هالة من الغموض ما زالت تلف أسباب الإقالة المفاجئة لمدير تعليم الرياض، الدكتور إبراهيم بن عبد الله المسند، من منصبه الذي تولاه قبل 3 سنوات.
وجاء قرار إقالة المسند، الخميس 25 أبريل، بعد يوم واحد من إعلانه خلو مدارس المنطقة من فيروس “كورونا”.
وفي ظل عدم إعلان وزارة التربية والتعليم عن أسباب القرار، أو تعقيب “المسند” عليه حتى صباح الجمعة، اتجهت الأنظار إلى المشكلة التي واجهت الإدارة بعد نشر صور للاختلاط بين رجال ونساء في إحدى مدارس المنطقة قبل أيام.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صورًا لزيارة قام بها مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض للشؤون المدرسية، حمد الشنيبر، لمعرض “إبداع وتميز” بمدرسة متوسطة رقية بنت محمد للبنات، وقال من تداول الصورة إنها تمت أثناء الدوام الرسمي.
وقال المعترضون إن الصور تعبر عن وجود الاختلاط، واحتمالية انتشاره بكثافة في الفترة المقبلة، مطالبين بمعاقبة من نفذ تلك الزيارة.
وفي أعقاب موجة الانتقادات الواسعة، أصدرت الوزارة بيانًا أكدت فيه أن الزيارة كانت بعد انتهاء الدوام، ولم يكن الطالبات بالمدرسة.
كما زار وفد من الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض برئاسة المسند سماحة المفتي العام للمملكة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ شرح خلالها ما حدث؛ حيث أكد المسند حرص الإدارة الكبير على أداء عملها وفق السياسة التعليمية للمملكة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وجدد الوفد التأكيد على أن المعرض المقام كان بعد نهاية الدوام الدراسي، وخلو المدرسة من الطالبات.
من جهته، أكد المفتي الثقة التي وضعتها قيادة هذه البلاد في القيادات التربوية، التي لا بد أن تستند في أداء عملها على السياسة التعليمية للمملكة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله وتعاليمهما وآدابهما.
كما زار وفد تعليم الرياض عددًا من أعضاء هيئة كبار العلماء في دار الافتاء؛ حيث عبروا عن مدى ثقتهم في المسؤولين بتعليم الرياض.
والدكتور المسند أول مدير للتربية والتعليم بمنطقة الرياض بفرعيها البنين والبنات، وتسلم منصبه في مارس 2011، وذلك بعد أن قضى عامًا مديرًا للتربية والتعليم للبنات، وكان قبل ذلك مديرًا عامًّا للأكاديمية السعودية في بون بألمانيا، كما كان قبل ذلك وكيلا مساعدًا لوزارة التربية والتعليم للشؤون الثقافية.
وبعد تولي المسند مهام منصبه بنحو 8 أشهر وجَّه سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز (حين كان أميرًا لمنطقة الرياض)، إدارة تعليم المنطقة بمتابعة عدم اختلاط البنين والبنات في الفصول، أو الممرات، أو الساحات المدرسية في فترات “الفُسَح”، مع التأكيد على المدارس كافة التابعة لمنطقة الرياض بالالتزام بمقتضى ذلك -حسب نص التعميم- بالرغم من أن المدارس الحكومية تمنع في الأصل الاختلاط في مدارس الجنسَيْن.
وجاء ذلك عقب تلاوة إمارة الرياض خطابًا من المفتي العام يؤكد فيه أن اختلاط البنين والبنات في الصفوف الأولية أو المرحلة الابتدائية عمومًا، أو غيرها من مراحل التعليم، لا يجوز فعله ولا إقراره، وذلك بعد أن تلقى شكاوى من مواطنين تحدثوا عن وجود اختلاط تدريس البنين والبنات في الصفوف الأولية بالمرحلة الابتدائية.
وفي حينها نفت وزارة التربية والتعليم وجود اختلاط بين البنين والبنات، وإنما فقط قيام معلمات بتدريس البنين في المرحلة الابتدائية بعد موافقة المقام السامي الكريم على ذلك؛ لما يجده طلاب تلك المرحلة في المعلمة من عطف الأمومة.
وفي ظل حالة “الصمت” التي خيمت على القرار من جانب المسؤولين- حتى صباح الجمعة 25 أبريل- فإن الأظهر صوتًا وتعقيبًا على القرار كانت تعليقات القراء على خبر الإقالة في عدد من الصحف والمواقع، من بينها “عاجل”.
وكان اللافت للنظر أن تلك التعليقات سارت في اتجاه “الترحيب” بالقرار، والمطالبة باتخاذ قرارات مماثلة لإقالة مسؤولين آخرين في حقل التعليم، سواء في الرياض أو غيرها.
ومن بين تلك التعليقات ما جاء على لسان “أبو نايف” الذي أورد أسماء عدد من المسؤولين- تتحفظ “عاجل” على ذكر أسمائهم- طالب بإقالتهم أيضًا، قائلًا: “تابعوهم يا وزير التربية… والله انهم يتجبرون في الناس. والقرارين الذي صدرا صائب، ومشكور يا خالد الفيصل علي جهودك وحط عينك علي المعلمات والإداريات. ترهن ينتهكن من المسئولين”.
وفي رأي “أبو رامي” فإنه “يجب عمل فورمات لجميع مدراء التربية والتعليم مع قش جميع مساعديهم ورؤساء الأقسام الفاسدين”.
فيما قال “مراقب”: “أرجو أن يصل الإقالة أناس كثر وإدارات أخرى”.
وعقَّب من أطلق على نفسه “بلوشي وافتخر”، بقوله: “الله ينصركم يا خير خلف لخير سلف لابد أن تنظف الوزارة”.