“علمنا بالأمر من الصحف.. وليس لدينا تعليق محدد أو دخل بالدعوة من قريب أو بعيد.. علينا الانتظار لرؤية ما سيحصل”، هكذا أجابت جين ساكي، الناطقة الرسمية بلسان الخارجية الأمريكية عن سؤال حول دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لنظيره الإيراني جواد ظريف لزيارة المملكة.
وتزامنت دعوة “الفيصل” لوزير خارجية إيران ونفي المسؤولة الأمريكية علمها بالدعوة مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل للرياض، الأمر الذي وصفه خبراء بأن المملكة بهذه الخطوة ماضية في الطريق نحو انتهاج سياسية خارجية مستقلة تعتبر أمن المملكة ومصالحها العليا هي الهدف.
مواجهة أمريكا
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أن دعوة السعودية إيران للتفاوض؛ هدفها وضع استراتيجية تنسيق في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية مع قرب مراجعة الاتفاق النووي الإيراني- الأمريكي.
فيما توقع أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن نافعة، استعداد كل من طهران والرياض للإعلان عن صفقة كبيرة بين البلدين قريبًا، بعد هذا التفاوض وستُعد هذه الصفقة بمثابة نقطة انطلاق العلاقات بين البلدين.
خطوة استباقية
ووصف “خبراء” الدعوة بالخطوة الاستراتيجية الاستباقية التي تعكس نضج السياسية الخارجية السعودية؛ لقطع الطريق على أمريكا، لافتين إلى أنها في الوقت ذاته طوق نجاة لإيران التي بدورها لن تفوت الفرصة وستقبل بالدعوة ممتنة.
ويقول الدكتور سمير غطاس، المتخصص في الشؤون الإيرانية، إن دعوة المملكة العربية السعودية إيران للتفاوض هي خطوة استراتيجية استباقية، تعكس نضج الدبلوماسية السعودية لقطع الطريق على الأمريكان، مشيرا إلى أن دول الخليج أدركت تماما أن أمريكا تستخدم الإيرانيين كفزاعة لهم .
لا تخضع للمساومة
وأضاف “غطاس” في تصريحات صحفية، أن الأمريكان حسنوا علاقتهم بإيران لاستخدامها كورقة ضغط على دول الخليج وهو ما أدركته السعودية سريعًا.
وتابع: “أعتقد أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي قد تكون لها علاقة بهذه الخطوة السعودية، ليس لأن وزير الدفاع طلب ذلك، ولكن قد يكون لوح بإيران خلال مباحثاته مع الجانب السعودي وبناء عليه اتخذت السعودية هذا القرار” .
وأكد “غطاس” أن الإيرانيين سيقبلون الدعوة فورا لتخفيف الحصار المفروض عليهم وتحصيل مكاسب سياسية تقوِّي موقفهم دوليًا .
طوق نجاة
وعلى نفس المنوال، اعتبر الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية، أن دعوة المملكة لإيران بمثابة طوق النجاة لها؛ بسبب المأزق الإقليمي الذي تتعرض له منذ فترة، حيث تمثل الدعوة انطلاقة جديدة في العلاقات بين طهران والرياض.
وأشار إلى أن الخارجية السعودية بهذه الخطوة، أكدت أنها تسير بخطى ناجحة بكل المقاييس بقيادة وزير الخارجية سعود الفيصل الرجل المحنك، خاصة على المستويين الدولي والإقليمي.
وجاءت دعوة “الفيصل” متزامنة مع تصريحات روتينية لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل، أكد خلالها من جديد- بعد اجتماع مع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي– التزام بلاده بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية وضمان أن تبقى البرامج سلمية فقط.
وقال “هيجل” للصحفيين بعد اللقاء، “بينما أشرنا إلى أن التعامل الدبلوماسي مع إيران تطور إيجابي ما زلنا نشعر بالقلق العميق إزاء أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في أرجاء المنطقة والتي تشمل رعايتها للإرهاب ودعمها لنظام الأسد في سوريا ومحاولاتها تقويض الاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي”.
يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت عن رفضها توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري الذي قتل مئات الآلاف من المعارضين لحكمه.