حسين صيرم 

  كفكف دموعك هذا عنوان قصيدة
لشاعر أثار فيه الذعر فأثار الشعر منبره

عن صمت طال وأستباح للعدوي غايته
مسلما له الشام وكل الديار المستعمره

مستسلما قائلا لك ماتريد فإننا
من صمتنا ماتت ظمائرنا وأصبحت قلوبنا متحجره

ماتت لأنه من قبل قد ضاعت مبادئنا
والظلم وهتك العرض لم نعد نستنكره

كفكف دموعك هآ أنا أقولها اليوم مؤيد
فدمعك لشهيد ودمع بعضنا من أجل كره

الدم قد فاض من أرواح شهدائكم
والغيم بسمائكم ليست بغيم ممطره

ليلكم كنهاركم من نار عدوكم
ونهاركم كليلكم من جراء ماقد أسعره

كفكف دموعك فلست أراك إلاكمن ليس يفصله

عن جنان الخلد سوى الغرغره

كأرواح أماتها الخذلان قبل أوانها
إستغاثت وما كان غير النكران ما أكثره

كفكف دموعك أيها الشامي الحر الأبي
ريت شعري يهديك سلاحا أو يهديك مدمره

لكتبت لك من الشعر ما يفوق أعدادهم
ولجعلت مقراتهم عليهم كلها كالمقبره

لوفرت عليهم عناء السفر لكل مؤتمراتهم
ولختصرت بالفعل لا بالقول والثرثره

كفكف دموعك فإني رأيت اليوم عجبا
فدمعك قد كشف كل الوجيه المتستره

كشف حماقتا لم تعد تخفيها مظاهرها
حقيرة تلك الوجيه والصمت عنهم ما أحقره

كفكف دموعك فوالله لم يعد للخذلان عذرا
وكيف العذر وربك قد وعد بالنصر كل من ينصره

(كفكف دموعك)