نظم نادي جازان الأدبي أمس؛ ندوة متخصصة بعنوان “دُور سك النقود في منطقة جازان عبر العصور الإسلامية”, وذلك ضمن برنامج أمسيات الشتاء – حكاية الثقافة – في مرحلته الأولى ، الذي أطلقه النادي تزامنًا مع موسم شتاء جازان.
واستعرض الباحث والمتخصص في الآثار الدكتور فيصل طميحي خلال الندوة ؛ العمق التاريخي والأثري لمنطقة جازان ؛ والتراث الحضاري المرتبط بذلك من فنون في العمارة والزخارف والأسلحة من السيوف والخناجر ؛ والنقوش الصخرية الأثرية الفريدة التي تغير الكثير من النظريات وتعطي دلالات مهمة على أصول العمارة بالمنطقة، إلى جانب الدلائل القديمة بموقع السّهي الأثري منذ آلاف السنين، وغيرها من الدلائل على عمق الحضارة الإنسانية بالمنطقة.
وعرف بدار سك النقود قديمًا؛ التي تعادل البنك المركزي حاليًا، حيث كانت معنية بسك النقود بأنواعها ” ذهبية وفضية وبرونزية ” ، عبر كوادر إدارية تُعنى بتسجيل المداخيل وما يخرج من دار السك، وكوادر فنية مهمتها سك القوالب ونقد العملات الصحيحة وغير الصحيحة، مشيرًا إلى الارتباط الوثيق بين الازدهار الاقتصادي وظهور دُور سك النقود في منطقة معينة.
وكشف الدكتور الطميحي عن داريْ سك للنقود القديمة منذ العصور الإسلامية الأولى في كل من مدينتي بيش “محافظة بيش” الحالية، وعثّر التي تقع على مقربة من مركز قوز الجعافرة التابع لمحافظة صبيا، مستدلًا على ذلك بالعديد من القطع النقدية والدلائل الأثرية الموجودة في ذلك الوقت.