منذ توليه منصب ولي العهد، استطاع القائد الاستثنائي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أن يحقق إنجازات متعددة، قادت المملكة العربية السعودية لتحولات عظمى، غيَّرت من شكل الحاضر والمستقبل.
وعبَّر سمو ولي العهد في مواقف عديدة عن اعتزازه الشديد بتاريخ السعودية، كما أظهرت العديد من المواقف تمتعه بالمزيج من النباهة والذكاء والدبلوماسية وأدب الخطاب، وهو ما أكدته المواقف التي جمعته بأهم قادة العالم؛ ليثير الإعجاب، ويحصد المحبة.
تصحيح الترجمة
آخر تلك المواقف حدثت أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية؛ إذ رفض الأمير محمد بن سلمان أن يمرَّ خطأ للمترجم مرور الكرام، وبخاصة أنه يتعلق بحقيقة أساسية في تاريخ السعودية.
فأثناء جلسة مباحثات مع الرئيس الروسي في الرياض لاحظ ولي العهد خطأ في ترجمة المترجم لكلام “بوتين” حين قال: “كان الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف باستقلال المملكة العربية السعودية قبل نحو 100 سنة”. وحينها، قاطع ولي العهد السعودي المترجم قائلاً: “فقط، فخامة الرئيس، أود أن أصحح للمترجم أن السعودية لم تستقل في ذلك الوقت، السعودية أعيد توحيدها، لم تكن مستعمرة في التاريخ”.
رفض الانحناء
موقف آخر في العام الماضي، حينما تجاهل الانحناء كما فعل رئيس الوزراء التايلندي “برايوت تشان أوتشا” خلال تحيته للأمير محمد، وهو الموقف الذي أثار إعجاب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
واجتمع ولي العهد بـ”أوتشا” في مقر الحكومة التايلندية في العاصمة بانكوك، وجرى خلاله بحث أوجه العلاقات الثنائية، والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها، إضافة إلى تبادل الأحاديث حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وحينها سلط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على عدم انحناء ولي عهد السعودية خلال مصافحة أوتشا الذي أدى التحية الشهيرة التايلندية عبر التصاق راحتي اليدين مع الانحناء، لكن الأمير اكتفى بضم كفيه.
انتظار قبل اللقاء
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في وقت سابق أن الأمير محمد بن سلمان جعل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ينتظر ساعات عدة قبل أن يقابله من أجل التباحث بشأن الأوضاع المأساوية الدائرة في غزة.
وقالت الصحيفة إن الاجتماع بينهما كان مفترضًا في المساء، لكن ولي العهد جعل بلينكن ينتظر حتى صباح اليوم التالي، ولفتت إلى أن الأمير شدد على ضرورة وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، التي أودت بحياة الأبرياء، كما دعا إلى وقف التصعيد.
وتابعت الصحيفة بأن كلام محمد بن سلمان جاء بما يتناقض مع وجهة النظر الأمريكية، التي دعمت إسرائيل.
جولة “السيسي” بحي الطريف
وفي العام الماضي ظهر الأمير محمد بن سلمان في مجموعة من الصور التي ترصد عمق علاقات الصداقة والأخوة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؛ إذ عمد ولي العهد إلى اصطحابه في جولة بحي الطريف التاريخي في الدرعية المسجل ضمن قائمة التراث العالمي في اليونيسكو.
وبالفعل، تجول “السيسي” بصحبة ولي العهد؛ ليشاهد الحي التاريخي وتراثه العمراني، الذي يستعرض نشأة الدولة السعودية الأولى وعاصمتها منذ تأسيسها على يدي الإمام محمد بن سعود حتى عصرنا الحالي.