في تطور لافت، استقال الفريق أول هيرتسي هاليفي، القائد الأعلى لجيش الاحتلال الإسرائيلي، متحملاً المسؤولية الكاملة عن الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية التي مهدت الطريق لهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي نفذته حركة حماس. هذا الهجوم، الذي وصف بأنه “كارثة وطنية”، كشف عن ثغرات عميقة في منظومة الدفاع الإسرائيلية، مما أثار تساؤلات حول قدرة المؤسسة العسكرية على حماية حدود الدولة ومواطنيها. فما هي تفاصيل هذه الاستقالة، وما الذي يعنيه هذا الفشل الأمني لمستقبل إسرائيل؟
الفشل الأمني
في صباح يوم 7 أكتوبر، شهدت إسرائيل واحدة من أسوأ الكوارث الأمنية في تاريخها الحديث. آلاف المقاتلين التابعين لحركة حماس نفذوا هجوماً متعدد المحاور، شمل البر والبحر والجو، مستهدفين قواعد عسكرية ومجتمعات مدنية في جنوب إسرائيل. استمر الهجوم لساعات، تمكن خلالها المسلحون من اختراق خطوط الدفاع الإسرائيلية بسهولة نسبية، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 250 آخرين.
وفي رسالة استقالته، اعترف هاليفي بفشل الجيش الإسرائيلي في مهمته الأساسية المتمثلة في حماية الإسرائيليين. قال: “في صباح 7 أكتوبر، فشل جيش الدفاع الإسرائيلي تحت قيادتي في مهمته لحماية مواطني إسرائيل”. وأضاف: “إن إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً من الأرواح والمختطفين والإصابات الجسدية والنفسية”، مشيراً إلى أن “أعمال البسالة” التي أظهرها الجنود والمدنيون لم تكن كافية لمنع الكارثة، وفقاً لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
تداعيات الهجوم
والهجوم لم يكشف فقط عن ثغرات أمنية وعسكرية، بل أثار أيضاً أزمة ثقة بين المواطنين الإسرائيليين ومؤسسات الدولة. العديد من الإسرائيليين يتساءلون عن كيفية حدوث مثل هذا الاختراق الأمني الكبير دون أن يتم اكتشافه مسبقاً. كما أن استمرار احتجاز أكثر من 90 مختطفاً في غزة، يعتقد أن ثلثهم لقوا حتفهم، يزيد من حدة الغضب الشعبي.
وهيرتسي هاليفي، الذي بدأ ولايته كقائد للجيش الإسرائيلي في يناير 2023، كان من المفترض أن يبقى في منصبه لمدة ثلاث سنوات. ومع ذلك، قرر تقديم استقالته التي ستكون سارية المفعول بدءاً من 6 مارس 2024.
في رسالته، أكد هاليفي أن مسؤوليته عن هذا الفشل سترافقه طوال حياته، معبراً عن أسفه العميق للأرواح التي فقدت والأضرار التي لحقت بإسرائيل.
وتطرح استقالة هاليفي تساؤلات كبيرة حول مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي. هل ستكون هذه الاستقالة بداية لإصلاحات جذرية في المؤسسة العسكرية؟ أم أنها مجرد خطوة رمزية في محاولة لتهدئة غضب الإسرائيليين؟.