“الحاجة أم الاختراع”، قديمًا قيلت هذه الحكمة، معبرة عن أن احتياج الشخص لشيء ما يدفعه لبذل الجهد لتلبية طلباته واحتياجاته، وهي المقولة التي يتبناها سعوديون لم يجدوا من ضيق ذات اليد بُدًا.
ورصدت صحيفة “Arab News” الناطقة بالإنجليزية العديد من المواطنين بسياراتهم الخاصة وهم ينقلون المعتمرين بين جدة ومكة مقابل أجر، والعديد منهم حقق كسبا كبيرا وسريعا نتيجة ارتفاع عدد المعتمرين خلال شهر رمضان الفضيل.
ويتجمع أغلب المعتمرين في نقطة محددة عند الكيلو 8 من جدة، ويقف مواطنون من أصحاب السيارات في انتظارهم، وكل سيارة تتسع لعدد يتراوح بين 4 و8 أفراد، ويصل سعر الرحلة ذهابًا فقط أو إيابًا فقط إلى 50 ريال.
وفي الوقت الذي يساور فيه القلق بعض المعتمرين من التعامل مع سيارات غير تابعة لجهات نقل رسمية بالمملكة، لا يجد البعض الآخر غضاضة في الاستعانة بتلك الوسيلة للتنقل، وإنما يشتكون من أن هؤلاء المواطنين لديهم سيارات ليست بحالة جيدة تسمح لها بالسفر، وتتزايد احتمالات تعرضها للتعطل في أي وقت.
بدوره، قال مواطن يُدعى عبد الله الزهراني إنه اعتاد نقل الحجاج والمعتمرين بين مكة وجدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ولكن أرباحه تبلغ أقصاها في شهر رمضان، حيث يتزايد عدد المعتمرين بصورة كبيرة للغاية، بالرغم من زيادة عدد السائقين، كذلك بنسبة 50% خلال الشهر ذاته.
وأوضح مواطن آخر يُدعى سعيد ريحان، أنه يعمل سائقًا لدى شركة خاصة من الساعة العاشرة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، ولكنه في الليل يستخدم سيارته الخاصة لنقل المعتمرين الذين يتجمعون عند الكيلو 8، ويقوم بعمل 3 رحلات.
أما خالد صالح، وهو معتمر من إريتريا يعيش في جدة فظل يبحث لمدة 3 ساعات عن سيارة تقلّه لمنزله، ولكن سائقين سعوديين طلبوا منه 100 ريال لقاء نقله.
بدورها، اشتكت شركات النقل من قلة عدد السائقين خلال شهر رمضان ومواسم العمرة والحج، ودعت وزارة العمل لإصدار تأشيرات موسمية لسائقي السيارات لحل الأزمة.
وحذرت شرطة المرور في جدة أصحاب السيارات الخاصة من العمل كسائقين خلال شهر رمضان، كما أعلنت عن خطتها لإقامة نقاط تفتيش في جميع أنحاء الشوارع والأحياء في المدينة.
في حين، حذر المتحدث الإعلامي بمرور محافظة جدة العقيد زيد الحمزي من أنه سيتم تغريم المخالفين بنحو 300 ريال واحتجاز سياراتهم لمدة 15 يومًا.