أثار توجّه الولايات المتحدة لأول مرة، لفرض عقوبات على كتيبة “نيتساح يهودا” التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ لانتهاكها حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية غضب المسؤولين الإسرائيليين، فذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة ستتحرك بكل الوسائل ضد هذه التحركات الأمريكية ضد الكتيبة، فيما اعتبر بيني غانتس، الوزير في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي أن فرض عقوبات أمريكية على وحدة بالجيش الإسرائيلي سابقة خطيرة، وأنه سيعمل على إعاقة مرور مثل هذا القرار، فما هي كتيبة “نيتسح يهودا”؟
كتيبة “نيتسح يهودا” هي وحدة عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تأسست في عام 1999، وكانت تضم فقط رجالاً من الحريديم (اليهود المتدينين)، يتميزون بتفانيهم الكبير والولاء لدولة “إسرائيل”، إلا أنه على مر السنين، وفي ضوء انخفاض عدد اليهود المتشددين الذين انضموا إلى الجيش الإسرائيلي، بدأت الوحدة في ضم مستوطنين متطرفين يشغلون مناصب يمينية، ولم يتم تضمينهم في وحدات قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.
وأصبحت الوحدة التي كانت تُعرف في بداياتها باسم “ناحال حريديم”، محط جدل بسبب ممارسات عناصرها المتطرفة بحق الفلسطينيين، ومن أشهر الحوادث التي ترتبط بكتيبة “نيتسح يهودا”، حادثة تعود إلى 12 يناير 2022 ووقعت في جلجيلية، يوم توفي عمر أسعد، الفلسطيني الأمريكي الذي كان يبلغ من العمر 78 عاماً إثر اعتقاله عند حاجز تفتيش، وبعد أن قام عدد من عناصر الكتيبة باعتقاله وتكبيل يديه وتكميمه؛ ومن ثم إجباره على الاستلقاء على الأرض على بطنه لمدة تراوحت بين 20 دقيقة وساعة في ليلة شديدة البرودة، قبل أن يتم العثور عليه في وقت لاحق ميتاً؛ جراء سكتة قلبية ناجمة عن الإجهاد.