تودِّع “جازان” -بحسب مختصين في الطقس- الأمطار الغزيرة بعد أيام قليلة، ما يقارب أربعة أيام، وذلك بعد أمطار لم تشهدها منذ أكثر من ثلاثين عامًا، استمرت لأكثر من شهر، وأدت إلى مصرع أكثر من عشرة أشخاص ، ما بين غرق وجرف سيول وصواعق رعدية وانهيار جسر.
فقد لقي شاب وزوجته في بداية الموجة مصرعهما بعد أن جرفت سيول وادي مسلة بأحد المسارحة مركبتهما، بينما لقي مواطن وزوجته بعد أيام قليلة مصرعهما في انهيار جسر يربط بين محافظتَي أبوعريش وصبيا، ثم لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في أحد أودية الموسم، وأيضًا ثلاثة أطفال، فيما لقي شخصان في العارضة مصرعهما نتيجة صاعقة رعدية.
وكانت الأمطار قد شهدت بداية سبتمبر الحالي انخفاضًا تدريجيًّا في الغزارة.
وأكد علي مشهور، الراصد الجوي عضو جمعية الطقس والمناخ بالسعودية، أن الموجة المطرية الغزيرة التي تتعرض لها منطقة جازان ستنجلي في الثلث الأول من سبتمبر.
وأوضح أن موسم الأمطار سيستمر على المنطقة إلى شهر سبتمبر أيضًا، ولكن بوتيرة أقل من وتيرة أغسطس الذي شهد أمطارًا غزيرة وصواعق شديدة، شملت جميع محافظات المنطقة.
وقال المختصون في مركز طقس العرب إن المؤشرات الفصلية تشير إلى أن ما يعرف بالحزام المداري ITCZ، وهو حزام وهمي يرافق الكتل الهوائية الرطبة، من المتوقع أن يكون متقدمًا على نحو أكثر من المعتاد لدواخل شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في فترات من شهرَي يوليو وأغسطس، فيما يتسبب هذا الحزام إذا ما ترافق مع ظروف جوية أخرى مناسبة في حدوث موجات من الرطوبة، تؤدي إلى اشتداد الأمطار الرعدية على مصايف السعودية وجبال الإمارات وسلطنة عمان واليمن؛ ما يؤدي إلى ارتفاع فرص حدوث السيول في هذه المناطق.
وقال محلل الطقس بالمركز الوطني للأرصاد عقيل العقيل: “على مدار 30 سنة ماضية كشفت السجلات المناخية أن منطقة جازان سجلت أعلى كمية هطول أمطار على مستوى السعودية في شهر أغسطس”.
وبيّن أنه “بالرجوع إلى سجلاتنا المناخية خلال الـ 30 سنة السابقة دائمًا نجد جازان في شهر أغسطس تسجل أعلى كمية هطول أمطار بشكل يومي وشهري، وكذلك هي أعلى المناطق التي تتعرض للسحب الركامية والرياح الهابطة منها، وإثارة الأتربة والغبار والبرق والرعد بشكل كثيف”.
وأضاف: “لذلك جازان دائمًا في شهر أغسطس في قلب الحدث. ونركز دائمًا على غزارة الأمطار على منطقة جازان ومعظم السلسلة الجبلية لمرتفعات البحر الأحمر”.