بحث الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وبعض قادة دول “بريكس” الآخرين إنهاء الحرب في أوكرانيا، مع الرئيس فلاديمير بوتين، حيث ترأس زعيم الكرملين قمة كبرى تهدف إلى إظهار فشل المحاولات الغربية في عزل روسيا.
وافتتح “بوتين”، الذي رفضت إدارته مزاعم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، ووصفتها بأنها سياسية، القمة اليوم (الأربعاء)، مشيرًا إلى أن أكثر من 30 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”، ولكن من المهم تحقيق التوازن في أي توسع.
وقال الرئيس الروسي لقادة “بريكس” في قازان، وهي مدينة روسية تقع على ضفاف نهر الفولغا، أطول أنهار أوروبا: “سيكون من الخطأ تجاهل الاهتمام غير المسبوق لبلدان الجنوب والشرق العالمي بتعزيز الاتصالات مع البريكس”، وفقًا لـ”رويترز”.
وأضاف: “في الوقت نفسه، من الضروري الحفاظ على التوازن ومنع انخفاض فعالية بريكس، والتجمع سيناقش أيضًا النزاعات الإقليمية الحادة” (الشرق الأوسط وأوكرانيا).
وتخيم الحرب في أوكرانيا على قمة “قازان”، حيث أخبر “مودي”، “بوتين” علنًا، أنه يريد السلام في أوكرانيا، وناقش “شي” الحرب في أوكرانيا خلف الأبواب المغلقة مع رئيس الكرملين.
ومن المرجح أن يتضمن البيان الختامي لقمة مجموعة “بريكس” إشارة إلى مقترحات من الصين والبرازيل بشأن إنهاء الحرب.
وتحاول الصين والبرازيل في الأمم المتحدة حشد دعم الدول النامية للهدنة، وقد أعلنت أوكرانيا أن بكين وبرازيليا تقومان بمحاولات من موسكو.
وذكر “بوتين” أن المقترحات الصينية البرازيلية يمكن أن تكون أساسًا لإنهاء الحرب.
وقدمت كل من أوكرانيا وروسيا مقترحات منفصلة لإنهاء الحرب وهي مقترحات متباعدة.
وتنعقد قمة “بريكس” في الوقت الذي يجتمع فيه رؤساء المالية العالمية في واشنطن على خلفية الصراعين، والاقتصاد الصيني المتعثر والمخاوف من أن تؤدي الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى إشعال معارك تجارية جديدة.
ويحضر قمة “بريكس” أكثر من 20 زعيمًا، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي مودي، ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان.
وصيغت “بريكس” اختصار BRIC في عام 2001 من قبل كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس آنذاك جيم أونيل في ورقة بحثية أكدت على إمكانات النمو الهائلة للبرازيل وروسيا والهند والصين في هذا القرن.
وبدأت روسيا والهند والصين في الاجتماع بشكل أكثر رسمية، ثم أضيفت البرازيل في نهاية المطاف، ثم جنوب إفريقيا ومصر وأثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، ولم تنضم المملكة العربية السعودية رسميًا بعدُ.
وبيّن مساعد “بوتين” للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، أن توسيع المجموعة يجب أن يأخذ في الاعتبار معايير معينة، وأنه تم الاتفاق على قائمة من 13 دولة للتوسع المحتمل.
وتمثل مجموعة “بريكس” 45% من سكان العالم و35% من الاقتصاد العالمي، ولكن هناك انقسامات ومخاوف حتى بين الأعضاء حول كيفية توسع مثل هذا التجمع الكبير بهذه السرعة مع الحفاظ على بعض الإحساس بالهدف الجيوسياسي، وتحقيق أي نتائج اقتصادية حقيقية.