لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرشح لانتخابات 2024 الرئاسية الأمريكية المفضّل لدى اليمين المسيحي في الولايات المتحدة؛ رغم اتهامه بإساءة استخدام سلطته ومحاولة تقويض انتخابات حرة لمصالحه الشخصية، ومحاولة شراء صمت ممثلة أفلام إباحية، وإدانته بتهمة الاعتداء الجنسي.
وانعكس تفضيل اليمين المسيحي لـ”ترامب” في الحفاوة الكبيرة، التي استُقبل بها أمس في تجمّع “الطريق إلى الغالبية” الذي شارك فيه نحو ثلاثة آلاف إنجيلي من حركة “إيمان وحرية” في العاصمة واشنطن.
وكان الناخبون الإنجيليّون البيض بطيئين في حشد الدعم لترشيح “ترامب” خلال حملته الرئاسيّة لعام 2016، لكن فور اقتناعهم، التزموا بدعمه بشكل كامل.
وأيّده الجمهوريون البيض غير اللاتينيين الذين يرتادون الكنيسة بانتظام بنسبة 81 في المائة في عام 2016 وبنسبة 76 في المائة في عام 2020، وهي إحصاءات تثير دهشة أولئك الذين يشككون في استقطاب “ترامب” للمتديّنين.
وبدا أنّ نائب الرئيس السابق مايك بنس، المسيحيّ المحافظ، هو المرشّح المثالي لانتخابات 2024 بالنسبة إلى الإنجيليّين، لكنّه قوبل بصيحات استهجان خلال تجمّع “الطريق إلى الغالبيّة” في عام 2021 لأنّه لم يرفض التصديق على انتخاب جو بايدن كما طلب منه “ترامب”، وهو لم يلقَ سوى دعم فاتر هذا العام.
ولم يقتصر الاستهجان على “بنس”، فقد واجه حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي، وهو المتحدث الوحيد الذي انتقد “ترامب” صراحة، صيحات استهجان شديدة أيضاً لقوله: “إن الزعيم الجمهوري خذل الولايات المتحدة”.
وخلال التجمع، تحدث الكثير من المسؤولين الحاضرين في المؤتمر عن استحسانهم لسجل “ترامب” بدلاً من التعليق على شخصيته، ورأوا أنه يحارب من أجل مناصريه بشكل استثنائي لم يقم به أي سياسي آخر، وأنه أكثر رئيس التزم بوعوده الانتخابية في التاريخ الحديث إذ إنه عمل على صون الحريات الدينية وعيّن ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا ألغوا الحق الدستوري في الإجهاض.