بعد تحذيرها العام الماضي، أدرجت الأمم المتحدة إسرائيل على “قائمة العار”، التي تضم دولاً ومنظمات تنتهك حقوق الأطفال وتتسبب في مقتلهم، وتعتزم المنظمة أن تشمل القائمة حركتي “حماس” و”الجهاد” الفلسطينيتين، فما قائمة العار أو اللائحة السوداء للأمم المتحدة؟ وكم عدد الدول والمنظمات المدرجة عليها؟ وما التبعات المترتبة على شمول القائمة إسرائيل؟
استُحدِثت قائمة العار للأمم المتحدة عام 2002، بناءً على طلب مجلس الأمن، وينشر الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً سنوياً يرصد انتهاكات حقوق الأطفال في حوالي عشرين منطقة نزاع حول العالم، كما يدرج في ملحقه المسؤولين عن هذه الانتهاكات، ويُطلق على هذا الملحق اسم “قائمة العار” لاحتوائه على أسماء جهات متّهمة بارتكاب انتهاكات بحقّ الأطفال في النزاعات، وتشمل الانتهاكات المتعلقة بالأطفال القتل، والتشويه، والتجنيد، والاختطاف والتعرض للعنف الجنسي.
وأدرج الأمين العام على “قائمة العار” الأممية، العام الماضي، كلاً من الجيش الروسي والجماعات المسلّحة “الموالية له”، إضافةً إلى 66 دولة ومجموعة، بما في ذلك جيش ميانمار، ولا يترتب على الدول أو المنظمات المدرجة على القائمة الأممية أي إجراءات قانونية سوى الضغط الدولي على أطراف النزاع المسلح ليجبرها على الامتثال للقانون الدولي، وفقاً لـ”فرانس برس”.
وقبل أحداث السابع من أكتوبر، حذّرت الأمم المتحدة إسرائيل في تقريرها الصادر في 2022 من إدراجها على “قائمة العار” في حال استمرار جيشها بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات.
وتمثل “قائمة العار”، أسوأ تصنيف ضمن التقارير، التي تصدرها الأمم المتحدة، وإضافة إسرائيل لها يعد تصنيفاً أممياً مهماً للغاية حول بشاعة قتل إسرائيل للأطفال الفلسطينيين وفقاً للمدير التنفيذي لمنظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي “داون” سارة ليا ويتسون، التي بينت أن إدراج إسرائيل ضمن هذه القائمة، قد لا يكون له أعباء قانونية مباشرة على إسرائيل، ولكنه سيشكل دعمًا للقضايا، التي رفعتها جنوب أفريقيا وإسبانيا في قضية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
وقالت سارة ويتسون، “للحرة”: “من المرجح أن نرى دولا أخرى تتخذ إجراءات وتغير مسارها الدبلوماسي في التعامل مع إسرائيل، أو قد نرى حتى فرض عقوبات ولو بشكل رمزي، أو بالنأي عن دعم إسرائيل على الصعيد الدولي”، مضيفة: “لو قامت أي دولة أخرى غير إسرائيل بقتل قرابة 50 ألف شخص في نحو سبعة أشهر، ستقوم كل الدول والأنظمة حول العالم بفرض عقوبات عليها”.
ورجح أستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن وليام لورانس، تحمل إسرائيل تبعات دبلوماسية، نتيجة لإدراجها ضمن قائمة العار، إذ إنها ستحفز المزيد من الدول على القيام بخطوات رمزية، مثل الاعتراف بدولة فلسطينية، وزيادة الضغط في المجتمع الدولي لحث إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي.