذر اليسير من المعرفة والعلم شيء خطير”، وهو يدعم ويؤيد وجهة نظره وأقواله هذه بمعلومات مستقاة من عمود صحفي آخر كتبه زميل في جريدة أخرى .
مسلمون لا وهابيون
وأوضح الأمير محمد “بأن الوهابية ليست مذهباً معينًا في الإسلام. وما أشار إليه هنا هو تأويلات وتفسيرات لمفاهيم محمد بن عبدالوهاب الذي رأى إخوانه المسلمين في عصره قد انحرفوا عن مسار الإسلام الصحيح ومفاهيمه العقدية الأصيلة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم .
والسعوديون لا يقبلون ولا يرضون أن يتم وصفهم بالوهابيين، فنحن مسلمون. وأشار الأمير أنه في عام 2011 م قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهو الآن ولياً للعهد إن بعض الذين يستعملون مصطلح الوهابية لوصف رسالة محمد بن عبدالوهاب من أجل عزل المسلمين في السعودية عن بقية المسلمين في العالم الإسلامي .”
تسمية مبتكرة
وأضاف الأمير محمد قائلاً: “إن هذا المصطلح تسمية سهلة تم اختراعها وابتكارها من قبل بعض الحكومات والمحللين السياسيين ووسائل الإعلام لوصف الخطر الإسلامي الذي تواجهه الحضارة الغربية. وهي توصف دائماً بأنها متطرفة وراديكالية, وأنها ملهمة للكثير من الحركات بدءاً من طالبان حتى القاعدة والآن الدولة الإسلامية في العراق الشام .
ولكن هذا الرأي لا يتفق ولو قليلاً مع تعاليم محمد بن عبدالوهاب، وكان فقيهاً متمكناً من فقهاء القرن الثامن عشر. وقد التزم بالتمسك بالقيم القرآنية وتعاليم النبي الكريم التي تتضمن الحد الأقصى من مبدأ الحفاظ عل حياة الإنسان حتى في خضم القتال والجهاد, وقام بتدريس التسامح, ودعم حقوق كل من الرجال والنساء.
جهود المملكة
وشدد قائلاً: “دعوني أكون واضحًا تمامًا إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تقوم بدعم أو تمويل أولئك القتلة الذين تجمعوا تحت راية الدولة الإسلامية, وأن عقيدتهم عقيدة لا نعترف بها أو نتقبلها .ولا يقبلها الغالبية العظمى والسواد الأعظم من المسلمين في جميع أنحاء العالم سواء كانوا سنة أو شيعة .
وعدد الأمير بعض جهود المملكة في مكافحة الإرهاب ونشر التسامح بين الأديان المختلفة قائلاً: “ونحن تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله قمنا بتدشين مبادرة الحوار بين الأديان والثقافات في سنة 2008 م من خلال تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فينا, النمسا.
وبعد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والذي عقد في الرياض في عام 2005 م تم تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بدعم مالي قدره 200 مليون دولار وذلك بدعم من حكومتنا .
محاربة التطرف
ولفت إلى جهود المملكة الداخلية لمحاربة التطرف قائلاً: “كنا في المملكة وما زلنا نحارب التطرف داخل حدودنا يومياً. وفي كل ساعة. والآن يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي داعية أو أي واعظ يحمل آراء متطرفة أو يحاول تحريض الناس على العنف ولقد أصدرنا القوانين المانعة وحذرنا مواطنينا بأننا سنتخذ الإجراءات الأمنية الرادعة، منها الإيقاف والمحاكمة إذا حاول الانضمام إلى ما يسمى بداعش أو أي جماعة إرهابية دولية أخرى, أو المشاركة في أي من الصراعات المستعرة في أي منطقة. ولقد فعلنا وسوف نفعل كل ما بوسعنا لوقف انتشار هذا الوباء المدمر في بلدنا وفي المنطقة ولتشجيع الحكومات الأخرى لتحذو حذونا في هذا المضمار .
ورفض الأمير محمد الاتهامات التي ساقها الكاتب واعتبرها إساءات شخصية قائلاً: لإدارة التحرير” إنني أعتبر ما قاله نورتن تايلور بأننا “غير أخلاقيين وبلا مبادئ” إساءة شخصية. وإنه لمن المهين أن يجد هو من السهل عليه واليسير عنده أن يشير بأصبع الاتهام إلى بلد وعقيدة لا يعرف عنها إلا القليل بدلاً من أن يسوق الحقائق الموثقة ويعرضها.