– سائقو المركبات يشتكون وحوادث الدهس والمضايقات تتزايد ومن المهم تنظيم هذا القطاع وفرض الغرامات.
– أغلب سائقي التوصيل يقودون دراجاتهم بسرعة ودون لوحات رسمية ولا خوذة وينعطفون بتهور بين السيارات.
– يسيرون فوق ممرات المشاة والأرصفة دون مبالاة معرضين حياتهم وغيرهم للخطر.
– لماذا لا تقدم الشركات لسائقي توصيل الطلبات دورات للتوعية والتقييم الدقيق للأداء من أجل خدمة أفضل؟
لا يكاد يخلو شارع أو طريق دائري إلا وتجد فيه سائقي توصيل الطلبات بدراجاتهم النارية أو “الدبّابات” بالعامية، يقودونها بسرعة عالية، وبرعونة مرتكبين العديد من المضايقات والمخالفات التي قد تؤدي إلى حوادث مرورية مميتة.
غير ملتزمين
وفي ظاهرة غريبة، وبسبب الرغبة في توصيل أكبر عدد من الطلبات، وتحقيق دخل مادي يومي مرتفع؛ لا يلتزم أغلب سائقي توصيل الطلبات بقوانين السير، فيقودون دراجاتهم بسرعة، وأحياناً دون لوحات رسمية، وينعطفون بتهور في المساحات الضيقة بين السيارات، ويستخدمون الجوال أثناء القيادة، متنقلين بين المسارات بعشوائية دون تركيز أو انتباه، وبعضهم لا يهتم بلبس الخوذة، ولا بوسائل السلامة الأخرى، ومنهم من يسير فوق ممرات المشاة والأرصفة دون مبالاة معرضين حياتهم وغيرهم للخطر.
كثرة الشكاوى
ومع كثرة شكاوى سائقي وسائقات المركبات، وتزايد الحوادث المرورية، وحالات الدهس، والمضايقات التي يتسبب فيها سائقو توصيل الطلبات بات على الجهات المعنية مراجعة دقيقة للوائح التي تنظم هذا النشاط الخدمي المهم، ووضع ضوابط جديدة تحد من المخالفات، خاصة بعدما تزايدت أعدادهم، وتوسع شركات التطبيقات المشغلة لهم، ودخول المستثمرين لهذا القطاع.
طريقتنا عادية
ولكي نتعرف أكثر على أبعاد هذه الإشكالية، سألنا بعض سائقي التوصيل الطلبات أنفسهم بماذا يردون على ما يقال ضدهم من اتهامات؟
ومن أمام أحد المطاعم الشهيرة بمدينة الرياض حيث يجتمع سائقو توصيل الطلبات، يقول “جافيد” من الجنسية الهندية، لـ”سبق”: “الطريقة التي نقود بها عادية، ولكن سائقي السيارات يتعاملون معنا بتحامل ويضايقوننا، نحن لدينا وقت محدد للتوصيل حتى لا يبرد الطعام، ونحن نعرف الأنظمة المرورية جيداً”.
ويرفض المواطن محمد المالكي، ما يقوله “جافيد”، ويرد عليه: “معظم سائقي التوصيل يعرضون حياة الناس للخطر، فالطريقة التي يقودون بها دراجاتهم مخيفة وتستدعي تدخلاً حازماً”، ويضيف: “صادفتُ على الأقل 4 حوادث لهم في ذروة الازدحام المروري”.
ومن جانبه يقول سائق التوصيل “قدو”، هندي الجنسية: “أشتغل في التوصيل بالرياض منذ سنتين ولم تقع لي أية حادثة، عملي يعتمد على السرعة، ونحترم النظام”. أما المواطن أسامة التمام فيرى أن الكثير من سائقي توصيل الطلبات متهورون، ولديهم أعذار واهية عن تحصيل لقمة العيش، ومخالفاتهم تستدعي العقاب الحازم.
إشكالية وتساؤلات
وأمام هذه الظاهرة المرورية الحديدة المنتشرة في شوارعنا تبرز عدة تساولات نطرحها كما يلي:
– لماذا لا يتم التشديد في تطبيق اللوائح والقوانين على المخالفين من سائقي توصيل الطلبات عبر الدراجات النارية؛ حماية لهم ولمستخدمي الطرق، ووقاية من الحوادث المرورية المتكررة؟
– لماذا لا تشدد الرقابة اليومية من دوريات المرور الموجودة في الطرق على سائقي توصيل الطلبات بفرض غرامات مالية للحد من تجاوزاتهم الخاطئة؟
– لماذا لا تُفرض عقوبات على شركات التطبيق المشغلة لهم والمنفذة للطلبات في حال تكررت مخالفات مندوبيها؟
– لماذا لا تقدم الشركات لسائقي توصيل الطلبات عبر الدراجات النارية دورات للتوعية والتقييم الدقيق للأداء من أجل خدمة أفضل؟
– متى يتم وضع أرقام تواصل واضحة على الدراجات النارية للشكاوى والمخالفات المرورية حتى يتم معرفة السلبيات وتطوير الخدمة؟
– لماذا لا يتم إلزام سائقي التوصيل بلبس زي موحد لمقدم الخدمة؟
إن كثرة انتشار دراجات توصيل الطلبات “الدبّابات” في الطرقات والشوارع، ومخالفاتهم المستمرة لقوانين السير تستدعي التدخل ومعالجة هذه الظاهرة والحد من سلبياتها، ومن المهم أن يتم تنظيم هذا القطاع بشكل أكثر إيجابية.