في حملة تجسس “لم يسبق لها مثيل” دامت لنحو 3 سنوات، فتح قراصنة إيرانيون حسابات وهمية ومزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية تبث أخبارًا غير حقيقية.
للتجسس على القادة العسكريين والسياسيين في السعودية ودول أخرى.
وكشفت شركة “آي سايت بارتنرز” الأمريكية لحماية أمن المعلومات، الخميس (29 مايو 2014)، عن أن قراصنة إيران لم يستهدفوا التجسس على السعودية فحسب، وإنما تجسسوا على المئات من السياسيين والعسكريين في بريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة وسوريا والعراق وأفغانستان، عبر حسابات مزورة على الإنترنت.
واستهدف القراصنة الإيرانيون قادة بالبحرية الأمريكية، ومشرّعين وسفراء وأعضاء في اللوبي الأمريكي- الإسرائيلي، علاوة على شخصيات بعينها في عدة دول.
ورفضت الشركة الأمريكية تحديد هوية الضحايا الذين تعرضوا للتجسس، وذكرت أنها لا تستطيع الإفصاح عن البيانات التي سرقها القراصنة، الذين استهدفوا الوصول إلى وثائق حكومية وشبكات لشركات معينة، فضلًا عن تحميل برامج تشغيل ضارة بحواسيب وجهات معينة.
من جهته قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة “آي سايت”، تيفاني جونز، لوكالة “رويترز”، إن القراصنة واصلوا تجسسهم لسنوات، ونجحوا بالفعل في الحصول على معلومات وبيانات مهمة.
وأطلقت “آي سايت” على عملية التجسس الإيرانية اسم “المذيع” أو “Newscaster”، لأنها تضمنت خلق خلية إيرانية مكونة من 6 أشخاص، ظهروا وكأنهم يعملون في موقع إخباري وهمي، وهو “NewsOnAir.org”، استعان بمحتويات إخبارية من وكالات اسوشيتد برس، وبي بي سي، ورويترز ووسائل إعلام الأخرى.
وقام القراصنة باختلاق أسماء 8 شخصيات وهمية للتواصل مع شركات نظم دفاعية وعسكرية ومنظمات أخرى، على أنهم صحافيون ويريدون معرفة أحدث الأخبار قبل حدوثها لنشرها على موقعهم الإخباري.
ثم فتحوا للأشخاص الـ 14 حسابات بهويات مزورة في شبكات اجتماعية ذائعة الصيت مثل “فيسبوك” و”لينكدين” و”يوتيوب” و”تويتر” وبدأوا تدريجيًا في التواصل وتكوين الصداقات الإلكترونية مع الشخصيات المستهدفة بالعملية التجسسية، ثم اختراق أجهزة الحاسوب والحسابات الإلكترونية الخاصة بالشخصيات المستهدفة من خلال برامج التجسس وبرامج استخراج كلمات السر .
ولبناء المصداقية، اقترب القراصنة من أهدافهم التجسسية، والتي وصل عددها إلى 2000 شخص، وهي الشخصيات المهمة من خلال إنشاء علاقات صداقة أولًا مع أصدقاء المستهدفين وزملائهم في الدراسة وأقاربهم ومن يتواصلون معهم عبر الشبكات الاجتماعية.
في هذا السياق، حذر جونز من أن الحملة ليست ذائعة الصيت وأنها مغمورة وتعمل على الوصول لهدفها ببطء، فهي تريد ألا تكون تحت المجهر.
وأحيلت القضية برمتها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “FBI” الذي رفض التعليق.
وحاليًا، يقوم موقع “لينكدين” بالتحري عما جاء في التقرير، لا سيّما أن الحسابات الوهمية التي كشفتها “آيس ايت” لاتزال مفعّلة، فيما رفض ممثلو “تويتر” التعقيب على هذا النبأ وتعذر الوصول إلى ممثلي “جوجل” للتعليق.
وموقع “Newsonair” مازال يعمل، ويحدث أخباره حتى كتابة التقرير.