بدو أن عشرات التكهنات انطلقت ولن تتوقف على المدى القصير بشأن مصير العراقيين ومستقبل وطنهم، لكن اللافت للنظر ما يتردد داخل عدد من الدوائر بشأن أساطير يقول محللون إنها ستحكم مصير العراق.
صحيفة “هافينجتون بوست” تحدثت عن أكثر ثلاث أساطير شيوعا حول ما سيشهده العراق، وقالت إن سلسلة الأحداث التي أدت إلى تكوين دولة الخلافة بزعامة “داعش” جعلت البعض يستفيض في الحديث عنها.
وتتحدث الأسطورة الأولى عن أن قيام الحرب العالمية الأولى برسم حدود العراق، المسؤول عن اندلاع الأزمة الراهنة، وهو معتقد خاطئ، حيث تظهر اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الحدود، التي نتجت عن الحرب العالمية الأولى، أن العراق تكوَّن في الأساس من خلال توحيد ثلاثة أقاليم خضعت لحكم العثمانيين في السابق وهي: الموصل وبغداد والبصرة، وهو ما تجاهل الاستمرارية التاريخية للمنطقة الجغرافية الواقعة بين نهري دجلة والفرات.
وأوضحت الصحيفة أن الأسطورة الثانية، تُرجع سبب الأزمة إلى “الكراهية الطائفية القديمة”، واعتبرتها مفهوما راسخا لدى واضعى السياسات قد يؤدي في النهاية إلى التراخي في البحث عن الحلول الدبلوماسية النشطة، مبينة في تقريرها على موقعها الإلكتروني، الأربعاء (2 يوليو)، ” إن تاريخ العراق شابته أحداث عنف سياسي عديدة، ولكن ليس بسبب اختلافات طائفية”، مستشهدة في ذلك بقيام الضباط القوميين السُنة بإسقاط النظام الملكي السُني عام 1958.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن الأسطورة الثالثة تُرجِّح أن استقالة المالكي سوف تحل مشكلات العراق، وأضافت: “إن دعوات إقالة المالكي، خاصة تلك التي تصدر في الولايات المتحدة، لن تحل الأزمة الراهنة، نظرا لعدم وجود أي ضمانات بأن خلفه سوف يحل المشكلات السياسية القائمة بين العراقيين”.
ورأت”هافينجتون بوست” ، أن إرجاع الأزمة الراهنة إلى أي من هذه الأساطير لا يظهر فقط الجهل بتاريخ هذه المنطقة، بل هو ناتج عن اتباع مقترحات سياسية خاطئة، لا سيما من قبل واشنطن.