عَزَّزَ مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، ثبات مفهوم الاستقامة علي دين الله وطاعة في رمضان وفي غيره، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بجامع الإمام تركي بن عبد الله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض.
وقال المفتي في الخطبة: “المسلم مستقيم علي الطاعة ملازم لها ومحافظ عليها لأن حياته كلها لله “قلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنسكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَه وَبِذَلِكَ أمِرْت وَأَنَاْ أَوَّل الْمسْلِمِينَ” والمسلم مستقيم علي طاعة الله استقامة دائمة وحياته مع طاعة الله إلى أن يأتيه الموت “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين”.
وأضاف: “الصوم لم ينقطع بعد انقضاء شهر رمضان، فالصيام عبادة مستمرة وعمل صالح متواصل بحسب ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم لنا من صيام أيام متعددة في العام مثل ست من شوال وصوم يوم عرفة ويوم عاشوراء وصيام الاثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فهذه النوافل تكمّل خلل الفرائض وتجبر نقصها”.
وأوصى المسلمين بالاستقامة علي هذا الدين باعتباره الشرع القويم مستشهداً بقوله تعالى “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام “، ودعا إلى لزوم طريق الاستقامة الصحيح الذي امر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده في قوله تعالى “فَاسْتَقِمْ كَمَا أمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّه بِمَا تَعْمَلونَ بَصِيرٌ”؛ داعياً إلى المحافظة علي الأعمال الصالحة بالاستقامة عليها عن صدق وإخلاص ويقين وإيمان.
وأردف المفتي: “الاستقامة التي امر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم هي طريق مستقيم بعيدة عن الجفاء والغلوّ فلا غلو ولا تفريط وتكون بالاستقامة علي شرع الله ودينه بأداء الفرائض الخمس، والزكاة والصيام وشعائر الحج، وبفعل الطاعات واجتنب المحرمات”.
واستدل بما روي عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: “قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: قل آمنت بالله، ثم استقم”؛ حيث أمره صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله الصادق المبني علي اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح، ثم أمره بالاستقامة والثبات علي هذا الإيمان وإلا ينحرف عنه فهي دليل علي تمكّن الإيمان في القلب”.
وأردف المفتي “آل الشيخ”، معرّفاً الاستقامة بأنها لزوم الطريق المستقيم والصبر علي طاعة الله وعن معصية الله وأقدار الله، وقال: “ذلك هو الإيمان الصادق “قل أمنت بالله ثم استقم ” وقد أثنى الله علي المستقيمين في قوله تعالي “إِنَّ الَّذِينَ قَالوا رَبّنَا اللَّه ثمَّ اسْتَقَاموا تَتَنَزَّل عَلَيْهِم الْمَلَائِكَة أَلَّا تَخَافوا وَلَا تَحْزَنوا وَأَبْشِروا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كنتمْ توعَدونَ”.
وحذر من الانحراف عن هذا المنهج، بقوله: “الانحراف عن طريق الاستقامة دليل علي ضعف وقلة الإيمان واستحواذ الشيطان، فكم من مستقيمٍ علي باطل يظنه أنه علي حقه وهو علي باطلٍ وضلال مثل عبّاد الأوثان والقبور والآلهة فهم مستقيمون علي باطلهم لكنها استقامة ضالّة علي خلاف شرع الله “قلْ هَلْ ننَبِّئكمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيهمْ فِي الْحَياةِ الدّنْيا وَهمْ يَحْسَبونَ أَنَّهمْ يحْسِنونَ صنْعاً”.