ما بين التحريم الديني وترقب شباب المملكة، تستضيف العاصمة الرياض على مدى 3 أيام «17 و18 و19 أبريل الحالي» نجوم المصارعة الشهيرة «WWE»، يتقدمهم جون سينا الذي يملك شعبية جارفة على مستوى العالم، وكذلك راندي أورتن، وباتيستا، وشايموس.
وفي الوقت الذي أعرب نجوم هذه الرياضة العنيفة أصحاب الشعبية الكبيرة في العالم العربي عن تطلعهم لزيارة السعودية، والتنافس على أراضيها، لكن هذا العشق المتبادل بين لاعبي المصارعة وجمهورهم ربما يصطدم فيما يبدو بعدد من المحاذير الدينية والتي أثارت جدلا مؤخرًا، حيث رأى علماء أن هذه الرياضة تتضمن تعمد الإيذاء فضلا عن ظهور اللاعبين بمظهر شبه عار.
وكان المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي برئاسة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله تعالى- قد أفتى بحرمة لعبة المصارعة لما فيها من إيذاء وضرر للغير، وذلك عام 1408هـ .
وأكد المجمع أن فتواه جاءت بعد المداولة والاطلاع على آراء الأطباء ذوى الاختصاص والإحصائيات التي قدمها بعضهم عما حدث فعلا في العالم نتيجة لممارسة الملاكمة والمصارعة وما يشاهد في التلفزة من بعض مآسي المصارعة الحرة.
وفصَّل أن ممارسة هذه الرياضة محرمة في الشريعة الإسلامية؛ لأنها تقوم على أساس استباحة إيذاء كل من المتغالبين للآخر إيذاءً بالغًا في جسمه قد يصل به إلى العمى أو التلف الحاد أو المزمن في المخ أو إلى الكسور البليغة أو إلى الموت دون مسؤولية على الضارب مع فرح الجمهور المؤيد للمنتصر والابتهاج بما حصل للآخر من الأذى وهو عمل محرم ومرفوض كليًا وجزئيًا في حكم الإسلام.
فيما اعتبر المجمع الأنواع الأخرى من المصارعة التي تمارس لمحض الرياضة البدنية ولا يستباح فيها الإيذاء فإنها جائزة شرعًا ولا يرى المجلس مانعًا منها”.
وعلى نفس المنوال، دعا الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر منظمي مباريات المصارعة والملاكمة في السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية إلى الامتناع عن استضافة هذه الألعاب التي وصفها بالمحرمة، مؤكدا أن المجامع الفقهية قد حرمتها تحريمًا قاطعًا ويجب الالتزام بفتواها.
يأتي هذا فيما عبر عدد من النشطاء على موقع “تويتر” بانتظارهم لهذا الحدث، مؤكدين أنهم كانوا يتابعون المصارعة الحرة عبر التلفاز، ولكنهم الآن سيتابعونها من داخل الملعب على الأراضي السعودية بعد أسبوعين، معبرين عن سعادتهم لكون مشاهير هذه الرياضة سيأتون لبلادهم، وعلى رأسهم النجم الأشهر جون سينا.
وتداول محبو رياضة المصارعة مع نجوم اللعبة الكثير من النقاشات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي في «تويتر»، و«فيسبوك»، وتزامن ذلك مع إطلاق المصارعين حملة عبر هذه القنوات باللغة العربية تحت عنوان (جيناكم يا عيال).
وتفاعل مع الحملة الدعائية للشركة المنظمة الكثير من المتابعين من السعودية، والكويت، ولبنان، وقطر؛ وانعكس ذلك على نجوم اللعبة؛ الذين أيقنوا بوجود جماهير متعطشة للفن الذي سيقدمونه، وبينوا في تصريحات متفرقة سعادتهم بالحضور إلى العاصمة السعودية الرياض.
وذكر أحمد المشهدي، المدير العام لشركة الوقت للفعاليات المنظمة أن نسبة التذاكر المبيعة وصلت إلى 70 في المائة، ويتوقع أن تنفد خلال الأيام المقبلة.
وقال المشهدي: «أتمنى من الجماهير الراغبة بالحضور، شراء التذاكر من نقاط البيع، ومن جهتنا أطلقنا رسائل التنبيه عن الأماكن المعتمدة للشراء، عبر الموقع الإلكتروني».
وأضاف: «نحذر من البيع في السوق السوداء، أو أي مكان لم يتم تحديده من قبلنا، ولن نكون مسؤولين عن أي تذاكر مزورة».
وعن المكان الذي ستقام عليه الفعاليات والتوقيت أوضح مدير الشركة المنظمة: «ستقام الفعاليات على صالة الأمير فيصل بن فهد الأولمبية بالرياض، وستفتح الأبواب من الساعة السادسة والنصف مساء، أما البداية الفعلية للعروض فستكون عند الثامنة والنصف وحتى الحادية عشرة والنصف، وستشمل عدة مباريات يوميا، والحضور مخصص للرجال فقط».
وكشف المشهدي أنه لن يكون هناك نقل مباشر للفعاليات ولن يتم تسجيلها أيضا.
وفيما يتعلق بقيمة التذاكر، قال: إنها ستكون متباينة، فتذكرة المقصورة بـ3 آلاف و500 ريال، وسيكون بمقدور حاملي تذاكر المقصورة الجلوس بالقرب من حلبة المصارعة وبإمكانهم التصوير مع المصارعين خلال وجودهم، وأضاف: «أما ما يختص بحاملي التذاكر الـ250 ريالا، فسيكون جلوسهم في المقاعد العامة المخصصة للجماهير».