في تطور مثير للقلق، تقوم “إسرائيل” بتعزيز وجودها العسكري في وسط قطاع غزة، حيث تشير التقارير والأدلة إلى خطط محتملة للسيطرة على المنطقة لفترة أطول، فمنذ بداية الحرب في غزة، احتلت القوات الإسرائيلية ممر نتساريم، وهو طريق استراتيجي يقسم القطاع؛ لمنع عودة النازحين إلى شمال غزة، ومع مرور الوقت، تحوّل هذا الاحتلال إلى سيطرة على منطقة واسعة تبلغ مساحتها 18 ميلًا مربعًا.
إنشاء منطقة عازلة
خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدنا عمليات هدم واسعة النطاق للمباني الفلسطينية على طول ممر نتساريم، حيث قام الجنود بهدم أكثر من 600 مبنى في محاولة لإنشاء منطقة عازلة، كما قاموا بتوسيع شبكة من القواعد العسكرية، مجهزة بأبراج الاتصالات والتحصينات الدفاعية، مما يشير إلى نية إسرائيلية للبقاء لفترة أطول.
والسيطرة على ممر نتساريم، الذي يربط بين الحدود الإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، تمنح “إسرائيل” سلطة مطلقة على حركة السفر عبر غزة، فبإمكانها الآن احتجاز مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في جنوب القطاع، مما يثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لـ”إسرائيل”، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وتعهّد القادة الإسرائيليون بالحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة بعد الحرب، دون تقديم تفاصيل واضحة حول طبيعة هذه السيطرة، ويخشى الكثيرون أن يكون هذا التوسع في البنية التحتية العسكرية على طول الممر بمثابة خطوة نحو احتلال طويل الأمد.
قواعد عسكرية
تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتدعيم قواعده العسكرية وتوسيعها، حيث يقوم بتجهيزها بأحدث المعدات والتحصينات، كما أن وجود الجنود الإسرائيليين في هذه المنطقة آخذ في الازدياد، مما يثير مخاوف من احتمال تحول هذا الوجود المؤقت إلى دائم.
وأثار هذا التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة ردود فعل متباينة، ففي حين يرى البعض ممن يتعاطفون مع “إسرائيل” أنه ضروري لأسباب أمنية، يخشى آخرون من أن يكون مقدمة لخطط إسرائيلية أكبر للسيطرة على غزة، وتزداد التكهنات حول مستقبل غزة، خاصة مع عدم وضوح نوايا “إسرائيل” تجاه هذه المنطقة.
ومع استمرار “إسرائيل” في تعزيز وجودها العسكري في غزة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتراجع “إسرائيل” عن هذه الخطوة أم إنها بداية لاحتلال طويل الأمد؟ إن المستقبل غير واضح، ولكن من المؤكد أن هذه التطورات ستؤثر على الوضع السياسي في المنطقة.