بعد فشله في الحصول على دعم الرياض لتنصيبه رئيساً لوزراء العراق لولاية جديدة، هاجم نوري المالكي المملكة عبر تليفزيون “المنار” التابع لحزب الله اللبناني، حيث ادَّعى أن السعودية تعيش في “وهم إسقاط سوريا والعراق ولبنان والتمدد في إيران”.
وسعى “المالكي” بكل الطرق للفوز بدعم المملكة، سواء علناً عبر توجيه أنصاره للتغزل، من خلال تصريحاتهم، بالمملكة أو سراً عبر طلب وساطة أمريكية لرأب الصدع مع الرياض وهو ما رفضته المملكة بحزم.
وتأتي محاولة “المالكي” لكسب ود المملكة لما تتمتع به من ثقل كبير على الساحتين الإقليمية والدولية، وسط رفض جميع مكونات المجتمع العراقي (سنة وأكراداً وشيعة) لاستمراره.
ووجه أنصاره وأتباعه لإطلاق سلسلة تصريحات إعلامية خلال الشهر الحالي، لرأب الصدع مع المملكة، منها إطلاق جواد البزوني، من كتلة المواطن – حليف المالكي – أول تصريح لجس النبض قائلاً: إن كتلته مع إقامة علاقات طيبة مع دول الجوار كلها بما فيها المملكة العربية السعودية، معرباً عن اعتقاده أن من “الأفضل للبلد في هذه المرحلة، أن يدخل في حوار مع تلك الدول لحل المشكلة في العراق”.
ورفع المالكي درجة ود خطابه نحو المملكة عبر تصريح صفية السهيل – زوجة وزير سابق وهي عضو في ائتلاف دولة القانون التابع للمالكي – حيث قالت إن توجهاً ايجابياً من السعودية والعراق نحو تعزيز العلاقات الدبلوماسية والانفتاح سياسياً وشعبياً بين الدولتين الشقيقتين.
وأضافت:”المملكة العربية السعودية تبحث بشكل جدي إعادة فتح سفارتها في العراق وإرسال سفير مقيم يمثلها في بغداد” .
وقال صادق اللبان – عضو برلمان عن محافظة النجف وعضو في ائتلاف دولة القانون – إن “ائتلافه لا يقف بالضد من تطوير العلاقات بين البلدين”.
ولكن هذه الجهود الشخصية من نوري المالكي فشلت في دفع الرياض للتحالف معه لموقفها المبدئي منه كطائفي يحكم العراق لصالح ولاية الفقيه في إيران ما دفع “المالكي” حسب ما قاله بنفسه إلى طلب وساطة أمريكية بعد فشل جهوده شخصيا.
وقالت مصادر عراقية مطلعة أنه تقدم بطلب وساطة أمريكية لعقد تحالف مع المملكة تحت ستار مكافحة الإرهاب ظنًا منه أن حرص المملكة الواضح على مكافحة الإرهاب سيدفعها لقبول التحالف معه، لكنه صدم منذ أيام بإبلاغه رفض المملكة لأي تحالف معه مع تمسكها الواضح بدعم أي جهود لمكافحة الإرهاب ليطلق اتهاماته وهجومه المسف نحو المملكة.
ولوحظ في تصريحات “المالكي” وأتباعه التناقض الهائل ففي حين يصف أتباعه المملكة بالدولة الشقيقة، يقول هو إنها العدو وأنه في حرب معها ما يوضح مقدار التلون الذي يحمله هذا الشخص وحكمة الرياض في رفضها وجود أي علاقات مباشرة معه.
وعن الفوائد التي ينتظرها “المالكي” من هذا الهجوم، قالت المصادر إنه يسعى لتقديم نفسه بصورة المدافع عن الشيعة في خطوة أخيرة يائسة قد تساعده على البقاء في منصبه عبر حشد الناخبين.
ورأت المصادر أن هذه الخطوة توضح ضيق تفكير “المالكي” الشديد فاستعداء دولة بحجم وقوة المملكة لا يدل إلا على أن “المالكي” يخشى أنه يعيش أيامه الأخيرة كرئيس للوزراء، وأنه لم يعد يملك أي أوراق ليلعب بها سوى الرهان الكامل على إيران.
يُذكر أن الأمير تركي الفيصل، قال مؤخراً ضمن تصريحات في مركز “ويدر ويلسون” للأبحاث في واشنطن إن واشنطن وإيران عليهما وقف التدخل لاستمرار “المالكي” رئيساً للوزراء في العراق لمرة ثالثة.
وأضاف: “إن الخلاف الأمريكي- السعودي بشأن الموقف من المالكي لا يمكن حله”، مشيراً إلى أن “المالكي” لا يمتلك شعبية كبيرة في العراق، وأنه يحاول استغلال أزمة الأنبار -المواجهة مع فصائل مسلحة سنية – للحصول على دعم الشيعة بعد أن خسر معظمه.