على الرغم من كثافة النيران وصعوبة الموقع المكشوف أمام رصاص الغدر، إلا أن رئيس الرقباء عبد الرزاق مشهور الغامدي والجندي محمد القحطاني لم يتزحزحا من موقعهما صباح الأربعاء الماضي وقاوما المعتدين بكل بسالة، حتى فاضت روحاهما لخالقها، ليسجل حرس الحدود اسمين جديدين في قائمة الشرف.. قائمة الشهداء.
وبحسب البيان الرسمي لوزارة الداخلية، فإنه وأثناء قيام دوريات حرس الحدود بمركز “الربوعة” بقطاع ظهران الجنوب بمنطقة عسير بأداء مهامها على الحدود السعودية اليمنية، تعرضت لإطلاق نار كثيف من مجهولين داخل الأراضي اليمنية مما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، وقد نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد الغامدي وزميله القحطاني.
وعلى الرغم من التكهنات الأولية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الحوثيين يقفون وراء الاعتداء الآثم، إلا أن بعض المصادر توقعت أن يكون للمهربين الذين أحبط حرس الحدود العديد من عملياتهم يد في الأمر، وقد تكون عملية انتقامية لمقتل بعض من رفاقهم في مواجهات مع “رجال الحدود” خلال الأشهر الماضية.
“الشقيدة” تزف الشهيدين
كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحاً عندما مرت دورية تابعة لمركز “الربوعة” بقطاع ظهران الجنوب في منطقة تسمى “الشقيدة”، وهي منطقة جبلية شهدت عدة مواجهات مع المهربين، وتمكّن رجال حرس الحدود من دحرهم وضبط ما معهم من مخدرات وأسلحة.
وكان في جيب حرس الحدود “تويوتا اف جي” رئيس الرقباء الغامدي وزميله الجندي القحطاني، وفي لحظات ودون سابق إنذار أمطر مجهولون المركبة بوابل من الرصاص ومن على بعد أمتار قد لا تزيد على الخمسين داخل الحدود اليمنية، فاخترقت المركبة أكثر من 35 منها.
ولم يفكر “الجنديان” في الهرب أو التراجع بانتظار وصول الدعم، بل قاوما بكل بسالة وردا على مصدر النيران بما معهما من أسلحة خفيفة، وعند وصول الدعم من زملائهما وجيوب تحمل رشاشات ثقيلة كعيار 50 “50 Cal.”، كان الأوان قد فات، وفارق الشهيدان الحياة.
شجاعة “جنديين” وترقية استثنائية
بحسب معلومات ” فقد حصل الشهيد رئيس الرقباء عبد الرزاق الغامدي على ترقية استثنائية قبل عدة سنوات لبسالته في مواجهة وقعت مع مهربين وأُصيب فيها بطلق ناري في فخذه.
كما تحدث العديد من زملاء الجندي محمد القحطاني عن شجاعته وتفانيه في عمله، وتمكنه من إحباط العديد من عمليات التهريب خلال الأعوام الماضية، حتى إنه أصبح هدفاً للمهربين،
ولمراكز حرس الحدود بقطاع ظهران الجنوب سجل مشرف في حماية الأراضي السعودية من المخدرات والأسلحة، فقد تمكّنت خلال العام الماضي من ضبط أطنان من الحشيش المخدر والمئات من الأسلحة المتنوعة ومعها آلاف الذخائر الحية، إضافة إلى قنابل وأصابع ديناميت، والآلاف من المتسللين.