في موقف وطني نبيل قرر أهالي عمق (جنوب غرب مكة) قبل قليل إزالة مخيمهم المقام منذ ٧ أيام خوفاً من لجان التعديات؛ وذلك بعد أن لاحظوا استغلال عدد من أعداء السعودية قضيتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدوا أن وحدة البلاد مقدَّمة على أي مصلحة أخرى، مع قناعتهم بحكمة المسؤولين لإيقاف قرار الإزالة.
وكان قرار قد صدر قبل أيام عدة من إحدى اللجان المكلفة بمراقبة الأراضي، يقضي بإزالة جميع المنازل والاستراحات المقامة في مركز عمق بحجة تعديها على أراضٍ حكومية، رغم تأكيدات السكان أن منازلهم قديمة للغاية، وتم بناؤها منذ عقود عدة. وبعد زيارتهم لأمين العاصمة المقدسة وطلبهم وقف الإزالة ولم يجدوا تجاوباً – حسب تأكيداتهم – ما لبث السكان أن قرروا التجمع على مدخل عمق منذ مطلع الأسبوع الجاري.
ويقول أحد سكان عمق: قررنا البقاء في المخيم على مدار الساعة خوفاً من تنفيذ أمانة العاصمة المقدسة قرار الإزالة، لكن المشكلة التي واجهناها هي محاولة بعض أعداء البلد استغلال قضيتنا لتشويه سمعة السعودية؛ ولذلك اجتمعنا ظهر اليوم، وكان عددنا يقارب الـ١٠٠ شخص، وقررنا بالإجماع إلغاء المخيم، مع بقاء مطالبنا بإزاحة الظلم عنا وثقتنا بعدالة المسؤولين.
وواصل: كتبنا رسالة موحدة عقب الاجتماع، وقررنا أن نخص بها صحيفة “سبق” الإلكترونية؛ بحكم انتشارها الواسع ومصداقيتها في نقل المعلومة، وهي: “إننا أهالي وسكان قرى عمق، وللمصلحة العامة التي تجمع بين ولاة الأمر والمواطنين، ونظراً لما ظهر لنا من استغلال لمطالبنا ووجودنا من قِبل ضعاف النفوس والحاقدين الذين يريدون المساس بولاة الأمر ورجال الدولة والأمن، وحرصاً منا على اللحمة الوطنية بين الكبير والصغير، وقطعاً للطريق على كل حاسد وحاقد، فقد رأينا من الضرورة إزالة المخيم الذي كان هدفنا منه إيصال صوتنا لولاة الأمر والمسؤولين، مع تمسكنا بمطالبنا بإيقاف الإزالة عن قرانا، وإيصال الخدمات لها أسوة بالمواطنين في أنحاء المملكة”.
وتضيف الرسالة: “كما نأمل من الجهات المعنية إطلاق الموقوفين عاجلاً، شاكرين ومقدرين لولاة أمرنا ولكل مسؤول استقبل مطالبنا برحابة صدر وحسن تعامل، ونخص بذلك رجال الأمن من ضباط وأفراد في شرطة منطقة مكة المكرمة والجهات الأمنية الأخرى، سائلين المولى – عز وجل – أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل كيد وشر، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان”.
يُذكر أن مركز عمق يحتوي على أكثر من ألف منزل واستراحة، ويسكنه أكثر من ١٠ آلاف ساكن، وفقاً للشكوى المقدمة من الأهالي لأمانة العاصمة المقدسة.