لم تكتفِ السعودية بإجلاء مواطنيها العالقين في السودان؛ بل سارعت إلى تقديم يد العون لكل من كان يتلهف إلى المساعدة من رعايا الدول الصديقة والشقيقة، واستجابت فورًا للنداءات والطلبات المقدمة من تلك الدول لإجلاء رعاياهم؛ وذلك في ترجمة فورية لدورها المؤثر عالميًّا، وبوصفها شريكًا موثوقًا به للمجتمع الدولي.
وفي حين كان يشتد القتال والنزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، كانت السفن السعودية تشق البحر محملة بالعالقين من الجنسيات كافة.. وعلى الرغم من خطورة الأوضاع إلا النداء الإنساني كان يحتم على المملكة الاستجابة له كعادتها وعادة قيادتها الرشيدة، وإنفاذًا لتوجيهاتها.
وبلغ إجمالي مَن أجْلَتهم السعودية من السودان نحو 356 شخصًا، منهم 101 مواطن وآخرون من 26 جنسية؛ الأمر الذي قوبل بخطابات الشكر والثناء إلى الرياض من عواصم العالم المختلفة على الموقف الإنساني المشرف.
مواقف إنسانية سعودية
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالصور والمقاطع لوصول العالقين، والفرحة تعلو وجوههم، ومشاهد أخرى لمجندة تحمل طفلًا يشعر بالأمان فيغفو، ومجند يساعد عجوزًا على النزول، وآخر يوزع الورود وابتسامات الود والترحاب تعلو محياه.
تلك الإنسانية السعودية استدعت من المغردين الاحتفاءَ بمواقف المملكة المشرِّفة، وعدم التمييز في مد يد العون لطالبي المساعدة في ظل اندلاع أحداث العنف المأساوي في السودان، ثم مساعدتهم في المغادرة إلى بلدانهم بأمان وسلام.
وكتب نايفكو مُثنيًا على الموقف السعودي غير العادي، قائلًا: “من كثر ما تعودنا كسعوديين على مواقف المملكة المشرفة، وخصوصًا مع رعايا بقية الدول من مختلف الجنسيات؛ أصبحنا نشعر أن ما تقوم به عادي وغير مستغرب؛ مع أنه أبدًا ما هو عادي، في عالم تسوده المادية والمصالح، تثبت المملكة دومًا، أنها دولة إنسانية فوق العادة”.
فيما أوجز أحمد الجلعود الاستراتيجية الإنسانية السعودية في كلمات، بقوله: “الاستراتيجية الإنسانية للسعودية وضعت الإنسان أولًا دون تمييز، وترجمت دورها الإنساني بقيادة عمل مميز في السودان، وشكلت مركز عبور آمن لإجلاء مواطنيها ورعايا الدول من جمهورية السودان إلى المملكة. اللهم احفظ قيادتنا الرشيدة”.
وعلّقت ناشطة يمنية على إجلاء المملكة لطلاب يمنيين، إذ قالت: “السعودية مملكة الإنسان والإنسانية.. عون المستغيثين وملاذ وأمان الخائفين. أنت في أرض الأمن والأمان. إجلاء أول دفعة للطلاب اليمنيين من ميناء بورسودان عبر باخرة سعودية إلى جدة الآن لعدد 200 طالب. شكرًا مملكة الإنسانية”.
وعبّر راجح الشهري عن امتنانه للقيادة السعودية على الموقف المشرف، بقوله: “حفظ الله والدنا وقائدنا الملك سلمان، وسيدي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان. بالقيادة الرشيدة قوات تحمي الحدود وقوات تخدم الضيوف وقوات تُجلي رعاياها ورعايا أصدقائها.. إنها السعودية العظمى”.