بعد ربع قرن من الفِراق جمع نظام التأشيرة الجديد مُعلمًا سودانيًّا بطلابه في (رجال ألمع) غرب عسير.
وتفصيلاً، قال عوض الكريم بن أحمد حسين : أتيت من السودان إلى السعودية، وتحديدًا محافظة رجال ألمع، مُعلمًا عام 1405، ومكثت بها خمسة عشر عامًا، وغادرتها عام 1420؛ لأعود إليها مجددًا بعد 24 عامًا لأداء العمرة، والحمد لله أتممتها، واستفدت من نظام التأشيرة الجديد الذي يتيح للزائر زيارة أماكن أخرى في السعودية (وطننا الثاني)، ووجدتها فرصة ذهبية لزيارة محافظة رجال ألمع، التي كنت أعمل فيها مدرسًا زهاء خمس عشرة سنة، وعشت بها أجمل سنوات العمر؛ لأن سكانها يمتازون بالود والكرم العربي الأصيل. وقد انتهت فترة عملي سنة 1420ه، أي قبل ما يقارب ربع قرن، وها أنا أعود لأجد طلابي قد أصبحوا مدرسين وأطباء ومهندسين، يُشار إليهم بالبنان؛ فشعرتُ عندها بالفخر والسعادة؛ لأنني شاركت بجهدي المتواضع في بناء جيل كامل من أبناء ألمع الأوفياء، الذين احتفوا بي، وأكرموا وفادتي، وكانت مشاعرهم وعواطفهم وضيئة، غمرت كل جوانحي، وأحسستُ بأنني أتمتع بفيضان من الأحاسيس الإنسانية التي تُشعرك بأنك جزءٌ من كيان كبير ورائع.
وتابع: أما عن المنطقة فلم أعد أعرف فيها شيئًا؛ فقد تغيَّرت تغيُّرًا شاملاً وكاملاً من حيث البنية التحتية والأسواق، حتى أصبحت تضاهي كبريات المدن السعودية. وهناك تطوُّر ملحوظ في النواحي الاجتماعية، وأصبح الناس أكثر اهتمامًا وحرصًا على القانون والنظام والنظافة العامة.
وختم: وأخيرًا أقول إن المنطقة مقارنة بالماضي قد تغيَّرت 180 درجة عن الماضي. وأتمنى أن يستمر هذا التطور والنماء لفائدة إنسان المنطقة.