شكل النزاع السوري وملفها الشائك الذي دخل عامه الرابع، واحداً من أبرز الملفات التي وُضعت على طاولة الزعماء العرب في قمتهم العربية ال ـ25 التي تحتضنها دولة الكويت الشقيقة.
جاء ذلك وسط أجواء من الترقب الكبير من السورين المقيمين بالسعودية، الذين ما زالوا ينظرون إلى ماذا سيفعل العرب لإنقاذ حياتهم وحياة أبنائهم، ومن سيشغل مقعد دولتهم الذي ما زال شاغراً، وهذا ما أكده اليوم رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا في كلمته خلال القمة اليوم، قائلاً “إن شغور مقعد سوريا بالقمة يبعث برسالة للأسد كي يستمر في قتل وتشريد الشعب السوري”. وكذلك ما دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى منح الائتلاف السوري مقعد سوريا في القمة العربية، مؤكداً أن النظام السوري نظام جائر يمارس القتل والتنكيل، ومشدّداً على أن المأزق السوري يتطلب تغيير موازين القوى على الأرض، مطالباً بمنح الائتلاف الدعم كممثل للشعب السوري.
والسوريون في السعودية بينهم من استبشر خيراً بإعلان الكويت وشجعهم على ذلك تصريح أحد المسؤولين الكويتيين لعدد من الصحفيين، الثلاثاء الماضي بأن “إعلان الكويت سيكون شاملاً ويتضمن كل قضايا وهموم وشجون الوطن العربي ويعالجها”.
وأغلبهم رأى أنه لا جديد بسبب الخلافات الشديدة التي بدت واضحة للعموم خلال قمة الكويت، وأجواء التوتر الحقيقية التي ليست على المستوى العربي فحسب، بل حتى على المستوى الدولي والخليجي، تلك الخلافات التي أحبطت الأمل في نفوس كثيرين من المراقبين والشعوب، بالإضافة إلى اختلاف وزراء الخارجية العرب قبل انعقاد القمة بخصوص تسليم مقعد سوريا للائتلاف ورفض عدد من الدول، منها العراق ولبنان والجزائر.
وبدورها تواصلت “سبق” مع عدد من المقيمين والزائرين السورين وأجرت الاستطلاع التالي:
تقدير للموقف السعودي
بداية قال أخصائي العظام السوري الدكتور سالم أضباشي لـ “سبق” بعد مرور عدة أعوام على الوضع الصعب الذي يعشه السوريون في الداخل وحالة القتل والتهجير، غريب أنه ما زال هناك عدد من الدول التي تقف إن لم نقل بجانب نظام الأسد، ما زالت تنظر بعينها إلى هذا الشعب الذي ما زال يذبح، والقمة العربية اليوم يجب أن تتخذ قراراً عاجلاً وتجد حلاً لقضية الشعب السوري.
فيما أشار المقيم باسم خاروط قائلاً: نثمن وبشكل عال موقف السعودية وخادم الحرمين الشريفين الذي أحس بوجع السوريين، ونقدر كلمة ولي العهد اليوم في القمة العربية التي دعا فيها إلى تضافر الجهود والوقوف أمام التحديات التي تواجه وطننا العربي، مبيناً أن النظام الجائر في سوريا حولها إلى ساحة تمارس فيها مختلف صنوف القتال.
موقف ليس بجديد
فيما قال أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، الدكتور عادل المكنيزي لـ”سبق” إن الموقف السعودي من القضية السورية ليس بالجديد بل بادرة المملكة بدعم الشعب السوري على مختلف المجالات منذ انطلاق مطالبه في البحث عن الحرية ومحاولة المملكة في إيصال رسالة واضحة للنظام السوري آنذاك للتفاهم مع شعبه بالحوار، إلا انه للأسف مارس مختلف أساليب القتل والتدمير، وهذا ما أكده الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم خلال كلمته من ممارسات همجيه يمارسها النظام السوري بالإضافة إلى تأكيده على أن ما يقوم به الائتلاف السوري من مقاومة هو أمر مشروع في الحصول على الكرامة.
وأضاف “المكنيزي” يجب على القمة العربية أن تؤكد في بياناتها على احترام حقوق الإنسان العربي والدفاع عن الشعب السوري، والضغط على الدول الكبرى التي تلعب على حساب دم الأبرياء في سوريا لذلك هم يماطلون لتزداد المعاناة.
وتابع المكنيزي قائلاً: كنا نأمل وكما استغرب الأمير سلمان عدم حصول ائتلاف الثورة على المقعد السوري الذي بقي شاغراً وهذه رسالة سلبية عن عجز الجامعة العربية في التعاطي الجاد مع القضية السورية.
خلافات عميقة
وتتوجه أنظار الملايين في الشارع العربي على امتداده من الخليج إلى المحيط، إلى العاصمة الكويتية مع بدء اجتماعات الدورة الـ25 لاجتماعات القمة العربية، التي انطلقت اليوم وسط خلافات عربية– عربية “عميقة”، بل وربما تكون “غير مسبوقة”. وبينما كانت الشعوب العربية تعقد “آمالاً عريضة” على مؤتمرات القمة السابقة، سعياً لحل مشكلات طالما عانت منها، أو أخرى مستحدثة، إلا أن هذه الآمال غابت، إلى حد كبير، عن قمة الكويت، التي تنعقد تحت شعار “التضامن لمستقبل أفضل”، وسط توقعات محدودة، وفقاً لما نقله موقع سي إن إن الإخباري عن عدة شخصيات.