رغم إنهاء حياته بالانتحار، إلا أن الحقائق مازالت تتكشف بشأن المدرِّس الذي وُصِف بأنه “أسوأ متحرش جنسي بالأطفال” من نوعه في تاريخ أمريكا.
أحدث المعلومات، والتي تدفع لضرورة الحذر، وتوعية الآباء لأبنائهم بهذه المخاطر، كشفت عنها إحدى الأمريكيات التي كانت موجودة بالسعودية وقت أن كان يعمل المدرس الأمريكي “وليام جيمس فاهي”.
وقالت الأمريكية أليسا إن عددا من تلاميذ بالمملكة تعرضوا للتحرش من قبل “فاهي”، بل أكدت أن 3 تلاميذ أقدموا على الانتحار لهذا السبب.
جاء حوار أليسا مع إحدى القنوات الإخبارية العالمية، بعد أيام من فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي، تحقيقًا قد يطال عدة دول عمل بها هذا المدرس.
وذكرت “أليسا” في حوار لها مع شبكة سكاي نيوز الأمريكية، أنها كانت طالبة في المرحلة السابعة بإحدى المدارس السعودية الدولية بمنطقة الضهران، عندما كان فاهي يدرِّس هناك خلال الفترة من 1980 و1992. ودار الحوار التالي:
س : أخبرينا عن انطباعك عن “فاهي” وكيف كانت شخصيته كمدرس؟
أليسا: لقد كنت دائما أشعر بأنه شخص غريب الأطوار، وأكثر ما كان يضايقني هو تعليقاته الجنسية غير المقبولة والتي كنت أرى أنه لا يجب ذكرها أمام طلاب في 11 أو12 من العمر.
س: هل ساورتك بعض الشكوك حياله في هذا الوقت ؟
أليسا: لا، ولكن بعد قدومه بفترة بدأت الكثير من الشائعات والأقاويل تحوم حول شخصيته وتصرفاته الغربية، في المنطقة التي كنت أعيش فيها بالمملكة وكنت دائما أرى أنه شخص مغرور للغاية.
كما كان حريصا على التدريس لطلاب المرحلة الوسطى، فيما يرفض التدريس لمن هم أكبر سنا.
س: وهل كان يفرق في طريقة تعامله مع الطلاب؟
أليسا: نعم ، كان يذكي طلابا ويعطيهم درجات أفضل بطريقة غير عادلة.. أذكر صديقة لي كان فاهي لا يحبها ولهذا كان يعطيها درجات سيئة، قد عانت منه كثيرا.
س: متى تيقنتم أنه حاول الاعتداء على طلابه بالمملكة؟
أليسا: ظهر الأمر بعد مغادرتنا للسعودية، لقد كان البعض يتحدث أثناء اجتماعاتنا كأصدقاء قدامى عن أنه كان يتحرش بالتلاميذ، وأنه تسبب في انتحار 3 من أشهر الطلاب بالمدرسة. أنا لا أصدق أن هذا الرجل، كان لايزال يعمل مدرسا، بعد هذه الحوادث. لقد انقطعت اتصالاتنا به حين ذاك ولم نكن نعلم أين هو نظرا لتنقله كثيرا خارج الولايات المتحدة للعمل كمدرس.
س: ولكن هل أنت متأكدة من هذه الاتهامات؟
أليسا: نعم بالطبع هذه ليست مجرد شائعات. أنا أعرف هؤلاء الطلاب الذين انتحروا بسببه.
يُذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “FBI” قرر فتح تحقيق قد يمتد ليشمل عدة دول حول العالم، يتعلق بشخص يمكن أن يكون “أسوأ متحرش جنسي بالأطفال” من نوعه في تاريخ أمريكا، وذلك بعد ثبوت استغلال عمله بمجال التعليم لعقود في مدارس حول العالم، بينها مدارس بدول عربية، من أجل تنفيذ جرائمه.
وكان ويليام جيمس فاهي، انتحر في مارس الماضي بمنزله بولاية مينيسوتا بعد ما قرر القضاء التحقيق في محتويات شريحة ذاكرة رقيمة يمتلكها، يُعتقد أنها كانت تحتوي على صور تتعلق باعتداءات جنسية على أطفال، وفقا لما أكدته.(CNN)
وبحسب التقارير، فإن الشريحة كانت تحتوي على صور 90 ضحية، ويعود بعضها إلى عام 2008، ويظهر فيها عدد من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاما وهم بحالة غير واعية، وقد حرص فاهي على وضع كتابات على الصور تدل على أماكن سبق له زياتها مع طلابه، وفقا لما أكده مكتب .(FBI)
وقالت شونا دونلاب، العميلة الخاصة في مكتب:FBI “هذه واحدة من أكبر عمليات الاعتداء الجنسي التي شاهدها في تاريخ علمنا”، مضيفة أن فاهي درّس في مدارس خاصة حول العالم منذ عام 1972، آخرها في نيكاراجوا، وعمل فيها بين أغسطس 2013، و11 مارس 2014، أي قبل يومين من انتحاره.
وكانت قضية فاهي، وصلت إلى الشرطة عن طريق الصدفة، إذ أنه طرد خادمة كانت تعمل لديه، متهما إياها بسرقة أغراض خاصة به، وعادت الخادمة بعد فترة لتتقدم إلى المدرسة التي كان فاهي يعمل بها في نيكاراجوا وتسلمها شريحة الذاكرة الرقمية مؤكدة وجود مواد ذات طبيعة جنسية عليها، وعند مواجهة FBI له بالصور اعترف فاهي بأنه يتحرش بالفتيان منذ عقود طويلة وأنه كان يعطيهم أقراصا منومة قبل الاعتداء عليهم.
ووفقا لما أكده مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فقد عمل فاهي في المدرسة الأمريكية بنيكاراجوا بين عامي (2013 و2014) ومدرسة “ساوث بانك” في لندن بين (2009 و2013) وكامبو أليجري في فنزويلا بين (2002 و2009) ومدرسة جاكرتا الدولية بين (2199 و2002) ومدرسة أرامكو في مدينة الظهران السعودية بين (1980 و1992) والمدرسة الأمريكية في أثينا بين عامي (1978 و1980).
كما عمل في مدرسة بسارجاد بمدينة الأهواز الإيرانية بين عامي (1976 و1978) والمدرسة الأمريكية في مدريد بين عامي (1975 و1976) ومدرسة أمريكان كوميونتي في لبنان بين عامي (1973و1975) ومدرسة طهران الأمريكية بين عامي (1972 و1973)، وقد طلب أجهزة الأمن الأمريكية من كل من لديهم معلومات حول فاهي أو تعرضوا لانتهاكات على يديه التواصل مع مكتب FBI أو السفارات الأمريكية في بلدانهم.