يوما بعد الآخر، تتحول أزمة “التشيع في مصر” من مجرد أحاديث إلى واقع تقف وراءه إيران بقوة، تارة بالسياسة وأخرى باستضافة مشايخ مصريين سُنّة يقعون فريسة لخدع شيعية بالعراق أو إيران.
الأزهر الشريف اتخذ قرارًا يوم الاثنين الماضي(13 مايو) بمنع القارئ المصري فرج الله الشاذلي من القراءة مرة أخرى بالجامع الأزهر الشريف، وذلك لظهوره معممًا في مقطع فيديو بالعراق يؤذن بأذان الشيعة، ويتعهد لقادتهم بالتمهيد لظهور المهدى المنتظر، في فيديو نشره ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت.
“هجوم عنيف”
الفيديو الذي ظهر فيه “الشاذلي”، فتح أبواب جهنم عليه، إذ خرج الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، قائلا: “لا يشرف الأزهر الشريف أن ينتمى إليه واحد من أمثاله، وسأطلب من وزير الأوقاف معاملته بالمثل في جميع المساجد التابعة للأوقاف”.
كما طالب “شومان” بإحالته للتحقيق فيما نسب إليه في الفيديو المتداول على المواقع المختلفة، مضيفًا: “أقول له إن بعض دينارات ليست ثمنًا كافيًا، لأن تبيع دينك وعلمك في أواخر أيامك، وأعلم أنك وأمثالك ومن كنت تجلس معهم يلقنونك كالتلميذ، ومن يقف خلفهم لن يستطيعوا التمهيد لأحد، ولن تستطيع الدنيا بأسرها التأثير على سنية المصريين، فعقيدة أهل السنة والجماعة التي يعتقدها الأزهر الشريف تجرى في دمائهم، وتكسبهم حصانة من عبث العابثين”.
وعلى المستوى الرسمي، شكّل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، لجنة من نقابة القرّاء برئاسة نقيبها الشيخ محمد محمود الطبلاوي للتحقيق العاجل فيما نشر للشيخ فرج الله الشاذلي عضو النقابة بشأن ظهوره مُعممًا في مقطع فيديو بالعراق يؤذن بالأذان الشيعي المخالف لأذان أهل السنة والجماعة.
“الشاذلي يعتذر”
وأمام موقف الأزهر وتضخم الأزمة في مصر، لم يجد الشيخ الأزهري سوى تقديم اعتذار عما بدر منه، قائلا لموقع “اليوم السابع” المصري: ” أعترف أنني أخطأت عندما قمت برفع الأذان بصيغة شيعية في العراق وأعتذر عنه وأستغفر الله منه”، مشيرًا إلى أنه سنى العقيدة ومالكي المذهب وأحد أبناء الأزهر.
وأضاف: “فوجئت بالقائمين على المسجد يطلبون مني رفع الأذان في وقته وحاولت التهرب من ذلك، ولكن لم يسعفني تفكيري بعدما أحضروا لي ورقة كتب فيها ألفاظ الآذان وبه زيادة أشهد أن عليا ولى الله.. وحي على خير العمل.. وقد وجب الأذان”.
“حالات سابقة”
حالة “الشاذلي” ليست الأولى، فسبق أن تداول كثيرون فيديو للشيخ عبدالفتاح الطاروطي وهو من كبار القراء في مصر يؤذن بأذان الشيعة وهذه المرة ليس في العراق بل في إيران، وكان هذا في عام 2003، ونشر بعدها بتسعة سنوات الشيخ الطاروطى اعتذارًا عن هذا الأذان.
“نقابة القراء تتحرك”
وأمام ذلك، قال الشيخ محمد الطبلاوي، نقيب القراء، في بيان: “سافرت إلى إيران مرة واحدة وطلب منه خلالها رفع الأذان الشيعي وهو ما رفضته جملة وتفصيلا ومن يومها و أنا أعتبر عدوا لهم في إيران ولم أدع لها ثانية.
كما تم تشكيل لجنة من نقابة القرّاء برئاسة النقيب للتحقيق العاجل فيما نشر للشيخ فرج الله الشاذلي عضو النقابة بشأن ظهوره مُعممًا في مقطع فيديو بالعراق يؤذن بالأذان الشيعي المخالف لأذان أهل السنة والجماعة.
فيديو الشيخ فرج الله الشاذلي يرفع الآذان الشيعي