نوع مختلف من الفن اتخذ من جدران مختلفة بمدينة جدة مسرحًا له، إنه “الكاليجرافي العربي” والمستوحى من فن الجرافيتي أو الرسم على الجدران، وهو أحد أنواع الرسم التعبيري الذي ارتبط بتوجهات سياسية واجتماعية ودينية مختلفة.
ولفتت الرسوم الإبداعية بالخط العربي على الجدران تلفزيون “CCTV” الصيني، الذي أعد تقريرًا عن الحالة الإبداعية التي اجتاحت جدران المباني بمدينة جدة، فالفن المنتشر بكثافة في أوساط الشباب في الفترة الأخيرة يجمع بين جمال الخط العربي وعصرية الجرافيتي.
من جهته قال، تشاك تو، الفرنسي الذي اعتنق الإسلام مؤخرًا، إن فن الجرافيتي يتجاوز ربط الأفكار السياسية بين بعض الأفراد، فهو فن يعتمد على المهارة والأسلوب، لافتًا إلى أنه يمارسه حبًا فيه وليس لغرض معين.
كما أوضح “تو” أنه يحب أن يمارس فن الجرافيتي بأن يرسم على الجدران بأحرف عربية، أو الاقتباس من أحاديث النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، وسط روح تنافسية بين الفنانين للتباري برسوماتهم على الجدران.
ولا يوفر المحل الوحيد الذي يبيع أدوات الرسم على الجدران، لفناني الجرافيتي الأدوات اللازمة للإبداع على الجدران فحسب، بل إنه يشكل ملتقىً يتعرفون خلاله على بعضهم ويتبادلون الأفكار والآراء حول رسوماتهم، والاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال.
فيما ذكر أحد فناني الجرافيتي أنه وغيره من الفنانين لا يرسمون على كافة الجدران، وإنما على الجدران التي سمحت لهم الحكومة بالرسم عليها فقط، لأن الهدف في النهاية هو إظهار شكل جمالي ورائع، ليس إلا.
وهناك احتمالات بأن يحمل الجرافيتي أبعادًا تسويقية إبداعية للترويج لسلع ومنتجات مختلفة بطريقة خلاقة ومتميزة.
وأوضح ممارس لفن الجرافيتي يُدعى زياد رامبو للتلفزيون الصيني أن فن الجرافيتي بأحرف ورموز عربية يمكن أن يستعان به للترويج لسلعة معينة في عدة شوارع بطريقة فنية ومميزة.
ويبقى فن الجرافيتي كأي نوع من الفنون، له محبوه وله من يستهجنونه.