أثارت صورة تقبيل سفير المملكة بطهران، عبد الرحمن بن غرمان الشهري، رأسَ الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني، ردود أفعال واسعة ومتباينة بين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، خاصة بعد الاحتفاء الكبير الذي أولته الصحف الإيرانية للصورة، على اعتبار أنها سابقة تاريخية في العلاقات بين البلدين.
ورغم الهجوم الذي شنه البعض على “الشهري” مطالبين بإقالته من منصبه، فإن سفير المملكة بطهران التزم الصمت طوال هذه الفترة، فاتحًا الباب للعديد من التأويلات، التي راح بعضها إلى أن الصورة مفبركة وملفقة من قبل الصحف الإيرانية، فيما أكد آخرون أن الصورة صحيحة مئة بالمئة، وأنها تخالف كل الأعراف الدبلوماسية.
، تباينت ردود أفعالهم؛ حيث أصر بعضهم على أن الصورة مفبركة، واستدلوا على قولهم ببعض الشواهد والدلائل الظاهرة في الصورة؛ حيث قال “أبو رامي” عن الصورة: “مليار على مئة الصورة مفبركة.. نتوقع منهم أي شيء”.
فيما شرح “أبلو عزام” أدلة فبركة الصورة بقوله: “الصورة مفبركة.. انظر إلى انحناء الرئيس الإيراني… يوجد خلفها كتب والصورة بدون تقبيل الرأس لا يوجد كتب.. لاحظوها شاهدها في الصورتين فوق وتحت… ملامح وجه الإيراني”.
ورد قارئ آخر على القول بفبركة الصورة بقوله: “غير مفبركة.. شوف وجه الشيخ الواقف بالخلف وتغير ملامح وجهه بين الصورتين، شوف تفاصيل المكتبة الخلفية بين الصورتين، شوف عقال السفير من الجهة الخلفية، شوف العلم الإيراني خلف السفير وكيف تغير بين الصورتين”، قبل أن يُنهي الجدل قارئ أطلق على نفسه اسم “رفسنجاني” بقوله: “ما فيها فوتوشوب، والصورتين وحدة قبل التقبيل، والثانية أثناء التقبيل”.
وبعيدًا عن التشكيك في الصورة؛ أكد عدد من قراء “عاجل” صحتها، مطالبين بمحاسبة “الشهري”، حيث قال أحدهم: “ما فيها كلام.. قبل رأسه.. بس هذا يحسب تصرف فردي وشخصي وإن كان المفروض يحاسب عليه لأن السفير يمثل البلد وهيبتها”، وهو نفس ما طالب به “الشمالي” قائلا: “الشمالي: إذا كان صحيح قبل رأس الإيراني فلازم يقال السفير فورًا”.
وقال آخر يدعى “خالد”: “هذا يمثل السعودية.. يرجى إعفاء السفير من منصبه”.
وبشكل مفصل، قال قارئ يدعى “عامر”: “المسألة ببساطة وبدون اللف والدوران تصريح من وزارة الخارجية أو السفير نفسه بأنه قبل رأس رافسنجاني أو لم يقبله وتنتهي المشكلة، قبلة الرأس هذه إن كانت صحيحة فهي مهزلة، ونقص في حق الدبلوماسية السعودية؛ حيث لم تحدث في تاريخ وزارة الخارجية منذ نشأتها أن قبل أي سفير رأس شخصية رسمية لكل الدول المعتمد لديها سفراء سعوديون.. هذه القبلة إن لم يصرح السفير بنفيها فقد تخرجه من الدبلوماسية عاجلا”.
على جانب آخر، اعتبر بعض القراء أن الصورة عادية، ولا تعبر سوى عن تعاليم الإسلام التي تربى عليها جميع سكان المملكة، والتي من بينها احترام الصغير للكبير، حيث تساءل “أبو حماد”: “ما هو الضير في أن يقبل السفير رأس رافسنجاني؟! تربينا على احترام الصغير للكبير”، وهو نفس ما أكده “أبو قحطط” قائلا: “شاب يقبل رأس مسن وهذا هو الإسلام والعروبة”.
فيما أكد “أبو سعيد” أن “رفسنجاني” يتمتع بمكانة خاصة داخل المملكة، قائلا: “مسألة تقبيل رأس رافسنجاني من عدمها تعود إلى تأكيد سعادة السفير والحكم عليها يخضع للأعراف الدبلوماسية.. ولكن كون السفير يؤكد أن لـ”رافسنجاني” مكانة خاصة لدى الشعب السعودي فهذه حقيقة عبر عنها فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي حفظه الله”.
وكانت صورة للسفير “الشهري” انتشرت على صفحات الجرائد الإيرانية مؤخرًا وهو يقبل رأس “رفسنجاني” بعدما استقبله الأخير في مكتبه بطهران يوم الاثنين الماضي، وهو اللقاء الذي شهد دعوة سفير المملكة للرئيس الإيراني السابق لزيارة السعودية، مؤكدًا أن له مكانة خاصة “لدى الشعب السعودي”.