في خطوة تاريخية تعكس احترام التقاليد الرئاسية الأمريكية، يجتمع الرئيس “جو بايدن” مع سلفه “دونالد ترامب”، اليوم “الثلاثاء”، في المكتب البيضاوي، في لقاء يأتي وسط أجواء متوترة بين الرجلين، ويمثل هذا اللقاء أول مواجهة مباشرة بينهما منذ مناظرتهما الحادّة في أتلانتا قبل أشهر؛ حيث تبادلا الاتهامات القاسية.
مفارقة سياسية
ويعقب الاجتماع نجاح ترامب في هزيمة نائبة الرئيس “كامالا هاريس” في الانتخابات الأخيرة؛ مما شكّل ضربة قوية لإرث بايدن السياسي. وعلى الرغم من حدة الخلافات بينهما، قبل ترامب دعوة بايدن للقاء التقليدي الذي يجمع الرئيس المغادر بخلفه.
ويستحضر المراقبون لقاء عام 2016 بين الرئيس باراك أوباما وترامب، الذي استمرّ 90 دقيقة في جو ودي، لكن تلك الأجواء الإيجابية لم تستمرّ خلال رئاسة ترامب. وبالمقابل رفض ترامب في 2020 دعوة بايدن للقاء المماثل بعد خسارته الانتخابات.
تقاليد راسخة
ورغم التوتر المتصاعد بين الرجلين، يبدو أن احترام بايدن للتقاليد المؤسساتية، المستمدّ من خبرته الطويلة في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، دفعه لتوجيه الدعوة لترامب. ومن المقرر أن يلتقط الرجلان صورًا تذكارية أمام الصحفيين بعد اجتماعهما المغلق، في مشهد قد يعكس لحظة تاريخية فارقة في السياسة الأمريكية المعاصرة.
وفي حين يكتنف الغموض ما سيدور في الاجتماع المغلق، يتوقع المراقبون أن يتعامل الرجلان بدبلوماسية ولباقة تتناسب مع أهمية المناسبة، متجاوزين، ولو مؤقتًا، خلافاتهما العميقة التي طبعت علاقتهما خلال السنوات الماضية.