يبدو أن “رمضان” المقبل سيكون مختلفًا، بداية من اعتكاف وإمامة الأجانب بمساجد المملكة، في ظل رقابة صارمة تفرضها وزارات “الشؤون الإسلامية والداخلية والشؤون الاجتماعية” لمنع وقوع مخالفات.
فالعام الماضي مثلا، كانت المملكة لا تسمح لأي وافد بالإمامة بشكل مطلق، لكن يبدو أن ثمة مرونة ستفعل هذا العام، خصوصًا مع بدء العد التنازلي لاقتراب “رمضان”.
“إمامة الأجنبي”
وقال المتحدث الرسمي للشؤون الإسلامية بمنطقة تبوك سلمان العطوي إن الوزارة قررت السماح للأجنبي بالإمامة في شهر رمضان المبارك، بشرط أن يكون الإمام الأجنبي من منسوبي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
وكانت الوزارة حتى العام الماضي تحظر على الأجانب إمامة الصلاة، فيما كانت ترصد قيام بعض أئمة ومؤذني المساجد بتوكيل عمالة وافدة للقيام بمهامهم كليا من خلال اتفاقهم (من الباطن) بإعطائهم جزءا من الراتب شهريا على أن يقوموا بمهامهم.
ولم يتضح بعد سبب تصريح الوزارة للأجانب بالإمامة هذا العام.
وذكر “العطوي”، لـ”الوطن” في عددها الصادر الأربعاء (18 يونيو 2014) أنه يمنع في شهر رمضان الإجازات للأئمة والمؤذنين وتمنع الوكالات أيضًا، مع التشديد على وجود تعميم من الوزارة بشأن تخفيض مكبرات الصوت ومتابعة ذلك، منعًا لأي إزعاج للمواطنين المجاورين للمساجد.
“محذورات سابقة”
ولا يخفى على أحد، أن وزارة الشؤون الإسلامية تمسكت، خلال العام الماضي، بتوجيهاتها لمنسوبي المساجد من المؤذنين والأئمة والخطباء، بضرورة عدم إنابة غير السعوديين بالأذان، وأخذ الإذن من الفرع عند إنابة السعوديين في الحالات الضرورية.
وشددت “الشؤون الإسلامية، في تعميمها رمضان الماضي، على مراقبي المساجد القيام بمراقبة المساجد المكلفين بها والوقوف عليها وإعداد تقارير عنها وتفقد حاجاتها، والإبلاغ عن المساجد التي يتولى إمامتها وأذانها أشخاص غير سعوديين ولم يعينوا رسميًا.
“الاعتكاف تحت المراقبة”
وفيما يتعلق بالاعتكاف نفسه، طالبت الوزارة أئمة المساجد برصد سجل معلومات عن المعتكفين، وصورة من البطاقات المدنية للمواطنين، فيما يجري أخذ موافقة الكفيل المعتمدة في حال ما إذا كان المعتكف مقيمًا.
وقال الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد لـ”الشرق الأوسط”، في عددها الصادر الأربعاء (18 يونيو 2014)، إن مسؤولية أئمة المساجد خلال شهر رمضان تكمن في منع وجود عابثين أو مستهترين باسم الاعتكاف في المساجد.
كما أشارت إلى أنها شددت على الأئمة رصد سجل معلومات عن المعتكفين، وأخذ نسخ من البطاقات المدنية للمواطنين، وموافقة الكفيل للمقيمين.
“مساجد المملكة”
وبحسب آخر إحصائية، فإن عدد الجوامع والمساجد في المملكة يزيد عن 94 ألفًا و304 مساجد وجوامع في جميع مناطق المملكة، أما فيما يتعلق بالمبالغ المخصصة لرواتب الأئمة والمؤذنين وخدم المساجد فإنها تصل إلى مليارين و220 مليون ريال.
ويشترط على الخطباء عدم الخوض في مسائل السياسة أو العصبية أو الحزبية أو التعرض لأشخاص أو دول أو مؤسسات تصريحًا أو تلميحًا، والحرص على الالتزام بالأدعية المشروعة، وعدم الاعتداء في الدعاء، إضافة إلى الدعاء لولي الأمر في الخطبة، ومراعاة حاجات الناس أثناء تناول المواضيع في الخطبة لا مراعاة رغباتهم.