مخالفا كل مشاعر الأبوة التي عرفتها البشرية، ظهر السعودي ناصر الشايق بصحبة ولديه عبدالله وأحمد ـ اللذين سبق أن قام بتهريبهما من المملكة في غفلة من أمهمها وسافر بهما للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”- في مكان مجهول، وحمل كل من الطفلين سلاحا ناريا وقنبلة وخلفهما علم “داعش”.
ووجه “الشايق” رسالة إلى طليقته – أم الطفلين- عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها “احتسبي أبناءك طيورا في الجنة” مرفقا رسالته بصورته مع ابنيه، بعتادهم العسكري.
ويعد الطفلان عبد الله وأحمد الشايق أصغر المنتمين السعوديين إلى “داعش”، حيث يبلغان 11 و10 أعوام فقط، وذلك بعدما انضما مؤخرا إلى التنظيم عبر حيلة قام بها الأم ليتمكن من تهريبهما خارج المملكة، حيث أوهم الأم أنه ذاهب في رحلة سياحية إلى دولة خليجية بصحبة الطفلين، وبعد سفرهم بأيام، فوجئت الأم برسالة الوالد الذي كشف فيها أن الطفلين سينضمان إلى “داعش” وأنهما سيخضعان للتجنيد والتدريب على القتال أولا.
من جانبهم، شن مغردو “تويتر” هجوما حادا على الأب وفعلته عبر هاشتاق حمل اسم “الأب الداعشي”، غردوا فيه بمئات التغريدات التي عبروا من خلالها عن غضبهم وسخطهم على الأب الذي يكاد يودي بحياة طفليه، مبدين تعاطفهم مع الأم المكلومة.
وقالت مغردة تدعى “ضحى”: “آمنت وأيقنت وبصمت بالعشرة أن الداعشي مريض نفسي متعطش للدماء والعداء، كيف يرضى لطفله أن يكون معه ويتحمل أن يراه يقتل أمامه”.
وطالبت “أمل” بضرورة ” أن يعاد النظر في قانون الحضانة، لا أحد ممكن أن يتصور مرارة أم مهددة في أمومتها”.
وتساءل “وليد الصبحي”: “هل هذا الرجل يعرف فقه الدين وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرجع رجلا عن الجهاد لكي يرعى والديه؟”.
وقالت ريحانة ما هذا الأب الذي يقرر يموت أولاده بيد الميليشيات المرتزقة لضمان الجنة لهم أو يؤخذون أسرى أو يفخخ فيهم”.
ورأى ماجد سعد أن الأم أحق بأولادها من ساحات الحرب وإن كان “جهادا” مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في حمامة فجعت بفقد صغارها: “من فجع هذه بصغارها، ردوا عليها صغارها” فما بالكم بالبشر.
في المقابل، لم يخل الهاشتاق من مشاركة مؤيدي “داعش” الذين أشادوا بما فعله “الشايق” داعين الجميع للـ”هجرة إلى دولة الخلافة”.
وتحظى قضية اختفاء الطفلين عبدالله وأحمد الشايق بمتابعة من وزارة الخارجية وسفارتها في أنقرة، وسبق أن أكد السفير السعودي بأنقرة “أن السفارة ودون النظر لأي معطيات عائلية، تتابع القضية انطلاقا من التوجيهات السامية بالاهتمام بالمواطنين ومصالحهم وحماية سلامتهم في الداخل والخارج”.