مع استمرار مسلسل الموت اليومي الذي تشهده غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، جراء الغارات الإسرائيلية، تجدد القصف على وسط القطاع وجنوبه لاسيما مخيمات اللجوء.
فقد تركّزت الغارات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، على المنطقة الوسطى من القطاع وتحديداً دير البلح، والبريج، والمغازي، والنصيرات، وذلك مع اشتداد المعارك في القرارة بخان يونس جنوباً.
واستهدف القصف الإسرائيلي مخيمات البريج والمغازي والنصيرات، فضلاً عن منطقة المواصي جنوباً، حيث طالبت إسرائيل السكان بالنزوح، وفق ما نقلت “العربية.نت”.
تركيز على المخيمات
فيما أكد مسؤولون في قطاع الصحة بغزة أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 20 فلسطينيًا أمس، بينهم 16 في مدينة خان يونس بمنطقة ساحلية في الجنوب تكتظ بالنازحين الذين فروا من أجزاء أخرى من القطاع.
وفي حادث منفصل، قال المسؤولون لوكالة رويترز إن خمسة فلسطينيين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على سيارة في مخيم النصيرات للاجئين.
كما أشار سكان من غزة إلى أن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفت أيضًا مخيمين آخرين للاجئين، هما: (البريج والمغازي) ما دفع كثيرين إلى التوجه جنوبًا.
وكان الآلاف من السكان تدفقوا أمس من مخيمات البريج والمغازي والنصيرات بعد شن هجمات عليهم، وركبت بعض العائلات عربات تجرها حمير محملة بالفرش والأمتعة والأطفال.
فيما حول المطر الأرض إلى وحل، ما زاد من معاناة الهاربين من هول القصف.
نهج أكثر استهدافًا
أتى ذلك، بعدما أعلنت تل أبيب عن نهج أكثر استهدافاً في ملاحقة مقاتلي حماس وقادتهم مع استمرار هجومها الجوي على القطاع المحاصر، جراء الضغوطات الدولية التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، لاسيما مع ارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 22 ألفًا.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أمس، عن مرحلة جديدة من الحرب، وهي عبارة عن نهج أكثر تركيزاً في الشمال مع مواصلة ملاحقة قادة حماس في الجنوب، وأوضح أن العمليات في الشمال ستشمل مداهمات وهدم أنفاق وضربات جوية وبرية وعمليات للقوات الخاصة.
أما في الجنوب حيث يعيش الآن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في خيام وملاجئ مؤقتة، فستركز العملية على القضاء على قادة حماس وإنقاذ نحو 132 أسيراً إسرائيلياَ من بين نحو 240 أخذوا في السابع من أكتوبر الماضي.
يذكر أنه في ظل ضغوط دولية للتحول إلى عمليات قتالية أقل ضراوة وفي خضم تحديات عديدة تواجه الاقتصاد الإسرائيلي، بدأت إسرائيل خلال الأيام الماضية في سحب بعض من قواتها من غزة للسماح للآلاف من جنود الاحتياط بالعودة إلى وظائفهم، لاسيما وسط التوقعات بأن تطول الحرب لأشهر عديدة.