ثارت العشرات من علامات الاستفهام، بعدما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وكالة الأمن القومي الأمريكية، سعت للوصول إلى قواعد بيانات بطاقات هوية مواطني عدة دول ، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية و باكستان و إيران، وذلك عن طريق التجسس الإلكتروني.
لكن متابعين عادوا وأكدوا أن قواعد بيانات المواطنين، تخضع لوسائل حماية على درجة عالية من القوة، مما يصعب معها محاولات الاختراق.
كما استطردت الصحيفة نقلا عن تسريبات للعميل السابق إدوارد سنودن، بالقول إنها ربما نجحت في تحقيق هدفها في دول معينة، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
ووفقاً لما حصلت عليه الصحيفة من تسريبات سنودن المطلوب من الحكومة الأمريكية، فإن الوكالة تجمع بصمات وصورا لملايين الأشخاص، وتخلص منها إلى نحو 55 ألف صورة عالية الوضوح يوميًا، تترجم إلى قاعدة بيانات هائلة، لم تستغل بعد ولكن يمكنها الاستفادة منها في وقت لاحق.
وخلال الأعوام الأربعة الماضية، ازدادت وتيرة الصور التي جمعتها الوكالة الأمريكية، حيث حصلت عليها من خلال برامج يمكنها الولوج إلى الصور الهائلة التي تتدفق يوميًا عبر رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومؤتمرات الفيديو التشاركية.
ويوضح التقرير أن وكالة الأمن القومي الأمريكية بدأت في التركيز على صور الوجه وبصمات الأصابع، وتعتبرها مهمة للغاية في تتبعها للإرهابيين المشكوك فيهم وللوصول إلى أهداف استخباراتية أخرى، بعد أن كانت تهتم في الماضي بالمراسلات المكتوبة والشفهية.
وبحسب الوثائق التي تعود لعام 2011، طورت الوكالة وسائل معقدة لدمج برامج التعرف من خلال معالم الوجه مع قواعد بيانات حصلت عليها، كما تجمع بيانات المسافرين جوًا وصورًا من قواعد بيانات بطاقات الهوية، وتخترق مؤتمرات الفيديو كونفرانس لتجميع أكبر عدد من الصور التي تركز على الوجه.
ومن بين أوسع الجهود التي تبذلها وكالة الأمن القومي في الحصول على صور الوجه هو برنامج اسمه “Wellspring” أو “المنبع”، والذي يستخلص الصور من رسائل البريد الإلكتروني ووسائل الاتصالات الأخرى، ويعرض تلك التي قد تحتوي على صور جواز السفر، اعتمادًا على تقنية التعرف على الوجه المتاحة تجاريًا، والتي طورتها مع شركات أخرى شركة “PittPatt”، وهي شركة صغيرة تملكها جوجل.
والآن، فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية قادرة على مقارنة الصور التي يتم التجسس عليها عبر الأقمار الصناعية مع الصور الشخصية التي يتم التقاطها في الهواء الطلق، وأظهرت إحدى الوثائق صورة لعدة رجال في عطلة وهم يقفون بجانب واجهة بحرية صغيرة في 2011، وقد تطابقت صور الواجهة البحرية مع صورة تم التجسس عليها عبر الأقمار الصناعية تظهرها نفسها ليتضح لاحقًا أنها مكان لتدريب متشددين في باكستان.