أكد كريستيان دروستن، عالم الفيروسات بجامعة “بون” الألمانية، أن كثيرا ممن أظهرت التحاليل أنهم حاملون لفيروس “كورونا” ليسوا مرضى ولم تظهر عليهم أي آثار للعدوى بالمرض.
وقال دروستن، عضو وفد منظمة الصحة العالمية، الذي زار المملكة مؤخرًا للوقوف على أحدث مستجدات كورونا، في حوار مع موقع “ساينس إنسيدر” العلمي السبت 10 مايو 2014، قال إن نتائج التحاليل أظهرت أن هؤلاء المصابين لديهم تجمع طفيف من “كورونا” بمنطقة الحلق ومثل هذه النسبة من الإصابة لا تُعد شيئا؛ لأن مناعة الجسم قادرة على التعامل معها والقضاء عليها.
وأكد أن أفضل وسيلة لمواجهة الفيروس هي المُكْث في البيت لبعض الوقت، معتبرا أن هناك وعيًا تامًا من جانب السعوديين بالمرض.
وبحسب الموقع، فإن دروستن كان من الخبراء الغربيين القليلين الذين أصرُّوا على المكث في المملكة لبعض الوقت للتعاون مع الباحثين المحليين للتوصل إلى طبيعة المرض وطرق الحد من انتشاره.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف يتعامل السعوديون مع المرض؟
** هناك وعي تام من جانب عامة الشعب السعودي بالمرض، لقد رأيت حرصًا شديدًا من منهم على الأخذ بالتدابير اللازمة للحد من انتشار المرض، فعدد المُرتدين لكمامات الوجه يزداد يوما بعد يوم. السعوديون يعلمون بخطورة انتشار المرض وهذا سيساعد كثيرا في الحد من انتشار العدوى.
* عدد المصابين بالمملكة تزايد لدرجة أنه يفوق نظراءهم بالعالم، فهل هذا يعني أن الفيروس أصبح خارج السيطرة بالسعودية؟
** لقد تناقشنا كثيرًا في مسألة نجاح الفيروس في تطوير نفسه ليصبح قادرًا على الانتقال من إنسان لآخر. وأخذنا عيِّنات من بعض المصابين بالمرض في جدة ومكة، وبعد دراستها جميعا وجدنا أن جميع العينات بدت طبيعية.
* هل تستطيع بهذا التحليل تحديد إن كان الفيروس طوَّر نفسه للانتقال من إنسان لآخر أم لا؟
** من المستحيل أن نحدد من خلال التسلسل الجيني فقط، إن كان ثمة تغيير في الأداء الوظيفي للفيروس أم لا. ولكننا نعلم أن هناك جزءًا معينًا يؤثر على قدرة الفيروس على الانتقال بين خلايا البشر وهذا الجزء لم يطرأ عليه أي تغيير.
وفيروس كورونا يختلف تماما، في مسألة الانتقال من خلية بشرية لأخرى، عن جميع فيروسات الإنفلونزا العادية التي لديها قدرة أكبر على تطوير نفسها للانتقال من شخص لآخر.
* ولكن ما زال عدد المصابين في تزايد؟
** غير صحيح.. يمكنك مقارنة الأعداد المعلن عنها منذ أشهر قليلة ماضية بتلك المعلن عنها الآن. فمنذ بداية هذا العام حتى 26 من مارس لم تُجر السعودية سوى 459 تحليلا للكشف عن الإصابة بالمرض، ولكن بعد شهر من هذا التاريخ أُجري في جدة وحدها 4629 تحليلا.
في الماضي كانوا يجرون التحاليل للمصابين بمرض الالتهاب الرئوي الراقدين في العناية المركزة. أما الآن فالراغبون في إجراء التحاليل لا يجرونها لأنهم مرضى ولكن لأنهم اختلطوا بمريض بفيروس كورونا.
وكثير من هؤلاء، الذين أظهرت التحاليل أنهم حاملون للفيروس ليسوا مرضى ولم تظهر عليهم أي آثار للمرض.
* هل يمكن أن تكون نتائج التحاليل غير صحيحة؟
** لا.. لقد أجرينا التحليل نفسها مرتين باستخدام جهازين وفنيين مختلفين ومن المدهش أن النتائج جاءت متطابقة.
ونظرت في نتائج كثير من التحاليل التي أجريت في جدة وتبوك فوجدت أن الأشخاص الذين أجروا هذه التحاليل لديهم إصابات خفيفة بالمرض.
وهذه الإصابة عبارة عن تجمع طفيف لبعض فيروسات كورونا في منطقة الحلق ومثل هذه النسبة من الإصابة لا تعد شيئًا؛ لأن مناعة الجسم قادرة على التعامل معها والقضاء عليها.
* لكن كيف يمكن التعامل مع مثل هذه الإصابات الخفيفة؟
** أفضل شيء هو المُكْث في البيت لبعض الوقت. لقد فعلت سنغافورة هذا أثناء تفشي مرض الالتهاب الرؤي الحاد في آسيا وكانت له نتائج طيبة.