– الاختلاف لن يتوقف بين الرياض وطهران في المسألة السورية إلى أن يتم إيجاد حل عادل وشامل لهذه الأزمة الإنسانية في المقام الأول.
– الظروف التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن، خاصة فيما يتعلق بالخلاف الكبير في وجهات النظر حول الأزمة السورية، ستقف حاجزاً كبيراً في تحسُّن العلاقة بين الرياض وطهران.
– حصول إيران على السلاح النووي، إن حدث, سيُطلق شرارة سباق التسلح النووي ومساعي دول محورية في المنطقة كالسعودية وتركيا للحصول على هذا السلاح لتحقيق التوازن.
– لإيران وجود كبير في لبنان وسوريا وتسيطر بشكل شبه كامل على الحكومة العراقية وموجودة في اليمن من خلال الجماعات الحوثية، إضافة إلى بعض الخلايا النشطة والنائمة في بعض دول الخليج العربي.
– على الخليج أن يتحرّك بشكلٍ سريعٍ ووفق خطط إستراتيجية لتحجيم التوغل السياسي الإيراني من خلال احتواء هذه الأقليات وسد الثغرات.
– لا بد من معاملة إيران باللغة التي تفهمها ليتحقق الانكفاء إلى الداخل ومواجهة الاستحقاقات الداخلة التي ظل النظام الإيراني يتهرّب منها طيلة العقود الثلاثة الماضية.
– “اللوبيات” العربية في المهجر ضعيفة مقارنة بنظيراتها الإيرانية والإسرائيلية.
\كّد الدكتور محمد السلمي، خبير الشؤون الإيرانية في حوارٍه”، أن الشعب الإيراني يعاني البطالة وتضخم الأسعار الهائل من جرّاء العقوبات الدولية، والمخدرات تنتشر في أوساطهم، والدراسات تؤكّد وجود ما يقارب 7 ملايين مُدمن في إيران؛ موضحاً أن الهلال الشيعي الذي بدأ يتشكّل حول المملكة منذ سنوات وأحكم سيطرته منذ أن بسطت القوى الإيرانية نفوذها على بغداد, والدول الغربية أعطى إيران ضوءاً أخضر ولولاه لما تشكّل هذا الحزام.
وقال السلمي: الاختلاف لن يتوقف بين الرياض وطهران في المسألة السورية إلى أن يتم إيجاد حل عادل وشامل لهذه الأزمة الإنسانية في المقام الأول والظروف التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن، خاصة فيما يتعلق بالخلاف الكبير في وجهات النظر حول الأزمة السورية، ستقف حاجزاً كبيراً في تحسُّن العلاقة بين الرياض وطهران.
وكشف السلمي – الذي يعمل أستاذاً للأدب الفارسي في جامعة أم القرى- عن أن النظام الإيراني رغم العقوبات إلا أنه استمر في توجيه عائدات النفط والغاز نحو البرنامج النووي ودعم بعض الجماعات والأحزاب بالمنطقة، وحرم المواطن هناك عائدات هذا المورد الحيوي, مبيناً أن دخول طهران النادي النووي سيقوي ثقلها في المنطقة، وستستخدم هذا المنجز لتحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة، وسترتفع وتيرة تدخلاتها بدول الجوار, وقال: حصول إيران على السلاح النووي، إن حدث, سيُطلق شرارة سباق التسلح النووي ومساعي دول محورية في المنطقة كالسعودية وتركيا للحصول على هذا السلاح لتحقيق التوازن، ولإيران وجود كبير في لبنان وسوريا، وتسيطر بشكل شبه كاملٍ على الحكومة العراقية، وموجودة في اليمن من خلال الجماعات الحوثية، إضافة إلى بعض الخلايا النشطة والنائمة في بعض دول الخليج العربي.
وطالب دول الخليج بأن تتحرّك بشكلٍ سريعٍ ووفق خطط إستراتيجية لتحجيم التوغل السياسي الإيراني الذي يرتدي عباءة المذهبية والدفاع عن الأقليات الشيعية, من خلال احتواء هذه الأقليات وسد الثغرات كافة التي تتسرّب إيران من خلالها إلى الداخل العربي؛ داعياً إلى معاملة إيران باللغة التي تفهمها من خلال تقوية علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع دول آسيا الوسطى والقوقاز التي تعتبرها إيران الباحة الخلفية لها.
وفيما يلي نص الحوار:
• كيف ترى مسار الخلاف السعودي – الإيراني الآن, في ظل ما يحدث من شد وجذب بسبب القضية السورية؟
الخلاف السعودي- الإيراني فيما يتعلق بالقضية السورية خلاف جوهري؛ نظراً للبون الشاسع في وجهات النظر والتعاطي وسياسة التعاطي مع هذه الأزمة. إيران ترى أن النظام السوري بمنزلة الخط الأمامي لها ولوجودها في المنطقة العربية، وهي لا تخجل مطلقاً من التصريح بذلك، وإن ركزت في كثير من الأحيان على مسألة محور المقاومة والممانعة ومحاولة ترسيخ فكرة أن الثورة السورية مشروع إسرائيلي – أمريكي يستهدف هذا المحور الذي يضم لبنان ممثلة في حزب الله وسوريا وإيران، مع العلم أن هذه النغمة قد تراجعت كثيراً بعد اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة ٥ ١. على الجانب السعودي، ترى الرياض أن ما يحدث في سوريا ثورة شعبية تطالب بحقوق مستحقة واجهها النظام السوري بأسلوبٍ دموي راح ضحيته حتى الآن ما يربو على مائة وخمسين ألف قتيل وثمانية ملايين سوري مشرّد حول العالم. السعودية تطالب إيران بوقف دعمها لنظام بشار الأسد بالمال والعتاد وسحب القوات الموالية لطهران سواء أفراد فيلق القدس أو حزب الله اللبناني أو الميليشيات الشيعية القادمة من طهران وبغداد، من الأراضي السورية.
• إلى متى سيستمر هذا الخلاف؟
هذا الاختلاف لن يتوقف بين الرياض وطهران إلى أن يتم إيجاد حل عادل وشامل لهذه الأزمة الإنسانية في المقام الأول.
• فيما يتعلق بالسياسة الإيرانية, هل تتغيَّر بتغيُّر الرئيس, وهل يمكن أن يكون روحاني المعتدل طريقاً للتهدئة بين الرياض وطهران؟
رئيس الجمهورية في إيران يمتلك صلاحيات في كثير من الشؤون الداخلية ولديه مساحة معينة يستطيع التحرُّك فيها، فيما يتعلق بالانفتاح على الخارج، إلا أن مسألتَي السياسة الخارجية والأمن القومي الإيراني من صلاحيات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، ولا يستطيع مَن يصل إلى منصب الرئيس بغض النظر عمّا إذا كان إصلاحياً أو معتدلاً أو محافظاً أن يرسم مسار السياسة الخارجية مطلقاً.
• إذا المرشد الأعلى الإيراني هو مَن يتخذ قرار التصعيد أو التهدئة؟
ما يتعلق بالتهدئة مع السعودية، فالأمر منوطٌ بولي الفقيه, فإن منح روحاني الضوء الأخضر للتحرُّك في هذا المسار فإننا سنشهد مساعي لتحسين العلاقة مع الرياض إلا أن الظروف التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن، خاصة فيما يتعلق بالخلاف الكبير في وجهات النظر بين السعودية وإيران حول الأزمة السورية، ستقف حاجزاً كبيراً في تحسُّن العلاقة قبل أن يتم حل الأزمة السورية، والجانب الإيراني يدرك ذلك جيداً كما أن الرياض أبقت هذا الباب مغلقاً حتى تغير طهران من موقفها من الأوضاع الجارية في سوريا.
• مَن الذي يُدير إيران جنباً إلى جنب المرشد الأعلى, هل هو البرلمان أم الرئيس أم مستشارون لا نعرفهم؟ وهل تعتقد أن ما يقومون به الآن مخطط له منذ فترة طويلة؟
نظرياً ودستورياً، يأتي رئيس الجمهورية في المركز الثاني من حيث الترتيب في هيكلة النظام الإيراني، إلا أن الحرس الثوري يشكّل قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية تجعله في مركز أكثر تأثيراً وقوة من رئيس الجمهورية. هناك دوائر استشارية كبيرة تحيط بالمرشد الأعلى وتسهم في صُنع القرار وإدارة البلاد. أدعو القارئ الكريم إلى الاطلاع على تقريرٍ كتبته أخيراً تحت عنوان “هيكلة السياسة الإيرانية ترسم مسالك القرارات” وهو متاحٌ على المدونة أيضاً.
البرنامج النووي الإيراني
• في الداخل الإيراني.. هل تعتقد أن العقوبات الغربية والضغوط الاقتصادية السياسة أثرت في طهران؟
لا شك أن العقوبات الغربية والحظر الاقتصادي الغربي المفروض على طهران أثرا بشكلٍ كبيرٍ في الاقتصاد الإيراني وتسبّبا في أزمة حقيقية في البلاد، لكن، مع الأسف الشديد، المتضرّر في المقام الأول من هذه العقوبات هو الشعب الإيراني الذي يعاني تضخماً هائلاً في الأسعار وبطالة كبيرة بين الشباب الإيراني. النظام تضرّر أيضاً من هذه العقوبات، لكنه استمر في توجيه عائدات النفط والغاز نحو اتجاهيٍن رئيسيْن هما البرنامج النووي ودعم بعض الجماعات والأحزاب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بينما تمّ حرمان المواطن الإيراني عائدات هذا المورد الاقتصادي الحيوي.
• إذا هل تحقق الهدف من العقوبات بتخفيف مسار إنتاج القنبلة النووية؟
يمكننا القول إن مسار البرنامج النووي الإيراني لم يتأثر بشكل كبير لكن العجز الهائل والمتزايد في الميزانية العامة للدولة وانهيار العملة المحلية قادا النظام الإيراني إلى التفاوض مع الغرب حول البرنامج النووي.
هل هذا هو السبب الرئيس والوحيد في الجلوس على طاولة المفاوضات مع الغرب أو أن إيران تريد كسب مزيدٍ من الوقت بهدف الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية أو أنها وصلت إلى حقيقة تؤكد عجزها في إنتاج هذا السلاح وبالتالي حل البرنامج بشكل تدريجي؟ كل ذلك سيتضح في الأيام القادمة.
• ما الذي سيتغيّر في منطقة الشرق الأوسط في حال نجحت إيران في الدخول للنادي النووي؟
سيتغيّر الكثير بكل تأكيد. فعلى الجانب الإيراني، دخول طهران النادي النووي سيقوي ثقلها الجيوسياسي في المنطقة والأخطر من ذلك أن إيران ستستخدم هذا المنجز لتحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة، وسترتفع وتيرة تدخلاتها في دول الجوار العربي.
• ما ردة الفعل المتوقعة من دول المنطقة المجاورة؟
حصول إيران على السلاح النووي، إن حدث, سيُطلق شرارة سباق التسلح النووي ومساعي دول محورية في المنطقة كالمملكة العربية السعودية وتركيا للحصول على هذا السلاح لتحقيق التوازن واستخدام هذه الورقة كقوة ردعٍ في وجه الأطماع الإيرانية. حقيقة الأمر أن المنطقة ليست في حاجة إلى مزيدٍ من التوتر، كما أن السماح لإيران بإنتاج سلاح الدمار الشامل قد يهدّد المصالح الغربية في المنطقة وبالتالي سينعكس ذلك بشكلٍ مباشرٍ على أسعار البترول, خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي غير مؤهلة اقتصادياً في الوقت الراهن لتحمُّل أيِّ ارتفاعٍ لمصادر الطاقة والدخول في أزمة اقتصادية جديدة.
الهلال الشيعي
• ماذا عن الهلال الشيعي الممتد من دول الشام شمالاً مروراً بدول الخليجي العربي وليس انتهاءً عند اليمن ودول القرن الإفريقي؟ كم نسبة تحققه حتى الآن؟ وهل تعتقد أنه دليلٌ على نجاح المد الشيعي الذي خفت خلال حرب الخليج الأولى وعاد أخيراً؟
نعم، لإيران وجود كبير في لبنان وسوريا وتسيطر بشكلٍ شبه كاملٍ على الحكومة العراقية، وموجودة في اليمن من خلال الجماعات الحوثية، إضافة إلى بعض الخلايا النشطة والنائمة في بعض دول الخليج العربي، لكن كل هذا ما كان ليتحقق لو قامت دولنا بدورٍ أكثر فعاليةً خاصةً فيما يتعلق بالعراق. باختصارٍ شديدٍ، لا يمكن لهذا الهلال الشيعي أن يتشكّل دون رغبةٍ وضوءٍ أخضر من الدول الغربية.
• وكيف يجب أن تتحرّك المملكة ودول الخليج لمنع تشكله؟
على الخليج أن يتحرّك بشكلٍ سريعٍ ووفق خططٍ إستراتيجيةٍ لتحجيم التوغل السياسي الإيراني الذي يرتدي عباءة المذهبية والدفاع عن الأقليات الشيعية, من خلال احتواء هذه الأقليات وسد الثغرات كافة التي تتسرّب إيران من خلالها إلى الداخل العربي، من جانبٍ، ومعاملة إيران باللغة التي تفهمها ليتحقق الانكفاء إلى الداخل ومواجهة الاستحقاقات الداخلة التي ظل النظام الإيراني يتهرّب منها طيلة العقود الثلاثة الماضية منت جانب آخر. يمكن تحقق ذلك من خلال تقوية علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع دول آسيا الوسطى والقوقاز التي تعتبرها إيران الباحة الخلفية لها. هناك الكثير الذي نستطيع فعله لتحويل إيران من مركز الهجوم إلى منطقة الدفاع متى ما كانت هناك إرادة سياسية في دول الخليج العربي في هذا الصدد.
مراكز الأبحاث
• هل ثمة مراكز للأبحاث في الخليج, وعلى ماذا تعتمد دول الخليج في قراءة الجار الإيراني؟
لا يمكن لدول الخليج وكذلك الدول العربية مواجهة الخطر الإيراني ما لم تفهم هذه الدول نمط تفكير الشخصية الإيرانية وتتحرّك وفقاً لذلك. هذا الفهم لن يتحقق بين عشية وضحاها، بل يحتاج إلى أبحاث ودراسات كثيرة تدرس وتحلل هذا الجانب بشكلٍ دقيق؛ الأمر الذي يحتاج بطبيعة الحال إلى مركز دراسات متخصّص في هذا الشأن. يستطيع المركز المتخصّص أن يقدم الكثير من الدراسات والتوصيات ومقترحات لرسم السياسات وفق منهجٍ علمي رصين. الاعتماد على مراكز الأبحاث الغربية لم ولن يجدي نفعاً لسببٍ بسيطٍ وهو أن لدول الغرب مصالح مشتركة مع إيران أيضاً، كما أن الباحث الغربي يفهم جيداً كيف لبلاده أو بيئته الثقافية أن تتعامل مع إيران لأنه جزء من أحد مكوني هذه العلاقة، ولكن فيما يتعلق بالعلاقة بين دولنا وإيران فإنها تفتقر إلى فهم تفاصيل ومكونات الخلافات الثقافية والتاريخية والعقائدية بين إيران والدول العربية؛ الأمر الذي سينعكس بشكلٍ مباشرٍ على نتائجها وتوصياتها البحثية.
• أين تكمن خطورة الاعتماد على مراكز أبحاث غربية في الدراسات الإيرانية؟
مراكز الأبحاث الغربية ترصد الشأن الإيراني وفق ما تحتاج إليه الدول التابعة لها هذه المراكز في المقام الأول, ولا تركز في الغالب إلا على هذا الجانب, ولذلك فعدم الرصد المستمر والدقيق للتفاصيل كافة، بل خلفيات حدث معين وكيفية تبلوره والاعتماد على حلقة من هذا التسلسل، قد يقود إلى استنتاجات خاطئة، وبالتالي نتائج وتوصيات غير دقيقة. باختصارٍ، نحتاج إلى مركز دراسات يرصد الشأن الإيراني بشكلٍ دقيقٍ، وأحوج ما نكون له في هذه المرحلة الحسّاسة التي تعيشها المنطقة برمتها, ولديَّ تصورٌ كاملٌ لفكرة تأسيس مركز متخصّص في الدراسات الإيرانية ومستعدٌ لتقديم الفكرة للجهات الراغبة في تبني الفكرة ودعمها.
• عشت في طهران فترة تجاوزت العام, درست خلالها اللغة والأدب الفارسي, كيف ينظر الشارع الإيراني للخليجيين وبالذات المواطن السعودي؟
نظرة المواطن الإيراني البسيط تجاه الشارع العربي والخليجي تحديداً جيدة إذا ابتعدت عن أمرين مهمين: النزعة القومية الفارسية والتوجّه الأيديولوجي الذي يكرّسه النظام الحاكم في طهران. أعمل حالياً على كتابٍ في هذا الخصوص وسيرى النور في المستقبل القريب إن شاء الله.
احتقان الإيرانيين
• هل الشارع الإيراني محتقن مثله مثل الحكومات الإيرانية المتتابعة؟
سياسة النظام الحاكم تنعكس على الشارع الإيراني بشكلٍ أو بآخر، احتقان الشارع الإيراني له بُعد داخلي في المقام الأول، وذلك بسبب النمط الذي تتعامل به الحكومات الإيرانية المتعاقبة مع المسائل التي تلامس الحياة المعيشية للمواطن البسيط من ارتفاع البطالة وتدني المستوى الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وكذلك التضييق على الحريات مثل حجب وسائل التواصل الاجتماعي من “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” ومحركات البحث مثل “ياهو” وغيره. كل هذه الجوانب انعكست على الجانب النفسي للمواطن الإيراني مما قاد إلى ارتفاع معدلات الانتحار والإدمان على المخدرات.
• ماذا عن انتشار المخدرات في إيران وما مدى صحة تصديرها إلى دول الخليج العربي عبر إيران؟
الإدمان على المخدرات منتشر بشكلٍ واسع في إيران ويشمل معظم الفئات العمرية وطبقات المجتمع الإيراني وشرائحه. تتحدث الإحصائيات الرسمية في إيران عن وجود ما يربو على مليوني مُدمن، بينما تقول الإحصائيات غير الرسمية إن عدد المدمنين يتجاوز سبعة ملايين شخص، ومَن يتأثر بالمخدرات بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ يراوح بين 12 و16 مليون شخص من مجموع عدد السكان. يهرِّب تجار المخدرات هذه السموم إلى داخل إيران من باكستان وأفغانستان، ومن ثم يتم تهريبها إلى دول الجوار العربي وتركيا. الأسوأ من ذلك أن بعض أنواع المخدرات تتم إضافة بعض المواد الضارّة والقذرة إليها في إيران قبل إعادة تصديرها إلى الخارج، خاصة إلى دول الخليج العربي والعراق، وهناك تقارير تتحدّث عن ذلك وتصريحات رسمية أطلقتها جهات عربية تتهم فيها إيران بالوقوف خلف تهريب المخدرات إلى هذه الدول.
• ما أبرز الإيجابيات التي رصدتها في المجتمع الإيراني وما أبرز السلبيات؟
هناك إيجابيات وسلبيات كثيرة في كل مجتمع والمجتمع الإيراني ليس استثناءً في ذلك. المجتمع الإيراني يتميّز بصفات عدة نذكر منها – على سبيل المثال لا الحصر – الصبر والنفس الطويل رغم تذمّر شريحةٍ كبيرةٍ من أفراده بسبب المشكلات الاقتصادية والسياسية في البلاد. الشعب الإيراني مغرمٌ بالأدب والشعر على وجه الخصوص.
أما فيما يتعلق بالسلبيات، فلعل أبرزها انتشار المخدرات بين شرائح المجتمع المختلفة.
• أخيراً .. ماذا عن حراك أبناء إيران في بلاد المهجر, هل يملكون قدرة على التأثير؟ وهل تلك اللوبيات أقوى من نظيراتها العربية ولماذا؟
يجب أن نعرف أن إيران شهدت وتشهد ظاهرة “هجرة الأدمغة” أو ما يُعرف بـ brain drain وقد ألحقت هذه الهجرة خسائر كبيرة بإيران تقدر بالمليارات. بعض هذه الكوادر وصلت إلى مراكز مرموقة في المؤسسات العلمية والبحثية في الغرب, كما أن بعضها نجح في الوصول إلى مواقع حسّاسة في مراكز صُنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية أيضاً مما شكل لوبيات ضغط إيرانية مؤثرة في تلك الدول. أما اللوبيات العربية في المهجر فهي ضعيفة مقارنة بنظيراتها الإيرانية والإسرائيلية.