في شتى بقاع العالم، يلتف المسلمون كافة حول مائدة الإفطار، لكن عاداتهم في هذا الشهر الفضيل وقضاء أيامه وعادات إفطارهم وسحورهم تختلف من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، لكل واحد منها طابعه الخاص الذي يميزه وفقاً لمفهوم ثقافة المكان التي تتوارثها الأجيال.
وفي المملكة، تتوزع الجاليات المسلمة في مختلف مناطقها ومحافظاتها ويتعايشون مع إخوانهم من أبناء هذا البلد المبارك، ويقضون شهر الخير والبركة بعيداً عن مشاعر الغربة وهموم الاغتراب، ويرتشفون من روحانيات الشهر الفضيل في أجواء خاصة وحميمية على أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين.
وتحظي الجاليات المسلمة باهتمام كبير ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة – أيدها الله – من خلال العديد من المبادرات والتسهيلات التي تضمن لهم الإقامة الكريمة، وتبذل مختلف الجهات ذات العلاقة جهودها لتقديم منظومة خدماتها للجاليات المسلمة كغيرها من الجاليات خلال شهر رمضان المبارك، والتسهيل عليهم خاصة فيما يتعلق بأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي والصلاة فيهما في هذه الأيام المباركة.
وأسهمت جمعيات الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمنطقة جازان في تنفيذ العديد من مشاريع إفطار الصائم، والمشاريع الدعوية، من أهمها مشروع دعوة غير المسلمين الذي من خلاله يتم دعوة الجاليات غير المسلمة إلى الإسلام عبر وسائل متعددة تشرح رسالة الإسلام وسماحته، والتي أسهمت في إسلام العديد من الجاليات المقيمة من مختلف الجنسيات، إلى جانب تنفيذ البرامج والدروس الدينية القصيرة للجاليات المسلمة، وتوزيع الحقائب الدعوية عليهم المشتملة على نسخ من القرآن الكريم مترجم إلى عدة لغات، وكتب ومطويات، إضافةً إلى إقامة بعض الفعاليات الموسمية خاصة خلال شهر رمضان المبارك كأداء العمرة، وبعض البرامج الرياضية الترفيهية.
وكالة الأنباء السعودية “واس” التقت عدداً من المقيمين بمنطقة جازان، واستحضارهم لعاداتهم الرمضانية وأساليبهم في استقبال الشهر الكريم والتعايش مع روحانياته وفضله، حيث أوضح شميم مختار من الجنسية الهندية الذي يعمل بجمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بقرى الملحاء والمخلاف التابعة لمحافظة صبيا، أن عمله في الجمعية هو دعوة الجاليات الهندية المقيم بالمنطقة من خلال العديد من البرامج الدعوية لدعوة الجاليات غير المسلمة إلى الدين الإسلامي وتعليم المسلمين الجدد.
وبين أن العادات الرمضانية والاجتماعات خلال شهر مضان المبارك تتمثل في حضور المحاضرات الرمضانية التي تقدم بعدة لغات في جمعية الدعوة والإرشاد وتبادل التهاني، مستعرضاً بعض الأكلات خلال الشهر الفضل التي يتم تناولها مثل التمر والسمبوسة والأرز وغيرها من المأكولات الأخرى.
من جانبه وصف الداعية بالجمعية المقيم محمد أفيرن من الجنسية الفلبينية تجربة إقامته في المملكة منذ ما يقارب 15 عاما ً لغرض العمل، بأنها من أعظم التجارب التي يتمناها كل مسلم من مختلف بلدان العالم وهي تجربة أنارت له طريقه بعد توفيق الله عز وجل ، حيث ووجد منذ قدومه معاملة طيبة من المسؤولين عليه، ومن زملائه في العمل ووجد كل الاحترام والتقدير من الجميع .
وأبدى سعادته العظيمة باستقبال شهر رمضان المبارك وصيامه على أرض المملكة، وسط أجواء روحانية وإيمانية فيها الكثير من الترابط والألفة والمحبة بين الجميع سواء مواطنين أم مقيمين، ولا يشعر بأن هناك اختلافاً في المعاملة.
وأشار إلى أنه خلال أيام هذا الشهر الكريم، يحرص على أداء الصلوات جامعة في المسجد القريب لسكنه، وأداء صلاة التراويح، إضافة إلى الإفطار مع أصدقائه المسلمين من أبناء الجالية الفلبينيه، واصفاً لحظات الإفطار مع زملائه المسلمين بأنها من أسعد اللحظات التي تعزز أواصر الألفة والمحبة بينهم.
وقال: إن ” الصيام في المملكة نعمة كبيرة يتمناها كل مسلم ، إضافة إلى نعمة الأمان والذي لا تجده في دولة أخرى “.
وأضاف محمد:” أحببت المملكة لوجود الحرمين الشريفين حيث أغنم خلال إقامتي خاصة خلال أيام الشهر الفضيل بزيارة المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة وزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة في ظل التجهيزات التي وفرتها الأجهزة المختصة للتسهيل على الزوار والمعتمرين.
وأوضح محمد مطيع الرحمن من الجنسية البنجلادشية ، أنه يعمل على توعية الجالية البنغالية من خلال إقامة العديد من المحاضرات والدروس العلمية داخل مقر الجمعية ، إضافة إلى القيام بزيارة للجاليات في مقر عملهم ، وتنفيذ برنامج ترفيهي للجاليات يتضمن العديد من الفقرات الدعوية من إقامة المحاضرات وإلقاء الكلمات وإقامة المسابقات والبرامج الثقافية، إلى جانب توزيع العديد من المواد الدعوية من كتب ومطويات، بهدف تعريفهم بدين الإسلام, وليتعلموا ويتفقهوا في أمور دينهم.
وبين أنه في شهر رمضان المبارك تقوم الجاليات البنجلادشية بمنطقة جازان بتنظيم إفطار جماعي يضم العديد من المأكولات التي تشتهر بها خلال الشهر الفضيل .