أكّد الداعية الشيخ الدكتور عائض القرني، ذوبان الجليد بينه وبين وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، وشدّد على أنه لا يوجد بينه وبين سموه أيُّ شيء، وأضاف: لقد ذاب الجليد بيننا بالمصالحة والحمد لله، وانطلقنا ولقد التقيت الأمير خالد الفيصل، مثمّناً في هذا الصدد وساطة سمو ولي العهد.
وقال: الأمير سلمان ولي العهد، بارك الله فيه، هو الذي تدخّل، وهو أب الجميع وذهبنا وكان معي المشايخ: سعد البريك، وسلمان العودة، وخالد القفاري، والتقينا الأمير ونحن أبناء اليوم وعفا الله عمّا سلف، وانطلقنا مسلم مع مسلم نبني ونقدم رسالة للعالم، رسالة العدل والسلام والمحبة.
وأكّد الشيخ القرني، أن الدعوة الآن في أحسن مراحلها نضجاً، وقال لـ “سبق” في المؤتمر الصحفي الذي عُقد ضمن فقرات أولى حلقات برنامج “يا هلا برمضان” الذي عُرض أمس -الأحد – على شاشة “روتانا خليجية” مع الإعلامي علي العلياني “أنا أبشرك وأبشر الإخوة عبر هذه الشاشة والبرنامج الرائد، أن الدعوة الآن في أحسن مراحلها نضجاً؛ لأن الدعوة الآن التقت صانع القرار، والي الأمر مع الدعاة والعلماء، وصار رأينا واحداً والحمد لله.
وأضاف القرني: الدعاة أنفسهم مروا بمراحل عديدة نحن مررنا بثلاثين سنة فيها مطبات فيها أشياء فوصلنا إلى الحقيقة، خطاب عالمي خطاب الرحمة والتسامح، والدعوة الآن في أحسن مراحلها حتي لما سافرت أربعين دولة يقولون نحن نركز على دعاة السعودية ويثقون بالبلاد سياسةً وعلماً؛ لأنها مهبط الوحي.
ونفى القرني انتماءه لجماعة الإخوان، وقال: لست إخوانياً ولا منتمياً لـ “الإخوان”، ومن يدّعي ذلك فبيني وبينهم القضاء والشريعة والعدالة، وقال “أصلا الدولة تدري وشْ عشانا أنا وإياك البارح”، وأنا جلست مع الأمير نايف – غفر الله له – ثلاثة مجالس، ومع الأمير محمد بن نايف، وهم رجال الأمن في الدولة، ولا أنكر أنني تأثرت بكتبهم وقرأت لهم، أما أنني منتمٍ لـ “الإخوان” فلا. ثم جاءت موجة وأنكر فهذا ليس بصحيح، وليس لدينا إلا دولة واحدة وأنا بنفسي بايعت خادم الحرمين الشريفين، والأمير سلمان، والأمير مقرن، بل أنا رابع شخص بايع الملك عبد الله بعد المفتي واللحيدان وصالح بن حميد، وكنت الرابع، ثم كان الشيخ سعد البريك الخامس؛ لأن عندنا في الإسلام لا يجوز النفاق فأنا مقتنعٌ بما أنا فيه.
وقال: طرحي واضح ولقد قرأت لليهود والنصارى والشيوعيين والملاحدة، وعندي كتب للملاحدة أقرأ لأرد عليهم، وأضاف: أعلنت من زمان أنه لا دخل لي بالسياسة وعندنا سياسة خارجية الأمير سعود الفيصل يتولى الموضوع، عارف السياسة من خمسين ستين سنة، أنا ليس لي دخل بالسياسة، أو بمَن يتولى أو مَن يقوم، ومهمتي عرفتها وحدّدتها في الطريق وقلتها أكثر في المناسبات أنا لا أعرف السياسة ولم أشارك بكلمة للتعليق في الأحداث التي تجري في العراق واليمن.
وقال القرني: أنا انتهيت إلى قناعة أن عليَّ أن أكسب برسالتي، بوعظي، بإيماني، أنا لست متخصّصاً سياسياً، فأنا مع إيصال الكلمة الجميلة، أنا أريد أن أخاطب المصريين جميعاً بـ “قال الله” و”قال رسوله”، لا دخل ليّ بالكرسي، وهل للسيسي أو مرسي؟ أنا بيعتي لولي الأمر عندي في بلدي.
وأكّد القرني عندما زرت مصر في عهد مرسي، لم آت بكلمة مرسي، واذا زرت مصر الآن فلن آتي بذكر السيسي، وذهبت في عهد مرسي بدعوة رسمية إلى مصر، من الشيخ محمد حسّان، واذا دُعيت الآن فسوف أذهب. لقد وصلت إلى قناعة أن السياسة مشؤومة فتركتها، السياسة كالحرباء تتقلب وليست رسالتي سياسية، وعتبي على بعض الدعاة الذين خصّصوا للوعظ 10 % والسياسة 90 %!
وقال: يشرفني أن أكون عضواً في هيئة كبار العلماء، ولست غاضباً من عدم اختياري، ولا أرى أن على طالب العلم أن “يتمذهب”، وعليه أن يتبع الدليل، كما نصّ على ذلك ابن تيمية ولا يقدح في المذاهب.
وأعرب الداعية القرني عن خيبة أمله في الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال: كل سعودي وكل مسلم يشعر بإحباط من أوباما، واعتبر كتابه (لا تحزن) الذي كتبه خلال ٣ سنوات الأفضل من بين مؤلفاته؛ لأنه عاش تجربته وكنت في إيقاف في ذلك الوقت، ولقد سافرت ٤٠ دولة أكثرها بسبب هذا الكتاب وآخرها إلى الصين وهو تُرجم إلى ٣٠ لغة.
وأكّد القرني أنه لا يتقاضى أيَّ مبالغ على هذا الكتاب، مشيراً إلى أن رجل أعمال سعودياً أخذ حقوق الكتاب من أول مرة وكل الطبعات لا يدخل عليّ ريالاً أبداً؛ لأن العقد مُلزمٌ لي ألا أتقاضى شيئاً! ولقد بيع من الكتاب بطبعته العربية أكثر من ١٠ ملايين نسخة، وأنا لم آخذ منه ريالاً.
وأقسم القرني بأنه لم يتعمّد سرقة الكاتبة سلوي العضيدان، ولا كلمة في كتاب “لا تيأس”، وقال: والله الذي لا إله إلا هو أنني ما تعمّدت أن آخذ من الكاتبة كلمةً واحدةً، وهي صادقة ومحقة فيما فعلت، وأنا لست محتاجاً لذلك، ولديَّ القدرة – بفضل الله – أن أؤلف كتاباً دون أن أعود إلى مراجع، ومن فضل الله أحفظ القرآن الكريم وخمسة آلاف حديث وأكثر من عشرة آلاف بيت شعر “ولقد ألفت أكثر من 90 كتاباً؛ مستدركاً القول: لكن لُدغت من طرفٍ آخر، وليست هي مسؤولة، ولست أنا – والله – مسؤولاً، وإن كنت قد تعمّدت، فإن الله يحاسبني في الدنيا قبل الآخرة، فهناك باحثٌ طلبت منه أن يُحضّر لي قصصاً فأخذها من كتاب الكاتبة، وصدقت في ادّعائها، ولكن وقع “الرأس في الفأس!”.. وقال: لقد قرأت 40 سنة في الكتب وأعتذر للكاتبة، وأنا آسف آسف آسف، ولم أرد الإساءة والابتزاز أو السرقة.
وعن حواره مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور، الذي تحدّث فيه عن أن الحجاب مسألة خلافية، فالألباني ألّف في حجاب الوجه، وأنا مع تغطية الوجه، لكن لا تفسّقون نساء العالم الإسلامي في الخارج؛ لأن لديهن دليلاً آخر وفهماً آخر من النص ومفتين أفتوهن بهذا، و لا أعارض الرأي الآخر وهناك 70 % في العالم الإسلامي على الراي الثاني، رأي الأحناف والشافعية في دولهم قلت إن ديننا واسع والمسألة خلافية، أدعو أن تكون هناك هيئة لجنة علمية وتربوية واقتصادية وسياسية وأمنية للبت في قضية قيادة المرأة للسيارة.
وقال أنا الوحيد مع مجموعة لم أذكر الجهاد في سوريا أو العراق، ولم يأتِ اسمي في الأطروحات التي طرحها بعض المذيعين وأتحدى أن يُؤتى بشريطٍ أو بمقالةٍ أو بمقطعٍ إن قلت لشابٍ أو أفتيته أو غررت به.. أنا أعرف المنهج.. أنا دائماً أقول في محاضراتي عندنا والي أمر، خادم الحرمين الشريفين، اذا أعلن الجهاد الشرعي، فأنا متخصّص في الشريعة وعمري خمسة وخمسون، وأعرف ماذا أقول، مشيراً إلى أنه يقوم بصباغة لحيته أحياناً.
وعن أكبر شيء ندم عليه الداعية القرني، قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما كنت أريد تعرُّضي للخلافات والسياسات في مبدأ حياتي، أو معارضة جهة، لقد انتهى الأمر بالاعتذار، والتقيت غازي القصيبي، قبل موته – رحمه الله – وأصبحنا صديقين، فأنا ضدّ تعرية المؤسسات إذا عندك نصح اكتبه بينك وبين المسؤولين.